ما أود إثارته ليس بالضبط كما هو عنوان الموضوع،ففلسطين هي لسيت موجودة بالأساس،لكن الفلسطينيون موجودون في كل مكان ولهم قدراتهم الشخصية الذاتية والعربية الدولية والعالمية العولمية ليس في مكان ولكن بكل مكان ُسمي على الأرض،لكن مواطنوهم ( الداخليون ) يتقاتلون في غزة والضفة الغربية،ولايمكن تصور ما يجري على إنه مؤامرة أمريكية (صهيونية ) يراد منه التفريق وتقسيم غزة عن الضفة الغربية،والجغرافية تقول انهما مقسمتان ليستا بالأرض بل والناس والأحزاب،وحشود اللاجئين الذين تكدسوا على الحدود المصرية والأسرائيلية وشكواهم تثير السؤال العربي الأزلي لماذا نحن أمة يتآمر عليها الآخرون ويتآمر منّا علينا؟وسوف لن تكون الأجوبة مثل ذي قبل،وقد يكون الجواب نحن شعوب لاتصلح للحياة الجديدة!!.

يكره اللبنانيون سوريا منذ ما قبل حافظ الأسد،وقد وِّرث الأخير إبنه كراهية اللبنانيين،ليسوا جميعا ً، فالمصالح الإجتماعية والسياسية والإقتصادية تتضارب،ولاطائفة لبنانية تعلو فوق أخرى في حبها أو كراهيتها لساسة دمشق- بيروت معا ً،ما يثير التساؤل لماذا يتم قتل معارضي سوريا من اللبنانيين الأقوياء؟،ولماذا لايستقر بلد كلبنان لامطامع عسكرية ولا سياسية لديه ،وثلاثة أرباع من شعبه الأصلي في الشتات،وله من المثقفين مايعادل نصف أعداد المثقفين العرب وربما أكثر على الرغم من إنه أصغر بلدان العرب ..!!.

قبل تأسيس العراق الحديث ذهب وفد من المنفيين العراقيين وجميعهم من ثوار العشرينات من القرن الماضي من (المعممين وأصحاب الأتراك والعشائر وعملاء الأنكليز معا ً!!) في الحجاز الى ملك الحجاز الوهمي أنذاك الشريف حسين وترجوه في كلمات ملأ ُ الفم ومن عميق القلوب أن يسمح بتعيين فيصل إبنه (الذكي ) ملكا ً على العراق،فرد الشريف (وماذا إن فعلتم به كما فعلتم بجدّه الحسين!) فطمأنه الوفد من إن أهل العراق ليسوا كما قيل عنهم في التاريخ وقد تبدلوا وتغيروا وهم بالإحسان معروفون،فقال الشريف (نادوني بفيصل )..،لكن الشريف حسين وعلى ما يبدو أكثر تألقا ً سياسيا ً ومعرفيا ً بالعراق وأهله مما نعرف الأن،فقد جرى أن تم قطع أصله في العراق بتاتا ً وبطريقة غلبتها طرق القتل العراقي الأن حسب تقدم المعرفة بـ(القتل )،وإن كان من يزايد فل يزايد الشريف حسين..رحمة على روحه.

أظهر التلفزيون في كل العالم هجوم شخص مدني فلسطيني على مسلح فلسطيني كان يطلق النار في غزة،كان المدني يأمر المسلح بأن لايطلق النار ويتصدى له بصدره والمسلح يتراجع..وتراجع فعلا ً،لكن العالم لا يعرف من هو هذا المدني المسالم،والمدني هو عضو بارز في حركة الجهاد الإسلامي في غزة،ولو كان غيره فقد كان الأن مع قافلة (الشهداء )التي إحتارت الجنّة بمساكنهم ،ومساكنهم لاتبعد عن الجحيم.

التساؤل هو بداية المعرفة،ولحد الأن أتسائل ُ لماذا ومنذ أكثر من ثلاثة عقود من الأعوام نمضي بين حرب وحرب في العراق ولبنان و(فلسطين )،بينما وليس (حقدا ً ) تمضي الأمور مستكينة في مثلا ً إيران،وإيران بلد غير عربي لكنه يعلن العداء لأمريكا والغرب وهو بلد متعدد القوميات ومتشابك الحضارات ناهيك عن النسمات التي تبلغ 70 مليون بشر،وتسهل الأمور في الأردن وهو بين جفاف المياه وقلة الموارد،لكن العراقيون يجدون فيه المأوى بكل حال من الأحوال،وتسير الأمور على طيبتها في دمشق على الرغم إن أجزاء من سوريا يحتلها (الصهاينة ) منذ 1967،وسوريا والأردن بين فكي العراق ولبنان وفلسطين،وتسير الأمور في مصر والسعودية ودبي وُعمان واليمن الكويت كعادتها اليومية،وليس بإعتقادي إن القضية مؤامرة إستعمارية على شعوب عربية معينة تستثني شعوبا ً عربية ً أخرى،وإذا كانت مؤامرة على الإسلام فما بالنا بأندونيسيا وماليزيا..ولماذا تحصل المؤامرة على بلدان ثلاث في الكرة الأرضية برمتها.

واصف شنون

لقراءة مقالات اخرى في ايلاف