الرئيس الليبى معمر القذافى ظل لسنوات طويلة يدرس ويبحث فى امهات الكتب والمراجع عن افضل الحلول لانهاء الصراع الاسرائيلى الفلسطينى الى ان وجد الحل فى اقامة دولة علمانية تجمع معا الشعب اليهودى والفلسطنيين الذين يعيشون فى غزة والضفة واسرائيل.

وقد اقترح الرئيس الليبى تسميتها دولة quot; اسراطين quot; بعد ان اخذ النصف الاول من كلمة اسرائيل والنصف الثانى من كلمة فلسطين لانة كان يتصور ان الفلسطنيين تجمعهم دولة واحدة تسمى فلسطين مثلما هو الحال مع اليهود الذين تجمعم دولة اسرائيل. وبطبيعة الحال لم يكن يخطر على بال القذافى انة فى يوم ما من الايام سوف ينقسم الفلسطنيين على انفسهم ويستقل بعضهم بقطاع غزة ويعلن اقامة الدولة الحماسية الاخوانجية الاسلامية على الحدود الشرقية لمصر.. لم يكن يتصور او يعلم ان القضية الفلسطنية لم تعد قاصرة على طرفين فقط وانما اطراف اخرى عديدة لهم مصالح مباشرة او غير مباشرة فى استمرار الصراع او وضع نهاية لة وفى مقدتهم مصر وسوريا والاردن وايران والا لما كان اضاع وقتة الثمين فى امر غير مجدى لن يتحقق على ارض الواقع.

والقذاقى كان طرحة لفكرة اسراطين يستند الى وجود طرفين فقط فى الصراع الاسرائيلى الفلسطينى ولكن بعد دخول اطراف عديدة فى العلن او الخفاء اصبح من الضرورى علية الان البحث عن حل اخر يتلائم مع الواقع الجديد الذى فرضتة المقاومة الاسلامية quot;حماسquot; بقوة السلاح وبعد ان انهار حلمة فى اقامة دولة اسراطين العظمى..

لقد ذهلت لتصريحات الرئيس الليبى الذى ادعى ان ما حدث فى غزة هو صراع بين الرفقاء والاشقاء الفلسطنيين لا يجب على الدول الاخرى التدخل فية!! وكنت اتصور الرئيس القذاقى صاحب نظرية اسراطين الشهيرة اذكى من ان يصرح بان ما حدث ويحدث فى غزة هو خلاف بين الاشقاء الفلسطنيين لانة يعلم علم اليقين ان ما حدث ويحدث فى غزة لم يعد قاصرا على اليهود والفلسطنيين فقط وانما اصبح صراعا على المصالح والنفوذ وتصفية حسابات بين تنظيمات وجماعات ودولة عديدة عربية واجنبية.. والرئيس القذافى يدرك ايضا ان غزة تقع على الحدود المصرية مباشرة و لايعقل ان تقف الحكومة المصرية مكتوفة الايادى اوعلى الحياد مكتفية بالفرجة على مايحدث فى غزة لانة يمس امنها القومى واستقرار الاوضاع الداخلية فى مصر.

اننا نأمل ان يعاود الرئيس الليبى معمر القذافى البحث مرة اخرى لايجاد حل اخر مناسب غيرquot;اسراطينquot; بحيث يكون مرضيا لجميع الاطراف المتصارعة على ارض الميعاد.

بقى هناك اكثر من سؤال اود توجيهة الى المسئولين فى الوطن الام مصر:

هل ما حدث فى غزة كان حقا مفاجئة لهم ام انهم كانوا على علم مسبقا بان قيادات حماس كانوا يعدون العدة لفرض السيطرة الكاملة بقوة السلاح على القطاع واعلان ميلاد الدولة الحماسية الاخوانجية الاسلامية على الحدود المصرية؟؟ واذا كان ما حدث مفاجئة لهم اذن ماذا كان يفعل الوفد الامنى المصرى الذى كان يقيم اقامة دائمة بالاراضى المحتلة لجمع الشمل الفلسطيني، ووقف محاولات الاقتتال الداخلي؟؟

واذا كانوا على معرفة مقدمة بما كانت تخطط لة حماس فلماذا لم يتدخلوا فى الوقت المناسب لافشال هذا المخطط؟؟

على اى حال ان ما حدث فى غزة سواء كان تم بعلم المسئولين فى مصر او من وراء ظهورهم يعد نكسة ووكسة كبيرة لدور مصر دبلوماسيا وامنيا فى المنطقة العربية وفى نفس الوقت يثير علامات استفهام كثيرة حول مصداقيتها فى التوصل الى نهاية وحل عادل ودائم للنزاع الفلسطينى الاسرائيلى.

صبحى فؤاد

استراليا

[email protected]

لقراءة مقالات اخرى في ايلاف