لقد أدى الصراع الطائفي القائم في العراق ، والذي لم يسلم منه شي على ارض الرافدين، الى كشف الوجه الحقيقي للنظام الإيراني الذي كان مقنعاً بالشعارات الخادعة التي أطربت الكثير من البسطاء وأصحاب النوايا الحسنة في وطننا العربي وعالمنا الإسلامي وتناغمت مع تطلعات العديد من الحركات السياسية ذات الأهداف التي ظاهرها يوحي بالحسن وباطنها القبح والخيانة للأمة و للوطن.
وذلك بعد ان ثبت للقاصي والداني ، وبما لا يقبل الشك أو التأويل، الدور الإيراني الخبيثة في إشعال هذه الفتنة التي أصبح العراق ومن فيه طعمة نيرانها الجهنمية و التي إذا ما بقيت مشتعلة ( لا سمح الله ) فأنها لن تبقى في العراق وحده بال إنها سوف تطال البلدان المجاورة للعراق التي أصبحت هي الأخرى ملقمة ببراميل من باروت الطائفية التي زرعها النظام الإيراني طوال السنوات الثمانية والعشرين الماضية من عمره،و الذي لم يقدم فيها للمنطقة سوى الحروب ورعاية الإرهاب وزرع الفتن والشقاق بين أبناء بلدان المنطقة.
فبعد سقوط القناع و اتضاح الصورة الحقيقية لجارة السوء ، فقد صار يطرح على الملأ وبكل وضوح تسائل عن ايهما اخطر على العرب، الكيان الصهيوني ( إسرائيل ) الذي احتل ارض المقدسات ،فلسطين العزيزة، وشرد أهلها وارتكب الكثير من المجازر بحق أبنائها وشن الحروب المدمرة على البلدان العربية المجاورة وأصبحت ترسانته النووية تهدد المنطقة بأكملها.، أم الأخطر هي إيران التي وعلى الرغم من مضي أكثر من أربعة عشر قرناً على تدمير إمبراطوريتها المجوسية على يد المسلمين العرب ،فإنها ما تزال تحن الى تلك الأيام الغابرة محاولة إعادة هيمنتها على المنطقة بدوافع قومية عنصرية مغلفة بالشعارات الإسلامية و الطائفية المعادية لكل ما هو عربي وإسلامي.


لقد سجلت إيران في تاريخها الحديث اعتداءات ضد العرب لا تقل عدوانية وإجراما عن تلك التي قام بها الكيان الصهيوني. فقد قامت إيران عام 1925م باحتلال إقليم الأحواز الذي تبلغ مساحته 185 ألف كيلومتر مربع، وقامت في عام 1971م باحتلال ثلاثة جزر تابعة لدولة الأمارات العربية المتحدة وهي طنب الكبرى والصغرى وجزيرة أبو موسى. وقامت كذلك باحتلال مساحات حدودية واسعة من العراق ، من بينها زين القوس وسيف سعد ونصف شط العرب الذي صارت تسميه ( اروند رود). كما أنها تصر على تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي وتمنع دخول أي كتيبة الى أراضيها تسمي الخليج بالعربي.


وفوق هذا وذاك وقفت أيام الشاه المقبور مع العدوان الإسرائيلي على مصر في 1956والعام 1976م و قدمت له كل التسهيلات اللوجستية. وفي عهد الخميني المقبور شنت حربها العدوانية على العراق عام 1980م تحت شعار تصدير الثورة و ( تحرير القدس يمر عبر تحرير كربلاء) ، هذا إضافة الى إنشائها العديد من الحركات الطائفية و الإرهابية في المنطقة وتدخلها السافر في الشؤون الداخلية للعديد من البلدان العربية.
وقد وقفت إيران مع الغزو الأمريكي للعراق ودفعت الحركات والمرجعيات الدينية الطائفية التابعة لها للتعاون الكامل مع قوات الاحتلال ومحاربة المقاومة الوطنية والإسلامية العراقية ، ولم تكتفي بذلك كله بل أنها عملت على إشعال الفتنة الطائفية وتشجيع الاحتراب الداخلي بين العراقيين بكل انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية.


فمن هنا يتبين ان خطر إيران يفوق خطر جميع الأعداء الآخرين، والسبب في ذلك ان الأعداء الآخرون مكشوفين ولدى الأمة مناعة كافية لمواجهتهم ،ولعل مقاومة المشروع الصهيوني وإسقاطه دليل على قوة المناعة العربية حيث ان المشروع الصهيوني مكشوف ولم يتمكن من اختراق الفكر العقائدي والنسيج الاجتماعي للأمة ، ولكن ما هو اخطر من المشروع الصهيوني ، المشروع الصفوي الإيراني الذي يعمل على اختراق النسيج الاجتماعي والعقائدي ودق الإسفين بين أبناء الأسرة الواحدة تحت دعاوي طائفية بغيضة تهدف الى تمزيق الشعب الواحد وتقسيم البلد الواحد كما هو حاصل في العراق حاليا.
فبعد هذا كل الأجرام الذي عرضنها ندعو القارئ الكريم ليقرر بنفسه مدى الخطورة التي تشكلها جارة السوء إيران.

صباح الموسوي
رئيس المكتب السياسي لحزب النهضة العربي الأحوازي