الثعالب تخشى الأسد وترتعد فرائصها لمجرد النظر إليه، لكنها مع ذلك لا تبتعد كثيراً عن عرينه حيث تكثر الرمم وبقايا الفرائس لتتغذى عليها. يرسل أسد سوريا المجرمين والقتلة إلى سوريا ليغتالوا نواباً ووزراء من الأكثرية المعادية للوصاية السورية على لبنان فيمد يده عون ليتناول الجائزة ويتغذى هو وأزلامه على الرمة. الأسد يرسل فتح الإسلام لتهديم لبنان كما كان قد هدد وتوعد فيتم اغتيال الوزير والنائب الشهيد بيير الجميل المحب للبنان ولصناعته ( بتحب لبنان حب صناعتو) واليوم يمد يده عون ليتناول جائزة الإغتيال التي هي كرسي النيابة.

ليس هذا فقط وحده الغريب في الموضوع. الغريب أن عون يمد يده لتناول الجائزة دون أن يرف له جفن أو ترتجف له يد وهو الذي كان قائداً للجيش الذي يكرس الوفاء والشرف والتضحية، وهو الذي اختاره رئيس الجمهورية المنتهية ولايته آنذاك أمين الجميل والد الشهيد وزير الصناعة والنائب بيير ليكون رئيساً مؤقتاً من بعده يجري انتخابات الرئاسة بصورة مستعجلة كما ينص الدستور ولولا ذلك لما كان ميشال عون اسماً علماً في التاريخ اللبناني. لا ترتجف يد عون الممدودة لتناول جائزة الإغتيال لأن الأمر لا يتعلق برغبة عونية بل بأمر عمليات صادر عن الأسد كما ألمح النائب إلياس عطا الله.

إذاً العملية متكاملة تماماً ؛ سوريا تذبح وعون يقبض؛ تتقلص الأكثرية ويزداد عدد الذين سيقترعون لصالح عون رئيساً للجمهورية. سينكر عون بالطبع أي تواطئ مع سوريا ومع قتلة فتح الانتفاضة كما أنكر سابقاً اتفاقه معها عندما بعثت إليه بكريم بكرادوني وإميل لحود الإبن وكلاهما من quot;أصدقاء سورياquot; يحملان عرضاً رئاسياً مقبولاً عليه. صدقنا عون آنذاك وطعنا في صدقية وليد جنبلاط الذي ألمح إلى التواطئ. واليوم لا نرغب في أن نصدق أن الجنرال سينحدر إلى مستوى ( أنت تقتل وأنا أتقاضى الديّة وليس أبا القتيل ) لا نرغب أن نصدق هذا. لكن ما يجري على الأرض يقول ذلك دون لبس أو إبهام. الأسد السوري يغتال النائب بيير ويترشح أبو بيير ليقول للأسد أن جرائمك وتقتيل أبنائنا لن يفت في عضد اللبنانيين وسنكمل مسيرة الشهيد السيادية والإستقلالية لكن عون يرشح زلمته ليقول بل تفت، بل تفت، بل تفت!

هنيئاً لأسد سوريا بجنرال الرابية الذي لا يحب أن يبتعد كثيراً عن عرين الأسد

عبد الغني مصطفى