وصفت المس بيل في رسائلها أغلب السياسيين العراقيين ورؤساء العشائر والوجهاء في فترة تأسيس الدولة العراقية الحديثة،وقبلها وبعدها، إنهم ضعفاء وسخفاء وإنتهازيون وبلداء ورجال دين لا دين لهم، ولا يحسن أحدهم سوى التملق وهو يضمر الكراهية،وما أن يسكر أحدهم وينتشي حتى يتوق لمعانقة السلطة التي بين يديه أو البحث في دهاليز الذين ينافسوه في سوق الولاء (لنا ) بريطانيا العظمى للإيقاع بخصمه، والسلطة هي مرض مزمن لدى الذين إلتقيتهم من العراقيين وعلى رأسهم......إلخ.

*****
نشرت مجلة التايم الإسبوعية الأمريكية في عددها الأخير مقالا ًبعنوان (الشيعة والسنة في العراق...لماذا يكرهون بعضهم البعض )،قرأت المقال،ثم سألت قريبتي في العراق وهي شيعية متزوجة من سني في بغداد.. كيف الأحوال؟ فأجابت لازلنا بخير،ثم سألت صديقي المتزوج من إمرأة سنية،كيف الأحوال؟
فأجاب لازلنا بخير، ويبدو إن تنفس الهواء في بغداد يشكل خيرا ً فيها، أما مستقبلها والهواء
فبيد علماء العراق!!، وليس في العراق الأن سوى علماء ما (شاء الله ) من المذابح والقتل وكذلك القدر،أما صحيفة التايم فقد نقلت عن طبيب عراقي قوله (إن الهواء ملوثا ًبالطائفية )..!!!،والهواء هو الجو العام،كما أعتقد.

*****


في جنوب العراق في الناصرية ثلاثة معامل حيوية وهي معمل الغزل والنسيج ومعمل القابلوات والأسلاك ومعمل صناعة وتصدير الألمنيوم،جميعها معطلة منذ الحصار، ولا إرهاب حولها، بل يأتي الموظفون والعمال ويخرجون،وتأتي الرواتب في نهاية الشهر، والرواتب أمر إنساني، لكن الموظفون والعمال يتناقشون بسبب بطالة العمل، فيكتشف أحدهم إنه سني، أو زوجته شيعية،والأخر يقول هذا أصله شيوعي وأصبح شيعي،وأخرون يقولون هذا صدري وذاك حكيمي،والفساد جاري،وكأن لمعيشة العراقيين في بلدهم أسباب، فالسؤال المطروح الأن أنت ليس منا، إذهب بعيدا أو وإلا....!!.

*****

قال سعدي يوسف، لقد نسيت إن لي وطنا ً، سعدي يوسف لم يفكر إنه سيكون علامة للجهلاء والقتلة الدينيين الأغبياء، ولن يكن رمزا ً سوى لأشبال أرض تموت وقاماتها شاهقة، سعدي يوسف حي ٌ قائم على رغم إخوته السبعمئة من الأنذال.


*****
من يصر ّ ُ على قول أنا عراقي، هو عراقي بجنسيات مختلفة غالبيتها أوروبية وأمريكية، فالعراقي من الشعلة في بغداد، يقول (أخرجني ) وسوف أكون يهوديا ً، أما العراقي من البصرة فبوده القول (أخرجني ) وأنا كويتي أو أماراتي، والغالبية يقولون نحن في الأصل عرب ولكن من (إيران )...ومأساة الأصل والفصل مستمرة،والخروج من الطين القذر ليس مثل خروج شط العرب من أرض البصرة في خليج السياب.


*****

كل فرد في العراق خائب، وكنا في العراق وفي الثمانينات أشد الخائبين،كان الأب العراقي يجلس في إنتظار جنازة إبنه المقتول في حرب غبية لامعنى لها على الإطلاق حسب (غورباتشوف )،فألأب العراقي (ليس عموما ُ ) مارس أبشع وأردأ أنواع الطمع المادي الذي يدر عليه من مقتل أبنائه وخاصة السيئين الذين لانفع منهم،والذين أصبحوا وقودا للحرب،لكن موتهم (إستشهادهم) فيها يدرُ أموالا ً لا بأس بها.

*****
إحتار العراق،العراق الجغرافي والتاريخي والنفسي والسياسي والدموي،هل العراق بحاجة إلى الناس، أم الناس بحاجة إلى العراق،من يريد العراق ومن يبغضه ولماذا؟ هل العراق هو نكرة قومية وجغرافية؟ أم الذين يحيطون به همو النكرات!!، أمعقولٌ إن العراق..كل العراق مجرد نفط...؟!!.،وماهو العراق هل هو أبناء متسكعون؟..لعله كذلك.

واصف شنون