اذا اراد الرئيس.. بهذة الكلمات البسيطة اجاب الدكتور سعد الدين ابراهيم على الرئيس الامريكى جورج بوش عندما سألة اذا كان الرئيس مبارك لايزال قادرا على تغير النظام فى مصر نحو الديمقراطية رغم كبر سنة. نعم اذا اراد الرئيس _ حسبما قال د.سعد الدين ابراهيم _ يمكن ان تصبح مصر دولة ديمقراطية عريقة ينعم شعبها بكافة حقوقهم الانسانية والاجتماعية والدينية والسياسية..ويمكن ان تغير كل شىء فى مصر الى الافضل. نعم ارادة الرئيس يمكنها حل كثير من المشاكل والصعوبات التى يعانى منها المصريين لان ارادتة تعلو على ارادة الجميع فى كل انحاء مصر من كبار او صغار المسئولين.. نعم ارادة الرئيس فى مصر تحقق المعجزات فى يوم وليلة كما لو كانت خاتم سليمان او مصباح علاء الدين السحرى.

والذى ينظر الى تاريخ مصر خلال الخمسين عاما الماضية يجد ان الرئيس الحاكم فى مصر اذا شاء واراد فلا شىء يقف ابدا فى طريق تحقيق رغباتة وتطلعاتة وافكارة ولذلك وجدنا الرئيس جمال عبد الناصر يلغى فجأة اسم مصر من الوجود ويحل محلة اسم الجمهورية العربية المتحدة ثم وجدناة يرتمى فى احضان الاتحاد السوفيتى ويحول مصر الى دولة شيوعية اشتراكية. وعندما سعى ناصر الى تأسيس امبراطورية لة فى افريقيا والعالم العربى لم يقف امام ارادتة احدا من مساعدية او الوزراء او كبار المسئولين وكانت النتيجة هزائم متواصلة لمصر وخسائر لا اول ولا اخر لها.

ونفس الشىء حدث فى عهد السادات فلم يقف امام ارادتة احدا عندما غير الدستور وشجع التطرف والتعصب..وعندما وقع معاهدة السلام مع اسرائيل وارتمى فى احضان الامريكان..ولم يقف امام ارادتة احدا عندما زج قبل اغتيالة بالوف المصريين من معارضية وحتى غير معارضية داخل السجون !!

اما عن الرئيس مبارك فطيلة سنوات حكمة التى تجاوزت الربع قرن من الزمان كانت ارادتة هى الغلابة والمنتصرة فى كل ما يتعلق بسياسات مصر وتوجهاتها فى الداخل والخارج لدرجة ان رؤساء الوزراء والوزراء اصبحوا لا يجدون حرجا عندما يقولون فى تصريحاتهم تعبير (طبقا لتعليمات الرئيس وتوجيهاتة).

بمعنى ان ارادة الرئيس هة المحرك الاساسى لكل شىء على ارض المحروسة. وقد وجدنا الدولة تغير مجرى النيل وترصد البلاين من الجنيهات والدولارات من اجل مشروع توشكى لان الرئيس اراد لهذا المشروع الذى مازال مثيرا للجدل ان يتم ويكون. ومنذ شهور قليلة وجدنا الرئيس مبارك يريد تغير الدستور لاعطاءة مزيد من الصلاحيات الدستورية فلبت مصر والمصريين طلبات ورغبات الرئيس وتحقق لة ما اراد.

لاشك ان ارادة الرئيس فى مصر يمكنها جعل مصر دولة ديمقراطية عريقة يتمتع فيها كل مواطن مصرى بكافة حقوقة اسوة بدول العالم الراقى المتحضر.. ولو اراد الرئيس مبارك على سبيل المثال القضاء على التطرف والتعصب فى مصر او ايجاد حلول لمشاكل البطالة او زيادة النسل او القضاء على التسيب والفساد والاهمال.. لن يجد احدا فى مصر يقف فى طريقة ابدا الا اذا كان مختلا عقليا.

ولكن المشكلة ان الرئيس مبارك لا يبدوا انة يريد او يرغب فى التغير ويفضل بقاء الاوضاع فى مصر على هذا النحو لانة من السهل علية قيادة شعب نصفة غير متعلم.. منقسم على ذاتة.. يحارب بعضة البعض الاخر..شعب لاهم لة سوى البحث عن لقمة العيش والحد الادنى من احتاجات البشر.

وفى نفس الوقت تبدوا ارادة الشعب المصرى حاليا محدودة للغاية غير فعالة او قاددرة على تغير الحاكم او تحدى ارادتة ونظامة واجبارة على ادخال تغيرات حقيقية نحو الديمقراطية والمواطنة الكاملة وحقوق الانسان المصرى...

اذن ما هو الحل اذا لم يكن الرئيس مبارك يريد التغير والشعب لا يملك الارادة على اجبارة وتغير نظامة؟؟

صبحى فؤاد

استراليا

الاحد 10 يونيو 2007

[email protected]

لقراءة مقالات اخرى في ايلاف