اصبت بالدهشة وخيبة الامل من الحكم الذى اصدرة احد قضاة مصر فى الاسبوع الماضى ضد الشاب الاسكندرانى عبد الكريم نبيل سليمان بالسجن اربعة اعوام بتهمتى ازدراء الاديان واهانة رئيس الجمهورية ومرجع سبب دهشتى انة فى نفس الوقت الذى اصدر قضاء مصر حكمة القاصى على الشاب الكاتب بالسجن لمدة اربعة اعوام كاملة بسبب كتاباتة التى كانت تفضح النظام والمتطرفين المتأسلمين وهمجيتهم لم يجد قضاء مصر - المفروض ان عادل _ ما يحكم بة على قتلة 21 مصرى مسيحى فى قرية الكشح سوى البراءة او ما يدين بة الكاتب الاسلامى الشهير محمود عمران الذى حلل قتل غير المسلمين ونهب ثرواتهم وممتلكاتهم فى كتابة الاخير الذى صدر فى ارض المحروسة!!

اننى لم اجد مبررا ابدا للتعامل بقسوة وعنف من قبل السلطات المصرية مع الشاب المصرى المسلم كريم سليمان الذى كان ولا يزال كل ما يملكة قلمة وكلماتة وافكارة واحلامة الكبيرة برؤية بلدة ديمقراطية حرة متسامحة لا تعرف التعصب والتطرف.. واذا كان المبرر الذى استند الية القاضى فى حكمة ضد كريم هو كتاباتة التى كان ينشرها على شبكة الانترنت وفهم منها انها كانت تتضمن ازدراء للاسلام او اهانة رئيس الجمهورية فلماذا اذن لا يعامل المتطرفين المتعصبين الذين يكتبون يوميا ويحرضون على قتل غير المسلمين وكراهيتهم ونهب اموالهم والتعدى على مقدساتهم وعروضهم..لماذا لا يعاملون بنفس المكيال ام ان القانون المصرى ( طبقا للمادة الثانية من الدستور) لا يسمح بازدراء الاسلام بينما يسمح بازدراء كافة الاديان الاخرى ولعن اصحابها طيلة الاربعة وعشرين ساعة والدعوة الى محاربتهم وقتلهم؟؟

لقد احترت فى فهم ومغزى الحكم الذى صدر فى الاسبوع الماضى ضد عبد الكريم سليمان..ترى هل حكم علية لانة كان يدافع عن الاقباط ويفضح تصرفات المتعصبين المتأسلمين المتواطئين مع السلطات المصرية وبصفة خاصة فى حوادث الاعتداءات الاخيرة على بعض كنائس الاسكندرية؟؟

ترى هل حكم علية لكى يكون عبرة لبقية المصريين الذين يكتبون بحرية وشجاعة على شبكات الانترنت ضد النظام فى مصر والتطرف الدينى؟؟

ام ترى هل حكم علية بالسجن اربعة اعوام لان القضاء المصرى اصبح اما متعصبا او مسيسا؟؟

المثير للدهشة انة منذ اسابيع قليلة افرج القضاء المصرى عن جميع الطلبة الازهريين اعضاء الاخوان المسلمين الذين كانوا شاركو فى عروض عسكرية غير قانونية لارهاب اساتذتهم وزوملاءهم وارسال رسالة للسلطات المصرية مفادها ان الاخوان اصبح لهم مليشات عسكرية مشابهة لحماس وحزب اللة..وكان سبب الافراج عن هؤلاء الطلبة هو الحرص على مستقبلهم كما جاء فى قرار الحكم!!! ولكن ماذا عن مستقبل الشاب عبد الكريم سليمان الذى لم يكن عضوا فى جماعة الاخوان المسلمين او القاعدة ولم يهدد امن مصر القومى مثلما هددها ولايزال عاكف ومليشات الاخوان المسلمين الذين افرج عنهم؟؟

اننى اناشد وادعو السلطات المصرية للافراج الفورى عن الشاب المصرى عبد الكريم نبيل سليمان لانة لا يشكل اى خطر على امن مصر او سلامتها بل على العكس لولا حبة لوطنة وشعب مصر لما رأيناة يكتب كلمة واحدة بالسلب او الايجاب على شبكة الانترنت وفضل الانضمام لملاين الصامتين السلبين على ارض المحروسة.. اما حكاية ازدراء الاديان فدعونا نترك هذة المهمة الى صاحب الاديان لانة هو الوحيد القادر على كشف ما فى القلوب والعقول وحسب علمى ان اللة لم يعين نائبا او حاكما ساميا يدير شئون البشرعلى الارض بالنيابة عنة. اما بالنسبة لتهمة اهانة الرئيس فاننى على ثقة تامة ان الرئيس مبارك لو علم بامر حبس هذا الشاب بسبب نقدة او الكتابة ضدة فانة سوف يامر بالافراج الفورى عنة حرصا ايضا على مستقبلة.

صبحى فؤاد

استراليا

[email protected]