مع الاسف الشديد اخيرا تحولت مسالة التعددية السياسية الفلسطينية الى مصدر ضعف للحالة الفلسطينية بدلا من ان تكون عنصر قوة وكأنه كل الكلام الذي دار بين حركتي فتح حماس سابقا كان فقط للاستهلاك الاعلامي . لقد حاول العديد من الاطراف والشخصيات الفلسطينية المحايدة مثلquot; مصطفى البرغوثي quot; الى معالجة تلك الظاهرة الخطيرة لغرض ايجاد ارضية للوفاق الوطني داخل السلطة الفلسطينية لكن نيات غير صادقة ومدعومة بضغوط خارجية حالت دون حصول هذا التلاقي . ولعل من احد اهم اسباب تردي الحالة الفلسطينية هو ان اسرائيل لم تقف كطرف محايد وغير معني بالصراع الداخلي الفلسطيني بل لعبت دورا رئيسيا في اثارة الفتن على الساحة الفلسطينية والمفارقة الغريبة والمثيرة ظهرت عندما اتخذت قوى فلسطينية من هذا الحضورالاسرائيلي مدخلا للاستقواء به على رفاق الدرب والنضال.

وما يدعوا للمزيد من الاسى ان المشهد الفلسطيني الحالي تاثر اخيرا ببعض التمايزات والاختلافات بفعل ما حدث من وضع الأقتتال الداخلي بين القوى السياسية الى القطاعات الشعبية..الامر الذي بلغ الحديث عن سيطرة اكبر لحماس في غزة بعد 5 ايام من الاقتتال مع قوى امن داخلية تابعة لفتح مقابل حضور اوسع لمنظمة التحريرفي الضفة الغربية بعدما تراشقا الاجنحة العسكرية التي تعمل بامرة هذين الطرفين بالنيران وتبادلوا اعمال الاغتيال السياسي والاختطاف بالاصافة الى انتهاك حرمة مؤسسات الدولة والاقتتال في الشوارع علاوة على قيام حكومتين فلسطينيتين في ان واحد في غزة ورام الله .ولذا لم يعد تصور وقوع احداث وصدامات اخرى شيئا غيرمتوقعا.كما لم تعد موضوعة الحرب الاهلية شيء مستبعد.بل وهناك من باتوا يعتقدون انه لا توجد ضمانة لعدم حصول اقتتال فلسطيني اخر في مناطق السلطة الفلسطينية.

ومثلما نرى نحن الان الحالة على الساحة السياسية الفلسطينية فهي لاتبشر بالخير لمستقبل القضية الفلسطينية..فهل ستتحمل الرئاسة الفلسطينية مسؤولياتها لمواجهة الفلتان الامني وخلق الاستقرار الداخلي من اجل الاهداف الوطنية العليا للشعب الفلسطيني ومن اجل تحقيق السلم السياسي والاهلي.
نحن نرى انه من المهم ان تتبنى الرئاسة الفلسطينية المتمثلة بالرئيس محمود عباس ابو مازن مبادرة تقول فيها ان ستعطي الكلمة للشعب لحسم الانشطار الحاصل المتمثل بقيام حكومتين متقاطعتين في ان واحد. وغير هذا الامر سوف لن يساعد الشعب الفلسطيني على معالجة وضعه الداخلي المتأزم وأي تصرف اخر بخلاف ذلك سيؤدي الى أسالة المزيد من الدماء على الساحة الفلسطينية وسيخلق المزيد من حالة الانشقاق السياسي والاجتماعي.


الحل هو اذن في قيام حكومة تكنوقراط مثل دعا اليه امين عام الجبهه الشعبية الفلسطينية أحمد جبريل من دمشق متألفة من كل اطياف الشعب الفلسطيني. ناس يتميزون بتاريخ وطني وحضور سياسي مستقل. فتافقم الاوضاع في الداخل ووجود حكومتين متقاطعتين سوف يبعدهم عن الهدف المنشود والاستشعار بالخطر الامريكي الاسرائيلي القادم من الخارج وان تفكيرا في حكومتين ضد بعض كهذا سوف لن يساعد الحالة الفلسطينية على التوحد والاجماع مطلوب كيفما كان كشرط مبدئي قبل المواجهة مع الخطر الامريكي الاسرائيلي القادم.

راوند رسول

لقراءة مقالات اخرى في ايلاف