طريفة أجد من المناسب جدا إيرادها قبل أن أدخل في صلب الموضوع، کانت هناک أختان احداهما مزواجةquot;کثيرة الزواجquot; أما الثانية فلم تتزوج سوى مرة واحدة في حياتها، و سألوا يوما الاختين بشأن کم مرة تزوجتا، فقالت الثانية: لم أتزوج سوى مرة واحدة فقط، وحين سألوا الاخرى بادرت بسرعة للإجابة: أنا و أختي تزوجنا تسع مرات!!
هذه الطريفة تذکرتها وانا أتابع تلک التبريرات و المعاذير التي توردها العديد من أنظمة المنطقة بشأن سياساتها المختلفةquot;السقيمة و الخاطئةquot; على شتى الاصعدة، وبدلا من أن تقوم تلک الانظمة بمواجهة الحقيقة ولو لمرة واحدة و تضع النقاط الاصلية على الحروف الحقيقية و تسلک أقصر السبل و أفضلها لمکاشفة شعوبها، فإنها تصر على التشبث بذاتquot;النهجquot;السياسي العقيم الذي تتبعه منذ عقود طويلة.
ان نشر غسيلquot;الاخطاء و المنزلقاتquot;لأنظمة محددة على شماعات دول أخرى من خارج المنطقة لها أخطاءquot;يتيمةquot;، هو في واقع الامر سياسة غبية من حيث تحاشيها لجوهر المشکلة و تجنبها الخوض في أساس المسألة وليس البحث و النبش هنا و هناک لإيجاد ورقة توت أخرى تغطي بها عريهاquot;وهما منهاquot; لبرهة أخرى من الزمن.
الجمهورية الاسلامية الايرانية بنظامها السياسي ـ الفکري المثير للازمات و المشاکل في المنطقة، قد تکون واحدة من أهم الانظمة التي تتبع سياسةquot;رقعquot;وquot;تجميلquot;وquot;تقليبquot;أخطائها السياسية على مختلف الاصعدة ولاسيما مايتعلق منها بداخل ايران و المنطقة و العالم. وقد لاتکون المعضلة النووية التي سببتها دولةquot;ولاية الفقيهquot;آخر المشاکل المستجدة من قبلها ولکنها قطعا ستشکل الدعامة التي بإنهيارها سينهار النظام السياسي ـ الفکري باکمله. ان الحديث عن المشاکل و الازمات التي تنطلق من تحتquot;عباءاتquot;وquot;عمائمquot;المؤسسة الدينية الايرانية، هو حديث ذو شجون و يحتاج الى راوي قدير و مستمعين جيدين کي يکون بمقدورهم متابعةquot;سيرة عباقرة قمquot;الى النهاية. وکما تذکر الروايات المتعلقة بآخر الزمانquot;کما هي واردة عن الاحاديث النبويةquot;، ان کل حجارة تنادي ان هناک يهودي مختف خلفها کي يجهزون عليzwnj;(!)، فإن کل رکن و زاوية من دول المنطقة من أقصى دول المغرب العربي و حتى الخليج تروي الحکايات و الاساطير عن الايادي الايرانية الطويلة التي تعبث هنا و هناک بحثا عن مرتکزات لها لنشر فلسفتها الفکرية ـ السياسية أملا في الاجهاز على النظام العربي الرسمي الذي بات يترنح لأسباب عديدة وطرحquot;النموذج الايرانيquot;بديلا عنها. ومع کل تلک التبريرات التي سيقت من قبلquot;الدول السنية السبعquot;التي اجتمعت مؤخرا في اسلام آباد، لکن کل الدلائل باتت تشير الى تخوف تلک الدول منquot;السرطانquot;الايراني الذي بات يهدد الامن و السلام في سائر ارجاء العالم و ان خطرquot;التوسعquot;الآيديولوجي لطهران بات بمثابة أمر واقع يتجسد على الارض من خلال عدة أشکال و تيارات سياسية ـ فکرية اسلامية على طول و عرض الساحة بل وان الصرخات الاخيرة التي تعالت من الخرطوم أکدت مجددا حقيقة الخطر الايراني و ضرورة التصدي له. أما الحديث عن المآسي و الکوارث المخلفة من عبث الايادي الايرانية في کل من لبنان و العراق، فهو أمر قد تجاوز کل الحدود و المعايير و القيم المتعارف عليها، وهو دليل حي على المعدن الحقيقي لهذا النظام السياسي و تجسيد عملي لفلسفته الفکرية على الارض. وبعد کل هذا، تطالعنا أصوات صادرة من طهران بأنها quot;لم تقم بأي عمل يثير القلق و الخوف في المنطقة و العالم، وانها اسوة بquot;بيونک يانکquot;، لم تمارس إلا حقها الشرعي الذي تکفله لها الانظمة و القوانين الدوليةquot;المرعية، طهران تناست ان الذي بدر عن کوريا الشمالية برغم فداحته فإنه أمر قابل للمساومة و السيطرة عليهquot;وهو امر أکدته الکثير من الاوساط السياسيـة القريبة من کوريا الشماليةquot; وهو الخطأ الوحيد الذي بدر من هذه الدولة الشيوعية ضد العالم، فهل تريد طهران أن تکون کتلک المرأة المزواجة و تبرر زيجاتهاquot;غير الشرعيةquot; بزيجة يتيمةquot;شبه شرعيةquot; لأختهاquot;في الشرquot;بيونک يانک؟!

نزار جاف
[email protected]