تعليق سريع

بعد المقالة للكاتب الموسوي حول الأردن حكومة وشعبا و التي أثارت ضجة من ردود الأفعال تباينت بين مؤيد للمقال وبين مستنكر له جاء موقف إيلاف بمنع هذا الكاتب من النشرفيها قرارا لا نراه صائبا أبدا، أولا لأن إيلاف واحة تتسع للجميع بما فيهم أصحاب الآراء الشوفينية والعنصرية وغير الموضوعية كما جاء في مقال الكاتب المذكور، اتركوا مساحة لكل هذا الزفير المسموم وغير المسموم أن يأخذ طريقه للجميع، فإيلاف أكبر منا جميعا من كل سمومنا وهمومنا ومقولاتنا، من عنصريتنا وطائفيتنا، من خوفنا وارتزقنا، من أوطاننا المنكوبة ومنافينا التي تعبت من خرافاتنا عن أنفسنا وعن العالم، إيلاف أكبر من إيران والعراق والأردن وسورية، أكبر من الشيعي ومن السني ومن المسيحي ومن اليهودي، أكبر من الفارسي والعربي! هكذا المفروض أيضا أن تكون إيلاف وتبقى! فقرار المنع لهذا الكاتب يعد تكريما لغياب القيمة المعرفية والأخلاقية عن مقاله! كان يجدر بإيلاف ألا تعير الموضوع أية أهمية مهما جاءها من تعليقات قراء بالعموم ليسوا موضوعيين! لتلاحظ إيلاف أن التعليقات جاءت متفاوتة في الردود التي جاء منها الطائفي والعنصري والقومجي والوطنجي- الأردني الذي يرد على المصري مثالا! هذا نحن وهؤلاء هم قرائنا الأعزاء. لازالت لدينا نزوعاتنا الطائفية والعشائرية والقومية والدينية! والسبب أننا شعوب لم تعرف الحرية بعد. وهنا تعليقي لا يقلل من احترامي للجميع حيث كنت قبل أيام كتبت مقالا عن فبركات الحكومة العراقية من أجل أن تحقق نصرا وتشنق رغد صدام حسين! وتحرج الحكومة الأردنية. ومع ذلك جاءت التعليقات لتتهمني بأنني كاتب عراقي و أقبض من رغد كوبونات نفط! قلت في نفسي صيت غنى ولا صيت فقر، ربما لو أتتني كوبونات النفط لما رفضتها ولكنها لم تأت مطلقا ولن تأتي لأنني لست قومي عربي ولست محسوبا على نظام أو لوبي إعلامي ما تسانده سلطة ما! ولازلت ككل الكتاب ينتظر آخر الشهر لكي يكمل الشهر الذي يليه. هذا نحن.. ورغم ذلك لا يصيبني الخجل مما نحن فيه وعليه! لأن الشعوب لا تتعلم ببساطة الحرية فيجب أن تعيشها حتى تتعلم احترام الرأي والرأي الآخر! والموسوي صاحب رأي يخدم الأجندة الإيرانية هذا واضح من مجمل ما يكتب فما الجديد بالأمر؟
والسؤال الذي لم يسأل نفسه السيد الموسوي لماذا أربعة ملايين لاجئ عراقي اختاروا الأردن وسورية ولبنان ودول الخليج ولم يختاروا إيران؟ وأنا أظن الموضوع ليس له جذرا عروبيا فقط بل له جذرا أن هؤلاء اللاجئون يعرفون أن نظاما من الإرهاب ينتظرهم في طهران! على الأقل هنا في الأردن أرحم لهم! أما إحراج إيلاف من أجل أن تعطي قيمة لما لاقيمة معرفية له فهذا يصب في غير صالح صديقتنا إيلاف. لديه قيمة أيديولوجية تحتوي قيما مسبقة الصنع ويصلح عليها القول: أنها قيم الصراع الإيراني مع دول المنطقة والعالم على النفوذ!
كنت أتمنى على إيلاف ألا تمنع السيد الموسوي من النشر*! فقط لكي نبقى على إطلاع على مكنونات هذه الأيديولوجيا! أيعقل هنالك من يتجرأ على مقاربة طبائع شعب بكامله ويعممها نتيجة لموقف سياسي وطائفي مسبق! أظن أن علماء الأنثروبولوجيا يترددون من أجل الوصول إلى حس عملي واحد مشترك يجمع شعب من الشعوب لا ليس شعب بل قبيلة لا يتعدى سكانها المئات أو الألآف على أبعد تقدير أما السيد الموسوي فقد تحول بقدرة قادر إلى عالم أنثروبولوجيا في دراسته لطبائع البشر! والتي هي طبائع الاستبداد الطائفي المعشعش والمعشش في عقله. لو تحدث فقط عن السلطة السياسية لقلنا ماشي الحال لدى الرجل موقف سياسي! ولكن الحديث عن إردن اللؤم! فهذا أمر فارسي بامتياز لأنه يتذكر طلقة الراحل الملك حسين ولا يتذكر 40% من الشعب الإيراني يعيش في ظل سياسة العسف والإعدامات من عرب وأكراد وفرس.
لهذا أتمنى على إيلاف ألا تقع في هذا المطب ثانية وربما أتمنى أن تعود وتسمح لهذا السيد الموسوي أن ينشر (كتاباته) حتى نعرف كيف يفكر الآخرون!
وشكرا لإيلاف..