تابعت بقلق انتخابات حزب العمل الاسرائيلي، وكانت مشاعري منحازة الى تشجيع فوز باراك رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق بسبب أنسجام مصالحي كمواطن عربي مسلم يحارب جرائم الارهاب مع توجهات باراك الذي هو الاخر يحارب الارهاب.

ميزة باراك انه ضابط عسكري محترف و مخلص لوطنه دولة اسرائيل، والمنطقة بحاجة الى خبراته العسكرية، فالحرب قادمة لامحالة ضد الارهابين الفلسطينيين من جماعة حماس والجهاد والقاعدة، وضد عملاء ايران في لبنان.

ولو نظر العقل العربي بموضوعية انطلاقا من مصالح العرب والاسلام.. سيجد ان اسرائيل الان تمثل صديق وحليف جيد في محاربة الارهاب وخدمة مصالح العرب والاسلام في التخلص من العناصرة الاجرامية الارهابية التي تعيث فسادا واجراما في الارض.

لقد اصبح الان العدو الرئيسي للعرب والمسلمين هو الجماعات الارهابية من امثال : القاعدة وحماس والجهاد والاخوان المسلمون وحزب الله والاحزاب الشيعية والكردية في العراق، زائدا ايران ونظام البعث السوري.

وتمثل عودة باراك فرصة طيبة لقيام الجيش الاسرائيلي بتوجيه ضربات قاصمة الى أوكار الارهاب في فلسطين ولبنان وربما في سوريا وايران، وهذا هو نفس ما يطمح اليه كل انسان شريف عربي مسلم حريص على سمعته ودينة ويريد تطهيره من جراثيم الارهاب والقتل.

حان الوقت لأن يتحلى العقل العربي بالمرونة ويفكر بشكل سياسي واقعي ويستحضر القاعدة الذهبية التي تقول : (( في السياسة لايوجد عدو دائم وصديق دائم.. وانما توجد مصالح )) ولو نظرنا الى مصالحنا سنجدها تنسجم مع المصالح الاسرائيلية في محاربة الارهاب اينما كان.

أعرف ان العقل العربي المكدس بالشعارات الايديولوجية الغوغائية العدوانية عاجز عن الوصل الى مستوى الرؤية المعرفية التي ترى الواقع كما هو بعيدا عن الاسقاطات المسبقة، فالعربي - غالبا - يعرف التطبيل والتهريج الغوغائي فقط، ولكنه لايعرف فن اللعبة السياسية والسعي نحو مصالح شعبه.

خضير طاهر

[email protected]

لقراءة مقالات اخرى في ايلاف