حزب البعث الحاكم في سوريا quot;الحزب القائد للدولة والمجتمع بموجب المادة الثامنة للدستورquot;، هذا ماتعلمناه منذ الصغر ، ولكن هذا لا يعني ان بعض القادة البعثيين يتصرفون وفق مصلحة سوريا بل انهم يهددون أمنها واستقرارها ، ويتلاعبون به عبر اصرارهم على اتباع ذات الاسلوب القديم الذي عفا عليه الزمن ، ولم يعد ينفع لهذه المرحلة ولا لأية مرحلة قادمة ، وخاصة في ظل ادانات اميركية لانتخابات مجلس الشعب في سوريا ، والتشكيك بنزاهتها .

بحسن نية او بسوء نية ، لا فرق ، المهم ان ثمة من يتلاعب من هؤلاء القادة بأمن سوريا ، ويفتح الابواب على مصراعيها امام الادانات الغربية والتدخلات الاميركية لجهة عدم وجود ديمقراطية في سوريا في ممارسة انتخابات حرة ، ويهدي اليهم الدلائل عبر انتهاكه ابجديات الانتخابات في وجوب عدم تدخل اية سلطة سلبا او ايجابا بأي شكل من الاشكال في مسار العملية الانتخابية .

والان وقد انتهت معركة الانتخابات البرلمانية ، واصبح كل ذي كرسي على كرسيه تحت القبة يحق لنا ان نتساءل ما معنى ان تصدر توجيهات حزبية خلال الانتخابات ، على مستوى القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم ، الى الفرق الحزبية لحض اعضائها على شطب اسماء بعض المرشحين الى مجلس الشعب , ومهما كانت الاسباب quot;النبيلة لهذا القرارquot; ، والتي تم تبريرها بان هؤلاء quot;المغضوب عليهم من المرشحين quot;عمدوا الى اشاعةquot; اخبار غير صحيحة بأن الدولة والحزب هي الضامنة لهم وقد صدرت توجيهات للتصويت لهم quot;

وهو مايحدث للمرة الاولى واصدار توجيهات بشطب اسماء مرشحين مستقلين في دمشق، وما معنى ان يصدر توجيه بدعم نقيب الفنانين في سوريا ، وهو من المرشحين المستقلين كما المرات السابقة للتصويت لبعض الاسماء فقطquot;.

وبحسب عدد من المرشحين انquot;هذه التوجيهات لخبطت الانتخابات بالكامل quot; ، واستغربواquot; صدور مثل هذا التعميم لانه يصب في اطار مطالب المعارضة بمقاطعة الانتخاباتquot;، وكشف عدد من المرشحين لوسائل الاعلام quot;ان البعثيين يذهبون الى المراكز الانتخابية ويسحبون قوائمنا المطبوعة ويضعون بدلا عنها quot;.

وفي حين اعتبر مرشحون quot;ان من حق الحزبيين ان يشطبوا اسماءنا ، وان يوجهوا اعضاءهم في ما يرونه مناسبا لمصالحهم ولكن ليس من حقهم ان يتدخلوا بالعملية الانتخابية في المراكز وامام الصناديقquot; ، رأى اخرون انه quot;ليس من حق حزب البعث ان يتدخل مطلقا في انتخابات من المفروض ان تكون نزيهة وخاصة وسط ضغوط وظروف اقليمية ودولية معقدةquot; .

واكد مراقبون انه لم يكن هناك داع لمثل هذا الاسلوب ، فاغلب هؤلاء المرشحين الذين صدرت التعليمات بحقهم ، من كبار رجال الاعمال في سوريا ، ولا يمكن لهم ان يجازفوا باستثماراتهم، وكانوا سينسحبون من الانتخابات لو طلب منهم الامر من دون الدخول في عملية كسر العظمquot;.

الأدهى من ذلك ان بعض من صدرت بحقهم التعليمات الحزبية لعدم التصويت لهم نجحوا، وباتوا اعضاء في مجلس الشعب مما يعني فشل السياسات البعثية في quot;عملية كسر العظمquot; في الانتخابات التشريعية ، ولاداعي في هذا الصدد كتأكيد على الفشل التوسع في ذكر الاحداث التي حصلت في محافظة الرقة وبعض المحافظات السورية على خلفية قوائم الظل ، وهي قوائم تندرج تحت اطار المستقلين ولكن من تختارها هي القيادات البعثية كرافدة لقائم الجبهة التقدمية (الائتلاف الحاكم ) ، والتي فرضتها في المراكز الانتخابية .

ان التدخل في الانتخابات بحجة المصلحة العامة وبأية حجة كانت ، هو امر غير مقبول من اي طرف ، وبسبب هذه السياسات كان عزوف السوريين عن الانتخابات ويأسهم من التغيير والاصلاح بغض النظر عن النتائج التي تم اعلانها رسميا ، كما ان شعور السوريين بان هؤلاء الاعضاء في مجلس الشعب لايمثلوهم يمكن وضعه في كفة ميزان ، والتلاعب بأمن سوريا والخوف عليها سترجحه الكفة الاخرى .

بهية مارديني