آخر صيحة فى إطلاق المصطلحات والأسماء التى لا تنطبق على المسميات بغرض تزييف وعى المتلقى الكسول الذى لا يفكر، أو السلفى الذى يجىء له المصطلح كقارب نجاة وسلاح مقابل، إطلاق مصطلح الأصولية الليبرالية كمقابل للأصولية الإسلامية وقرين لها! وصاروا يرددون المصطلح كأنه إبتكار وسبة تلقى فى وجه الليبراليين فإن أخذ أحدا على السفليين فكرة إجرامية كتكفير ناس بدون حصر ولا تمييز ( كما كفر أحدهم كل الليبراليين فى العالم!؟) أو فتوى إجرامية بحل قتل الأجنة فى بطون أمهاتهم، ردوا التهمة بأن هذه الأصولية تقابلها أصولية ليبرالية!؟

وبالرغم من أن الليبراليين لا يتبعون أحدا، لا بإحسان ولا بدون إحسان، فإن من يلقى تلك التهمة (الأصولية) فى وجه الليبراليين يحاول أن يعطى تصورا أن جماعة المؤمنين بالليبرالية( تحت سقف القوانين السارية) قد ذهبت بقيادة شاكر النابلسى ومعها الأستاذ العفيف الأخضر ndash;حفظه الله- بصفته ليبرالى أصولى متشدد إلى جبال تورا بورا الليبرالية، أو غابات بولونيا وأعلنت الجهاد الليبرالى من كهوفها! أو أن quot;منظمة الليبرالية الأصولية المتحدةquot; قد وجهت خلاياها النائمة فى الباكستان وأفغانستان ومصرستان وغزستان من أجل إلقاء الأصوليين المتأسلمين المسالمين من فوق العمارات وعمل شوية تفجيرات فى أماكن إجتماعات السفليين السلمية!

تمييع المصطلحات هوتزييف للوعى ومحاولة لتغييم القضايا وتعتيمها قدر الإمكان. وهذه اللعبة معروفة منذ زمن سحيق ألا وهو إلقاء اللوم فى كل جريمة أو فكر إجرامى على أحد آخر أو على الأقل إدعاء مشاركته بشكل أو بآخر مقابل فى ذلك الإجرام. ومن نتائج ذلك الخلط المتعمد أن تتوه الرؤية وينحرف القصد ويتم خلط المجرم مع البرىء فتتوزع العقوبة وتخف بمقدار النصف عن من يستحقها! وكأنه يشترط لتنقية الشوك ان تقتلع معه الورود فيما يسمى لعبة التوازنات السخيفة.

ذكر لى صديق كان يعمل على رأس إحدى إدارات جهاز أمن الدولة المصرى إبان حكم السادات أن الأخير عندما أراد القبض على الناشطين المتأسلمين الذين قام بتربيتهم ليعينوه ضد الناصريين والإشتراكيين ولكنهم بدأوا فى الميل عليه وإرسال الكلام والتشهير به وبزوجته ndash;بالذات-، عندما أراد السادات وإنتوى القبض على قادتهم طلب من جهاز مباحث أمن الدولة وقتها ترشيح مائة إسم لكهنة وقسوس لكى يتم القبض عليهم من أجل لعبة التوازنات السخيفة ذاتها! وقال لى صديقى انه أوقع فى يدهم وقتها وقاموا بعمل قائمة عادلة أخذت بأتفه الاسباب وتضمنت فيما تضمنت قسيس كان قد دق جرس يوم جمعة لوجود صلاة جنازة فى الكنيسة! وهذه الواقعة بالذات ذكرها أحد نصارى الحكومة وقتها كان إسمه موسى صبرى فى الجريدة التى كان يرأسها كدليل على وجود التطرف فى الجانبين!!!؟

عادل حزين
نيويورك