رغم مضى عدة اسابيع على واقعة مصافحة الرجل الجليل شيخ الازهر محمد سيد طنطاوى الرئيس الاسرائيلى شيمون بيريز فى مؤتمر حوار الاديان الذى استضافتة منظمة الامم المتحدة بنيويورك الا ان الحملة فى مصر لا تزال ضدة على اشدها من قبل المعارضين لمعاهدة السلام بين اسرائيل والدول العربية لدرجة ان البعض طالبوا علنا وبلا خجل الرئيس مبارك بعزلة او اقالتة من منصبة لمجرد ان الرجل صافح مشارك اخر فى المؤتمر تصادف انة كان قياديا اسرائيليا!!


وربما كان الهجوم على فضيلة الشيخ طنطاوى لة عذرة او مايبررة لو انة بعد مصافحتة لشيمون بيريز اعلن دخولة اليهودية وتخلية عن اسلامة..او ربما لو انة قام بالدفاع عن احتلال اسرائيل الاراضى الفلسطنية او السورية واقامة المستوطنات عليها..


ان الرجل لم يفعل اكثر مما فعلة ويفعلة رئيس جمهوريتة وكبار رجال الدولة والعديد من المواطنيين المصريين بصفة منتظمة وفى العلن وليس سرا بحكم انة لاتوجد حالة حرب بيننا وبين اسرائيل وانما سلام كما ان هناك علاقات دبلوماسية واتفاقيات رسمية موقعة بين مصر واسرائيل منذ عام 1978. وكلنا نرى الرئيس مبارك شخصيا يستقبل بانتظام كبار رجال الدولة فى اسرائيل ويقوم بالترحيب بهم فى مقر اقامتة الرسمى ومحاورتهم ومحاولة اقناعهم بالوصول الى سلام دائم بينهم وبين الدول العربية بدون ان يجرؤ صحفيا واحدا فى مصر باتهامة بالخيانة او ينادى بعزلة من منصبة كرئيس جمهورية.


ان الهجوم الشرس على شيخ الازهر هو دليل قاطع على الجهل والغباء والتعصب الاعمى وعدم اللياقة والذوق اوالتحضر.. ويدل ايضا بكل اسف على عدم قناعة بعض المصريين وفى مقدمتهم الاخوان المسلمين بالسلام بين مصر واسرائيل وحبهم وولعهم الشديد بالحروب والمغامرات quot;الدون كيشوتةquot; التى لم ولن تجلب الا الخراب والافلاس لمصر وتجويع شعبها.


ان غضب صحف المعارضة فى مصر وبعض نواب اخوان الخراب ليس هناك ما يبررة لانة لو كان الرجل فعل عكس ما فعل وتصرف مثل الاطفال الصغار لكان بذلك خرج على اصول الدبلوماسية واللياقة والهدف النبيل الذى من اجلة اجتمع الجميع فى الامم المتحدة من كافة الاديان والاجناس والدول للحوار وخلق جو من التسامح والمودة بين كافة الاديان والشعوب.


اننى بالمناسبة ادعو قداسة البابا شنودة لتغير موقفة تجاة عدم سماحه للاقباط بزيارةالاراضى المقدسة فى فلسطين لان زيارتهم لقبر المسيح والمقدسات المسيحية فى فلسطين حق انسانى ودينى يتماشى مع روح السلام القائم بين مصر واسرائيل ولا يعد خروجا على القانون او تحديا للنظام وانما على العكس سوف يساهم فى حدوث رواج سياحى فى الاراضى الفلسطنية ومن ثم يساعد على رفع بعض المعاناة عن اخوتنا الفلسطنيين ويفتح ابواب الرزق امامهم. اننا نتطلع لوقف البابا شنودة معارضتة الشديدة زيارة الاقباط الى مدينة القدس لان زيارة المقدسات والتبارك بها لا يجب ان يخضع او يتاثرمن قريب او بعيد بالسياسة او المزاج العام.

صبحى فؤاد
استراليا
الجمعة 12 ديسمبر 2008