قتالٌ محتدمٌ في الشوارعِ والأزقةِ، بكلِ الشراسةِ والتصميمِ، بين من كانوا أشقاءً، الدماءُ أنهاراً، القتلي بالعشراتِ، الأسري عرايا، لم تعلو الحناجرُ بالبكاءِ عليهم كما كانت لما قُتِلَ أقلُ منهم بفعلِ قواتِ الاحتلالِ. ماذا بعد؟ ستقيمُ حماسُ دولتَها في غزة، ولفتحِ دولتُها في الضفةِ الغربيةِ.


دولتان هشتان في عالمٍ لا يعترفُ إلا بالإتحادِ والتآلفِ، ستتنازعان بكلِ المتاحِ، حتي تسيطرُ إحداهما علي الأخري، القتالُ أنهي الأخوة، قطعها، وأدها، كما أخبرنا التاريخُ، والحاضرُ. هل تكونُ غزةُ مقراً لإمارةِ حماسِ الإسلاميةِ والضفةِ الغربيةِ مقراً لدولةِ فلسطين الموازيةِ؟ واردٌ، لكلِ منها نظمُها وحياتُها، الفوضي والعشوائيةُ والبلطجةُ والشعاراتُ الناريةُ.


سترتفعُ الأعلامُ الخضراءُ، ستصدعُ الأهازيجُ بالفتحِ، بعد سيطرةِ حماس علي غزة، ستحرقُ جثثُ القتلي، ستُنسي، سيطيرُ رمادُها، ستعلو الشعاراتُ الحراقةُ الملتهبةُ. العدو، سيكونُ داخلَ الحدودِ وخارجِها، الشعبُ المغلوبُ علي أمرِه والقواتُ الإسرائيليةُ، ستشتعلُ الحروبُ، مع طواحينِ الهواءِ، مع طوبِ الأرضِ ونملِها. من حاربَ أخاه لن يمنعُ نفسَه عن أي حربٍ، لا بدَ أن يقعَ في فخِ شياطينِه، سيتكررُ نفسُ السيناريو، خطأٌ يعقبُه زلزالٌ كاسحٌ يذهبُ بالحركةِ.


قضيةُ فلسطين، لا مكانَ لها في هذا المقالِ ولا في غيرِه، انتهَت، بالأنانيةِ والعبَثِ والخداعِ. التاريخُ، فيه العظاتُ، لمن يريدُ أن يفهمُ، سقطت طالبانُ لما خرجَت منه بالانغلاقِ والقهرِ والكبتِ، بإلغاءِ الإنسانِ، بتبني مبدأَ الفناءِ بالشعاراتِ ومن أجلِها، فنت طالبان، هل تتعظُ حماسُ أم تلحقُ بها؟

ا.د. حسام محمود أحمد فهمي

لقراءة مقالات اخرى في ايلاف