الذى يجرى فى لبنان هو مثل لعبة فيديو جيم. كل نواقص الأعراب موجودة فى لنان هذه الأيام بخاصة، فيها الشيعة إلى اقصى حدود التشيع، وفيها مجاهدو أفغانستان وحماسستان وأشياع السفلية الوهابية... وليس المقصود بالتشيع الإعتقاد الشيعى أو إكبار أهل البيت أو تسييدهم فقط بل المقصود هم أتباع حزب الله اللبنانى بالذات، ولا المقصود بالسفليين المفرطين فى التدين، بل الكلام هنا من مدلول سياسى بحت ومقصود به المكفرين الإرهابيين القتلة أتباع الفئة الضالة.

ففى إيران ndash;أرض الثورة الإسلامية- أثبتت الإحصائيات أن أكثر من %80 من طلبة الجامعات الإيرانية لا يصلون حتى الصلاة الجامعة! فى إيران أيضا إضطرت حكومة نجاد إلى إصدار قانون وإطلاق الشرطة لمطاردة اللاتى تسيبن فى الإلتزام الصارم بشروط الحجاب وما أكثرهن، وفى إيران تجد بضعة آراء سياسية تختلف ولو قليلا فيما بينها، وهم أيضا وبوجه خاص لا يعبدون السيد نجاد ولا حتى خامنئى.. أما فى لبنان فتطرف أتباع حزب الله وأغلب الشيعة إلى أقصاه من جميع النواحى ويكفى الإشارة لعبادة غالبيتهم للسيد وإن أنكروا.

فى لبنان أيضا السلفية الوهابية بأبشع صورها. فيها فتح الإسلام التى جمعت quot;مجاهدينquot; من جميع بلدان الأعراب ليقتلوا رجال الدولة والجيش وهم نيام... فيه جماعة الجهاد ونور الإسلام وجيش الإسلام ومخيم الإسلام وجند الشام وسلفيو اليمن ألخ ألخ. فيه أيضا البعث والقومى السورى والناصرى والتقدمى والإشتراكى....


فى لبنان أيضا الدروز... وهؤلاء بالذات ينبغى أن تدرس مسيرتهم فى كافة كليات العلوم السياسية ومدارس البحث العالمية، لكشف كيف تدبروا أمرهم حتى يظلوا على قيد الحياة وهم أقلية فى محيط معادى منذ قرون عديدة، ولا حتى اليهود رغم ذكائهم المشهور تمكنوا من ذلك. مسيرة هذه الجماعة وحكمة قادتها وحسن إختياراتهم كنز ثقافة سياسية لم يأخذ حقه من البحث.

الإختيار العونى
كثيرون يعتبون على الجنرال عون توافقه أو تحالفه مع حزب الله على خلاف الأكثرية المارونية اللبنانية. لا أعتقد أن الجنرال عون عينه على كرسى الرئاسة فقط، فقد كان رئيسا يوما ما، ورئيسا حرا مقاتلا شجاعا وهو لن يلقى بتاريخه من أجل كرسى... أعتقد أن الجنرال عون ذو نظرة محتاطة للمستقبل، فكثير من قرى المسيحيين اللبنانيين تقع فى الجنوب ولا مفر من التحالف أو التنسيق مع صاحب الذراع القوى فى تلك المنطقة. ايضا للمسيحيين أقل الذكريات المؤلمة مع شيعة لبنان، فالكل قتل وطارد وهجر المسيحيين اللبنانيين من مناطقهم ماعدا الشيعة. السنة والدروز أعملوا فى المسيحيين قتلا وتهجيرا على الهوية خلال الحرب الأهلية اللبنانية. إلا الشيعة اللبنانيون فلم يشتركوا فى مجازر وقتل المسيحيين على نطاق واسع ndash;حسب علمى-، وبالنظر للمستقبل الذى ينبىء بإنفجار المخيمات الفلسيطنية بقيادة السلفية الجهادية التى سترى أن الطريق للقدس يمر من جونية فأى حليف سيكون للمسييحيين وقتها غير الشييعة!؟

عادل حزين
نيويورك
[email protected]

لقراءة مقالات اخرى في ايلاف