المرأة السعودية والسيارة:أهل مكة أدرى بشعابها


مناقشة قضية (هل يحق للمرأة أن تقود السيارة )أوانتظار الفتاوى لمعرفة تجوز أولا تجوزالقيادة للمرأة،هوتماما مثل التساؤل في هل يحق لها أن تمشي أو تتحرك أوتأكل،باختصاراستخدام المواصلات والتحرك بها هو حق طبيعي لأي انسان بالغ عاقل ويحمل رخصة قيادة.

ورغم أنني أرى مبالغة في تصوير هذه القضية على أنها كارثة أو على رأس قائمة معاناة المرأة السعودية،وهوما يعكس جهلا بطبيعة الجتمعات الخليجية،فمثلا التصوير بأن السماح للمرأة السعودية اليوم بقيادة السيارة سيعني اعادة ملايين السائقين الى بلدانهم أقول لكم أن ذلك غير صحيح،والاحتياج لوجودالسائق سيظل موجودا ضمن الاعتياد الخليجي على الاعتماد على العمالة المنزلية (الأسر الكويتية والاماراتية والبحرينية لم تستغن عن وجود السائق أو (الدريول) لمجرد السماح للمرأة بقيادة السيارة! )،فالأسر المتوسطة والمقتدرة لن تستغني عن سائقها والأسر ذات الدخل المحدود لن تملك أصلا ترف شراء سيارة والأولى هنا الاهتمام بتوفير مواصلات عامة محترمة ومنضبطة مثل المتروأو (الاندرغراوند) تربط بين الأحياء والمدن في السعودية.

لماذا لا تقودالمرأة السعودية السيارة؟هنا تختلف التحليلات بين أن المجتمع لم يستعد وبين دخول الفتاوى الدينية و رجال الدين على الخط،وفي تصوري أنه لو صدر قرار سياسي مدعم بفتوى دينية بالسماح للمرأة السعودية بالقيادة فلن يشكل القرار أي اعتراض شعبي،لكن لماذا هذا القرار لم يصدر حتى الآن؟

المرأة السعودية تشتهر أول ما تشتهر به بين نساء العالم أنها المرأة الوحيدة التي لا تقودالسيارة لكن ما لايعرفه الآخرون (أو ينسونه )أن النسبة الأكبر من النساء السعوديات يعتنقن (غطاء الوجه )لأسباب دينية أو (اعتياد )اجتماعي،بل هناك مجتمعات في المملكة تغطي المرأة وجهها عن المرأة (قبل فترة كنت مدعوةالى حفل عرس لاسرة تنتمي لاحدى القبائل البدوية وكانت النساء يرتدين ملابس السهرة المكشوفة الصدروالظهر و تزين عند الكوافير بينما يرتدين البراقع ولا تظهر سوى عيونهن المزينة بالمكياج والآي لاينر) اذن لو سمح للمرأة السعودية بالقيادة فنحن أمام خيارين:اما فرض كشف الوجه للمرأة التي تقود السيارة وهو ما قد يؤدي فعلا الى تصادم مع المجتمع واعتراض شعبي،أو السماح لقيادة السيارات من قبل عباءات سوداء لا نعرف ماذا تخبئ تحتها مع ما قد يؤدي اليه مثل هذا الوضع من كوارث أمنية.

باختصار:السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة عبر قرار سياسي لن يكون أصعب من السماح للمرأة بالتعليم والابتعاث،وبالتأكيد ليس أصعب من استقدام القوات الأجنبية وقت حرب الخليج،ولو صدر اليوم لن تكون له أي توابع اجتماعية خصوصا لو دعم بفتوى دينية،الا أن الاشكالية الأمنية -في رأيي -هي التي تؤجله في الوقت الحاضر.

ريم الصالح

[email protected]