يبدو أن حماس صديقي العزيز الدكتور آلتونجي لكتابة مقاله عن الانتخابات التركية، أدى به إلى الوقوع في بعض الأخطاء في معلوماته السياسية.. فهو يتحدث عن توجه أجويد نحو توركيش زعيم حزب الحركة القومية في 1980 ، متناسيا أن عام 1980 كان عام تشكيل حكومة الجبهة الوطنية المؤلفة من : حزب العدالة وحزب السلامة الوطنية وحزب الحركة القومية..وكان أجويد واليسار عامة من المعارضين لهذه الجبهة..وقد حدث انقلاب 12 أيلول العسكري في هذه الفترة حيث استولى الجنرال كنعان اورن على السلطة وألقى القبض على جميع رؤوساء الأحزاب السياسية دون تمييز وأصدر قرارا بمنعهم من مزاولة أي نشاط سياسي.. وقد عاد معظمهم إلى الحياة السياسية بعد سنوات اثر استفتاء عام حول عودة الزعماء السابقين لممارسة السياسة...أما في انتخابات 1999 فقد فاز حزب أجويد اليسار الديمقراطي بالمرتبة الأولى والحركة القومية بالمرتبة الثانية فتم تشكيل حكومة ائتلافية بعد تردد بين حزب اليسار الديمقراطي والحركة القومية برئاسة دولت باخجلي وحزب الوطن الأم برئاسة مسعود ييلماز.
كما وقع صديقي العزيز في خطأ كبير عندما خلط بين الحزب الديمقراطي وحزب المجتمع الديمقراطي حيث اعتبر الحزب الديمقراطي الذي يرأسه محمد آغار حزبا كرديا، مع العلم أن آغار كان سابقا رجل امن وقضى سنوات من عمره مسؤولا عن الوحدات المكلفة بمحاربة أنصار أوجلان (حزب العمال الكردستاني )، وشغل منصب وزير الداخلية في حكومة تانسو جيلر في 1991. بينا الحزب الذي يعول عليه الأكراد في تركيا هو حزب المجتمع الديمقراطي ـ ديموكراتيك طوبلوم بارتيسي ( المؤيد لأوجلان) فيرأسه أحمد تورك والذي أعلن انه لن أنه لن يشارك في الانتخابات لعلمه مسبقا عن استحالة حصول حزبه على نسبة 10% من الأصوات الضرورية لدخول المجلس،مفضلا إدخال مرشحيه إلى المجلس بصفة نواب مستقلين على أن يشكلوا بعد فوزهم كتلة لحزب المجتمع الديمقراطي في المجلس، حيث يتطلب تشكيل كتلة حزبية في البرلمان 16 نائبا في المجلس..
وعلى عكس ما جاء في مقال صديقي العزيز، فقد هاجم أعضاء هذا الحزب( التجمع الديمقراطي وليس الحركة القومية.. كما جاء في نشرا ت الأخبار التلفزيونية معززة بالصور) قبل ثلاثة أيام بمدينة ديار بكر بعد عودتهم من تجمع جماهيري، ألقت فيه ليلى زانا، كلمة لجمع التأييد لأحد مرشحي الحزب الذي يشارك في الانتخابات كمرشح مستقل..حيث هاجم هؤلاء أولا مبنى الحزب الديمقراطي في ديار بكر واصطدموا مع رجال الشرطة، وبعد ذلك بفترة قصيرة هاجمت نفس الجماعة مقر حزب الحركة القومية في ديار بكر، حيث جرت مصادمات بين الجانبين..أما الآراء الأخرى لصديقي العزيز فلن اعلق عليه لأنني اعتبرها معبرة عن رأيه الشخصي في بعض الأحزاب والشخصيات السياسية في تركيا.

ملاحظة : كتبت هذه الملاحظات في زاوية التعليقات على المقال، إلا أن تجاوز عدد كلماتها للحد المسوح دفعني إلى إرسالها للنشر كملاحطات في إيلاف.