باريس: قال رئيس جامعة الأزهر أحمد الطيب إن طريق الحوار مع الفاتيكان quot;غير ممهدquot;، بسبب بعض مواقف الكرسي الرسولي من الإسلام، ولكنه أيد محاولات بعض الجهات الإسلامية إطلاق حوار مع الفاتيكان، ورفض الطيب فكرة إقامة quot;معهد فقهي موحدquot; للشيعة والسنة، وذكر أن اقتراح فرض زكاة على الدول الإسلامية المنتجة للنفط لم يدرس بعد من قبل علماء الفقه الإسلامي. وتطرق الطيب في مقابلة مع وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إلى مسألة الحوار مع الفاتيكان.
وقال quot;ليس لدينا حوار مع الفاتيكان الآن ولكن لدينا حوار مع المعهد الكاثوليكي في فرنساquot;، وذكر أنه اعتذر عن المشاركة في مبادرة الـ138 شخصية إسلامية التي وجهت رسالة إلى البابا بندكتس السادس عشر، بسبب quot;ضيق الوقتquot;، واستطرد الطيب quot;أرى أن الطريق غير ممهد بشكل كامل للحوار مع الفاتيكان لأن هناك مشاكل يثيرها الفاتيكان وتشكل عقبات على الطريق فمثلا التصريحات التي تصدر عن الفاتيكان انه لا حوار مع المسلمين إلا إذا تعاملوا مع القرآن على أنه نص يؤخذ منه ويتبدل ويحذف، وهذا كلام لا يشجع على الحوار لأننا لا نتعامل مع القرآن ككتاب مكتوب أو نص بشري بل هو نص مقدس وكلمة الله ولا يمكن أن تزول منه كلمة إلا يوم القيامة، ودون وضع هذا جانبا لا فائدة من الحوارquot;.
وذكر الطيب من جملة الصعوبات أمام الحوار مع الفاتيكان quot;الأثر السيء الذي لازال في نفوس المسلمين من محاضرة بابا الفاتيكان بنديكتس السادس عشر في ألمانياquot;، التي تعرض فيها للإسلام في العصور الوسطى واعتبرت مسيئة للإسلام، وقال الطيب quot;تناول البابا الإسلام بأوصاف غير حقيقية أساءت إلى المسلمين وهناك تصريحات كثيرة تصدر عن قداسة البابا ويبدو انه لا يحسب جيدا ردود الأفعال السلبية التي تترتب على هذه التصريحاتquot;، على حد قوله.
واعتبر رئيس جامعة الأزهر أن العراقيل أمام الحوار مع الفاتيكان تأتي من جانب الفاتيكان فقط وليس من الجانب الإسلامي، وقال quot;لا عراقيل لدينا لأننا نعترف في صلب عقيدتنا بالمسيح عليه السلام وبالإنجيل الذي نزل على سيدنا عيسى ونعترف بالمسيحية وهذا جزء من طبيعتي وإيماني وأنا كمسلم أحاور أهل الأديان من منطلق ديني والمشكلة تأتي من الفاتيكان لأنهم لا يقدرونناquot;. وأعرب الطيب في الوقت نفسه عن quot;تأييدهquot; للمبادرات التي يتخذها مسلمون للحوار مع الفاتيكان واعتبر ذلك quot;ضرورياquot;، مثل رسالة الـ138 شخصية إسلامية التي وجهت إلى البابا واللقاء الذي سيتم مع هذه الشخصيات في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وتحدث الطيب، المفتي الأسبق للديار المصرية، عن العلاقة مع الشيعة وخاصة مع إيران، فقال quot;ليس لدينا مشكلة مع إيران وقد زارني مؤخرا علي لاريجاني (رئيس البرلمان الإيراني) والاتصال مستمر بيننا ولكن لدينا تحفظ على موضوع التبشير بالتشيعquot;، وأضاف quot;الأمور تسير إلى الأفضل من هذه الناحيةquot;. وانتقد الطيب حملات التبشير المسيحية والشيعية التي تعتمد على quot;إغراء الشباب بالأموال للتحول إلى المذهب الشيعي أو للتنصرquot;، وذكر أن quot;المسؤولين في إيران أنكروا علاقتهم بهذا النوع من التصرفاتquot;، ورجح أن تكون quot;جزءا من التمويل الأميركي الذي يغذي التبشير بالمسيحية وغايته بث التفرقةquot;، على حد قوله.
وأوضح الطيب، الذي يترأس وفد علماء الدين الإسلامي المصريين إلى باريس، أنه غير مطروح إنشاء معهد فقهي موحد للشيعة والسنة، وقال quot;فقهنا هو فقه خلافي حتى في داخل السنة وأي محاولة لدمج الآراء المختلفة في مذهب واحد هي فاشلةquot;، وأضاف quot;لماذا، وهذا أمر يسر ورحمة أن يكون رأيين أو ثلاثة أو أكثر والفكر الإسلامي ولد تعدديا ولا يمكن أن يكون فقها واحدا وشريعة الله واسعة وحصرها في مذهب واحد هو نوع من التضييقquot;، على حد قوله.
وتناول رئيس جامعة الأزهر، اقتراح فرض زكاة على الدول النفطية وتوزيعها على الفقراء من المسلمين لمواجهة الارتفاع الحاد بالأسعار، وقال quot;كان هذا رأيا عبر عنه أحد العلماء ولم يبحث بشكل جيد ولم يطرح على مجمع العلماءquot;، وذكر أن quot;الصحافة أبرزت هذا الرأي على شكل تساؤل، وسألت عنه العلماءquot;. ونوه الطيب بضرورة دراسة هذا الاقتراح. وتابع quot;لابد أن يدرس الأمر لمعرفة مدى شرعيته وهل يخضع هذا للفقه القديم عندما كانت دولة إسلامية واحدة للفقه المعاصر في ظل ما تجدد من حدود ومؤسسات ودول إسلامية متعددةquot;، وذكر أنه لابد من quot;التساؤل عن مدى شرعية الطرح ومن ثم نبحث له عن هيئة وآلياتquot;، معتبرا أن هذا الاقتراح quot;أمر عظيمquot;، في حال تم تبنيه من قبل العلماء.
ودعا الطيب الذي أجرى مع الوفد عدة لقاءات في فرنسا مع مراكز أبحاث والمعهد الكاثوليكي وغيره مسلمي فرنسا وأوروبا عامة، إلى quot;احترام قانون البلد الذي يعيشون فيه بما لا يمس دينهم وصلاتهمquot;، موضحا أن المسلم يجب ألا يشرب الخمر وأن الفتاة يجب أن تتزوج ولا تعيش مع رجل دون زواج. وذكر بحادثة إلغاء عقد زواج في فرنسا مؤخرا بين مسلمين لعدم عذرية الزوجة، فقال quot;القاض الذي ألغى الزواج ليس بمسلم والمحكمة ليست إسلامية وهم يتعاملون مع القضية على أنها مسألة كذبquot;، من قبل الزوجة حول عذريتها، ورأى أنه تم quot;استغلالquot; القضية في الإعلام على أنها تتعلق بالإسلام.
التعليقات