سيدتي.. عندي سؤال يحيرني: رغم أنك أهم قضية في حياتي، والمعنى الأكبر لعمري... ورغم انكِ شهرزاد التي روضتني وأنارت الكثير من علامات الطريق لي... ورغم أنكِ المعبود الذي أتضرع في حضرته بأبتهالات الروح التي يحتدم فيها اضطرام نيران الحب... رغم كل هذا ولكنني لاأستطيع الكتابة عنكِ؟

بعد مضي16 عاما على إيداعكِ أمانة لدى بغداد وسفري باحثاً عن أوهامي وحصد المزيد من الخيبات والجروح... كنتِ الرفيقة الابدية التي ترافقني في كل الاوقات والاماكن، وكانت روحكِ تربت بأستمرار فوق كتفي وتكفكف دموع الروح وأحزانها، كنتِ الحارس الحنون من إنهياراتي امام وحشة غربتي.

ياالله.. كم كانت تلك الايام جميلة وساحرة وعفوية... كم شهدت شوارع بغداد ومحطات باصات نقل الركاب ملاحقاتي المزعجة لكِ، أتساءل بأستمرار من أعطاني الحق بأقتحام حياتك ِ وحريتكِ الشخصية وأعلان حب الخرافي ذاك لكِ؟

لاأعرف أين أنتِ الان، هل مازلتِ وديعة لدى بغداد أم انكِ غادرتِ ضمن عاصفة التيه الجماعي للعراقيين؟.. ولاأعرف هل مازالت روحكِ تنبض بالحياة أم أصابتكِ شرور جحيم الحرب؟

كل شيء فيكِ ومنكِ وعنكِ يعيش معي حياً يداعب أحلامي وأوهامي ويملأ حياتي بالمسرات والمعنى.


وكل شيء فيكِ ومنكِ وعنكِ يشعرني بالتعاسة وسوء الحظ والخسران الكبير.


سيدتي.. ما نفع الحياة عندما يعيش المحب يتيماً محروماً من محبوبه.. مانفع الوجود كله حينما يهجع الانسان وحيداً فوق وسادة الغربة وهو يجأر بالوجع من عذابات نزيف الروح الملتاعة بنار الشوق والحنين؟

أحبكِ... أمراة خرافية أغرقت حياتي بالاحلام والانوار والمعنى... وذقت على يديها معنى الحرمان الحقيقي والفقدان.. فقدان أهم قضية في العمر.


أنا ياسيدتي.. ما يعذبني أكثر هو أنني لاأستطيع الكتابة عنكِ وأنت أحلى المعاني والكلام والاحداث... فمازلتُ كلما أحاول الاقتراب من ذكراكِ أختض وأرتبك مثلما كنتُ أرتبك أمامكِ وانا ألاحقكِ في شوارع بغداد... يالهذا الحب الكبير الذي يليق بأمراة خرافية مثلك!

خضير طاهر

[email protected]