بدأت يوم الثاني عشر من هذا الشهر ( مايو، آيار) عملية تصويت الجزائريين في الخارج؛المقدر عددهم بمليون شخص؛ في الإنتخابات التشريعية ( البرلمانية) المزمع عقدها داخل الجزائر في السابع عشر من هذا الشهر.
سينتخب المهاجرون ثمانية مترشحين، أربعةٌ منهم يمثلون الجالية في فرنسا، اثنان يمثلون باقي أوروبا، واحدٌ يمثل المغرب والمشرق العربي وآخر يمثل الأمريكيتين، إضافة إلى آسيا وأستراليا ونيوزيلاندا!!
بالنسبة إلى بريطانيا، أجريْتُ اتصالات كثيرة -على الأقل- مع ثلاثين صحافيا جزائريا؛ ومع أنشط أعضاء الجالية؛ ولا أحد منهم يعرف هوية المترشح؛ كما لم يتلق أغلبهم الإشعار بالإقتراع!
ما تأكد لي أنه على المترشح؛ أن يحصل على أربعمئة توقيع من أعضاء الجالية؛ وأن يقدم برنامجا انتخابيا كافيا وشافيا؛،، ولم يفلح في هذا أكثر الجزائريين خدمة للجالية؛ وأبرزهم ظهورا في وسائل الإعلامية البريطانية والعربية!!!فمن سيكون مولانا !! لا أحد يعرف؟؟؟
في الضفة الأخرى من الأطلسي ( مونتريال) أطل علينا شخص اسمه محمد!! وعد الجزائريين في الأمريكيتين وفي قارة آسبا؛ وفي أستراليا،،،،بأنه لو فاز بالمقعد البرلماني فسيحول معاناتهم إلى جنة!!
محمدٌ؛ قال عبر قناة عربية؛ إنه مقيم بالولايات المتحدة، وقد تنقل بين ولاياتها الشرقية والغربية؛ ثم حط الرحال بكندا؛ وقد قام بزيارة إلى اليابان وأستراليا ؛ للوقوف على معاناة الجالية! وبعملية حسابية بسيطة فإن المترشح الذي يقول إنه مستقل؛ قد صرف على الأقل خمسين ألف يورو؛ كمصاريف النقل والفندق! وهذا يعادل نصف مليار سنتيم جزائري! فهل لنا أن نسأل من أين لك هذا؟
أعود إلى هموم ومشاغل الجالية في لندن،،، فالصحافيون الجزائريون يريدون جمعية؛ يلتقون تحت سقفها؛ وهو الحال نفسه مع الأدباء و الفنانين و النساء و ذوي الحاجات الخاصة؛ بل إن الجالية بأكملها تريد مركزا ثقافيا؛ وتريد لأبنائها مدارس تعلّم التاريخ الجزائري؛ ولا عجب في أن الجيل الثاني يتحدث اللهجات الخليجية والشامية والعراقية، باستثناء الجزائرية؛ لأن المدارس التي تستقبلهم غير جزائرية!
ما أزال أتذكر قول الرئيس الراحل هواري بومدين: إذا ضُرب مواطن جزائري في حانة في مدينة مارسيليا فإنه على القنصلية أن تتدخل!! لا أطلب هذا اليوم! ما أريده أن ينتقل طاقم القنصلية إلى شوارع فانزبيري بارك وهولوواي وغيرهما، كي يقفوا على معاناة آلاف الجزائريين المقيمين بصفة غير شرعية؛ أو يدقوا أبواب أحد السجون قرب مطارات بريطانيا؛ ليشهدوا حقيقة مواطنيهم.
المهاجر الجزائري يدفع الرسوم إلى القنصلية؛ ويُقابَل ببروقراطية مقيتة؛ ويدور رأسه ألف مرة قبل أن يستخرج وثائقه الرسمية، فلا عجب أنني دفعت رسوم بطاقة التسجيل في القنصلية في يناير من العام الماضي؛ ولم تصلني! حتى ذهبت بنفسي إلى السفارة ؛ وأخذتها في يناير من هذا العام !!! حجة أحد المسؤولين كانت: والله تصورنا أنك غيرت العنوان!!( معي استمارة الطلب، والتسلم، بالتاريخ الموثق).
اللهم لا حسد،، فليفُز من يفوز ؛ فالمقعد في البرلمان الجزائري؛ يعني راتب ثلاثة آلاف يورو في الشهر؛ زائد حصانة برلمانية من المحاكمة بتهم الفساد والرشوة؛ إضافة إلى المنح والعلاوات والسيارة والسكن المجاني ( بلّوشي)؛ والأهم في كل هذا : الصفقات خصوصا عبر مرفأ مرسيليا -الجزائر العاصمة.
سليمان بوصوفه
التعليقات