فى هذه الأيام السوداء التى تمر على العراقيين، وبينما تتساقط عليهم قذائف الهاونات كالمطر فتفتك بهم فتكا ذريعا، والقتلة يجوبون الشوارع بمركباتهم يحصدون الناس حصدا، وصباح كل يوم تعثر على جثث بلا رؤوس او رؤوس محشوة بالرصاص، فى هذا الوقت العصيب يتفضل أعضاء مجلس النواب بتخفيض عطلتهم من شهرين الى شهر واحد، يروحون عن أنفسهم عناء عملهم ( الشاق) فى خدمة الشعب الذى لم يلمس منهم شيئا مذكورا أو يستحق ذكره حتى الآن. وفى موسم الحج الماضي حجزوا الطائرات التى أقلتهم الى بيت الله الحرام لتكفير الذنوب، واستغرق ذلك شهرا أو أقل قليلا. أما اذا قرروا (الدوام) فنادرا ما يتم النصاب، اي ان عدد من يحضرون أقل من نصف الأعضاء المنتخبين. رواتبهم (متواضعة) بحدود خمسة آلاف دولار شهريا ومخصصات أكثر بكثير من ذلك، بينما الجندي والشرطي الذى يعرض نفسه للموت فى كل لحظة لا يتقاضى أكثر من ثلثمائة دولار شهريا. أما جيوش العاطلين فحدث ولا حرج. بالأضافة الى من شردوا من دورهم وأصبحوا بدون مأوى ولا يجدون حتى الماء الصالح للشرب. هل أنتم تمثلون هذا الشعب حقا؟


من الغريب ان الأمريكان طلبوا منكم الغاء الأجازة السنوية لهذا العام حتى يتسنى لكم القيام بأعمالكم لخدمة هذا الشعب البائس، والمفروض انكم عراقيون أحرص من غيركم على مصلحة بلدكم، اليست هذه من المفارقات الغريبة؟ وبعد الضغوط الشديدة تكرمتم بالموافقة على شهر واحد فقط معظمكم سيقضيه فى الخارج بينما الشعب المسكين يشويه الحر القاتل، وقد كره الحياة وتمنى
الموت.


الحكومة مقيدة من الداخل والخارج. مجلس الوزراء والنواب لا يخلوان من ارهابيين أوقادة للارهاب، الجيش والشرطة مخترقون من قبل الارهابيين بشتى أفكارهم واتجاهاتهم، الارهابيون الانتحاريون يخترقون الحدود جالبين معهم أسلحة الفتك والدمار، ويندر ان يتمكن حراس الحدود من صدهم. الساسة مشغولون بالخصام والنزاع الطائفي، المشايخ يحرضون الناس بعضهم على البعض الآخر ويحللون سفك دماء الأبرياء، ويتدخلون فى الشئون اليومية للناس ويحرمون كل شيء وكأنهم مخولون من قبل الخالق العظيم الذى قال فيهم فى الآية 116 سورة النحل: ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون.


لك الله ياوطنى الحبيب. فصبرا صبرا، (ان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا) صدق الله العظيم.

عاطف العزي