-1-
تميز العلامة اللبناني العربي الجليل محمد حسين فضل الله باكرا، بما لم يتميز به غيره من اتباع المدرسة الصفوية في التشيّع، فكان والحق يقال رحمة على اهل مذهبه وعلى قومه العرب والإسلام عامة.
لقد انكر الرجل على الأحبة الشيعة الطيبين الكثير من السفاسف التي لقنهم إياها اشياخ فارس عبر عقود طويلة من السنين، كمسألة القدسية الزائفة للفاضلة الجليلة فاطمة بنت محمد، وأكاذيب إحراق بيتها وإسقاط جنينها وكسر ضلعها، وعدم حيضها ( كتعبير عن تلك القدسية )، وأخيرا وليس آخرا علاقتها بجبريل الذي لم يكف يوما عن الهبوط المجنح عليها لتلقينها القرآن الحقّ، بينما كان بعلها الكريم عليٍ مُصغيا مُرهفا السمع للملاك جبريل ويداه الشريفتان تمسكان القلم وتجريان على القرطاس على عجل لتخطان القول الفصل الذي لم يتسنى للملاك توصيله للأب إثر موت نبي الرحمة ( المنصور بالرعب من مسافة شهر ).


ولم يكفّ الملاك عن الهبوط على فاطم المقدسة التي فاقت أم يسوع في التبتل والقداسة، لم يكف الملاك عن الهبوط إلا بعد أن إرتفعت روح فاطم إلى جنّات الخُلد حيث بعلها وأبيها ولاحقا بنيها واحفادها وصولا إلى آخر الأحفاد الخميني وخامنائي ونصر الله ومقتدى الصدر وجموع لا تعد ولا تحصى من العجم والباكستانيين والهنود والأفغان واللبنانيين والعراقيين والبحارنة ووووو...!
انكر الرجل على اهل مذهبه الكثير من هذا وغيره، فكان جزاءه معاناة رهيبة ليس اقلها محاولات الإغتيال العديدة التي لا نشك في أن صقور المدرسة التفريقية الإنعزالية الإسطورية الصفوية وراءها، وبينهم ولا شك بعض من رعاهم السيد فضل الله وتعهدهم بالدعم والتنظير، ولا زال وللأسف يفعل رغم الخُطل الذي يسير به هؤلاء في تمزيق اللحمة اللبنانية وإفتعال الفتن وخلق الحروب العدوانية وإستباحة المال والدم والكرامة والسيادة لشعبهم وبلدهم الطيب المبتلى.
نعني جماعة حزب الله وزعيمهم الملهم صاحب الإنتصارات الربانية.


-2-
البارحة... وفي مقال له في صحيفة خليجية، وقد احسنت إيلاف نقله قبل أن يختفي حتى من الإرشيف.
في مقال له، يوصّي سماحة السيد قُضاتنا ومسؤولينا العرب واللبنانيين في المقدمة منهم إلى الإقتداء بالقضاة الإسرائيليين الذين حاكموا اولمرت بكل شجاعة ومهنية وحيادية.
واكد السيد في ذات السياق على أن إسرائيل دولة مؤسسات وأنها قادرة على تعديل خُططها والتعلم من اخطائها.
كلام جميل، فات سماحة السيد اطال الله عمره وكرمنا بالمزيد من علومه الربانية، فاته أن هذا القول وهذه الدعوة تتناقض كل التناقض مع بقية السياق بحيث يستحيل أن يكون لدينا ما لدى الإسرائيليين ولو بعد قرن أو إثنين.
سماحة السيد، العصابات المقاومة ذات الطابع الطائفي والمرتبطة باعداء امتها وشعبها وبلدها، لا يمكن أن ينجم عن حضورها المشاغب دولة قانون وقضاء نزيه.
مولانا الطيب... حريٌ بك قبل أن تدعو لحماية سلاح المقاومة، أن تدعو لحماية الدولة اللبنانية وأن تسعى مع غيرك من زعماء الطوائف إلى تهدئة الوضع عبر الضغط على حزب الله وأمل للعودة للحضن الوطني اللبناني والكفّ عن الهرولة وراء الرضى الإيراني.
نعرفك عربيا يا رجل، نعرفك وطنيا حقيقيا، مثقفا ومنفتحا وأصيلا، ونتوقع لدعوتك المباركة تلك في أن يكون لدينا قضاء بمستوى قضاء إسرائيل، أن تكون واقعية لو إن سماحتك القيت بثقلك الروحي الكبير إلى صف الدولة اللبنانية والديموقراطية التوافقية اللبنانية والسيادة الوطنية اللبنانية التي هي مفردة في عقد سيادة العرب كل العرب على اراضيهم وبلدانهم وثقافتهم وتميزهم الثقافي الحر المستقل.
اليس كذلك مولانا...!

كامل السعدون