لا نشك في أن كُل قرد بعين أمه غزال، لكن ليس بمقدور قرود السياسة اليوم أن يفرضوا دعم ومحبة قُردهم على الناس أجمعين..!
بغباء منهم أو تغابي، سفاهةٌ أو تسافه.. أو الإثنين معا..!
وليت الطلب محبة حسب، بل ودعم وإسناد ورعاية.. وتلك قمةٌ المأساة..أو..الملهاة..أو الفجاجة والسذاجة، التي لا تثير إلا قدرا هائلا من الإشمئزاز.
وكما القرد.. كذلك هو العليل الكسيح المعوق القميء الموبؤ بعلّة معدية...!
تحتضنه أمه سرّا تختبيء وإياه بعيدا عن الأنظار، حياءٍ وشفقة به وله، يموت بين يديها أو تموت بعدواه أو ينجوان معا..!


تفعل هذا لأن هذا هو المنطق..لا أن تخرجه بوقاحة وتفرض على الناس قبوله ومحبته ودعمه.
( وإذا ابتليتم بالمعاصي فأستتروا )...!
المولود العراقي الجديد مبتلى... المولود الأمريكي العراقي العليل مبتلى...وليس من قوة وإن كانت امريكية، قادرة على فرضه على الناس كحقيقة ثابتة راسخة حية قادرة على البقاء، خصوصا وهو مُعديا، كفى الله العالم والعرب في المقدمة منهم شرّ عدواه..!


التجربة الطائفية الوسخة المتخلفة التي اراد الأمريكان ترسيخها بالعراق، وكان نتاجها بعد خمسة اعوام ما فاق نتاج الفاشية في خمس وثلاثون عاما من الضحايا كما البؤس والذل والخسران.
هذه التجربة المتخلفة المريضة المشبوهة التي نسج رداءها المشوه حلف الأمريكان وزعماء الطوائف والأعراق، يأبى الراعي والعراب الأمريكي إلا أن يُجرّع التسليم بها ودعمها ورعايتها، مجمل دول المنطقة من ترك وعرب وآخرين.


(ولا نقول الإيرانيين لأن هؤلاء موجودون ولله الحمد في اول القافلة منذ حطت على ارض العراق).
كيف ؟
إن كنت صفيقا، ارعنا، ابلها، فليس الآخرون بذات القدر من الصفاقة والرعونة والبلاهة ليدمروا بيوتهم بأيديهم كما فعلت انت بالبيت العراقي ( الذي هو ليس ببيتك على اية حال ).
وإن كنت حريصا على إحراق مليارات الدولارات في العراق، فأنت ستخرج بكعكة البترول العراقي كاملة غير منقوصة عبر قانون النفط الذي تلح اليوم على العراقيين أن يقروه بعد أن نجحت بشرذمتهم إلى طوائف وأعراق مستعدة لإقرار كل ما تأمر به من أجل أن تضمن رسوخ البذرة النشاز التي استنبتها قسرا في التربة العراقية، نعني بذرة الطائفية السياسية التي اودت حتى اليوم بحياة ما يفوق النصف مليون مواطن، متجاوزة بذلك عديد ضحايا الفاشية الصدامية ببضع مئات من الآلاف ولا زال الحبل على الجرار.


السيد ماكروماك، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية يهتف بغيظ quot;لقد قدمت السعودية بعض الدعم للعراق، ولكننا نريد دعما أكبر منها وبإمكانها تنفيذ التعهدات التي كانت قد قدمتها لإعفاء العراق من الديون المترتبة عليه وتقديم مساعدات أمنية إضافية quot;.


وذات الأمر يريدونه من الكويت وتركيا ووو، رغم علمهم قبل غيرهم بأن هذا الذي يريدون دعمه، ليس أكثر من وباء ينبغي أن يعالج بردم مستنقع المنطقة الخضراء وثقافة المنطقة الخضراء.
لا بأس عليكم إن كنتم فرحين بمولودكم النشاز، هذا امر يعود لكم وحدكم، احتضنوه بحب كما تشاؤون، إجروا عليه ما ترغبون من تجارب، العقوا أو إمضغوا سمومه كما تشاؤون، تجرعوا الكأس وحدكم، هذا شأنكم.. لكن.. لا تقسروا الناس على احتضانه قبل أن يطمئنوا إلى أنه تماثل للشفاء.


هذا شأنهم وتلك ابرز اولويات المنطق..ليس السياسي حسب، بل الصحي البيئي الإجتماعي الثقافي في اوطانهم..!
وحسبنا الله ونعم الوكيل.

كامل السعدون

النرويج ndash; تموز 2007