خرجت في اليومين الماضيين تظاهرات في مختلف المدن الشيعية العراقية من اجل السيستاني بحجة تعرضه الى هجوم من قبل احدى الفضائيات.

ومجرد على الاعتراض على توجيه النقد الى السيستاني.. يعد أمرا ً خطيراً ينذر ببروز طبقة من رجال الدين في العراق تضع نفسها فوق البشر وتقمع اي صوت يوجه لها النقد وكأنها ذات مقدسة لايجوز المساس بها، فالسيستاني شخص عادي جدا ومجرد دارس للعلوم الدينية وهذا الاختصاص لايعطيه القدسية ويسمح له بتكفير كل من ينتقد افكاره وتصرفاته !

وخروج هذا المجاميع من شيعة العراق في تظاهرات مؤيدة للسيستاني، واضح انها مفبركة من قبل الاحزاب الشيعية في محاولة منها لإستعادة بعض جماهيريتها وتحشيد الناس حولها بعدما نبذتها الجماهير واصبحت هذه الاحزاب تعيش في عزلة وسط نظرات الاتهام لها باللصوصية والعمالة والاجرام.

ومما يثير السخرية ان شيعة العراق تركوا مشاكلهم ومأساة وطنهم وقتلاهم وانعدام الأمن والخدمات... وخرجوا في تظاهرات من اجل السيستاني الذي هو شخص ايراني ليس له علاقة بالعراق، والمفروض دستوريا ووطنيا الا يتدخل في شؤونه.

وعدم أهتمام الجماهير والتظاهر من اجل قتلاهم الذين ذهبوا ضحية الارهاب، وكذلك عدم التظاهر للمطالبة بحقوقهم والدفاع وطنهم، والاسراع في الخروج للتظاهر من اجل السيستاني الايراني.. يكشف مأساة عبادة شخصية رجل الدين التي كرسها اللوبي الايراني في نفوس غالبية شيعة العراق وجعلهم يهملون قضاياهم الوطنية الكبرى ويندفعون للخروج تأييدا لشخص ايراني، بينما كل يوم يقتل عشرات ومئات العراقيين في جرائم الارهاب ولاأحد يخرج في تظاهرة من اجلهم !

من العار على شيعة العراق يظهرون بهذه الصورة المخزية وكأنهم مجرد دمى تحركهم الاحزاب ورجال الدين ويخرجون من اجل قضية عادية لاتستحق اي اعتراض، وليس للعراقيين اي دخل فيها وانما تخص الايرانيين... ومن المخزي ظهور شيعة العراق بهذا الشكل الذي يدلل على أن أكثرهم يفتقر لمشاعر الانتماء الوطني والولاء للعراق والاهتمام بمصائبه، ويفضل مصلحة شخص ايراني على كل كوارث العراق !

خضير طاهر

[email protected]