ضربة قاصمة لأفغانستان.. وللسياسة الأميركية..ولحقوق المرأه
يقف الشاب الأفغاني سيد برويز كامبكش الطالب بكلية الصحافه على حافة الهاويه بعد صدور حكم الإعدام عليه من محكمة إسلاميه.. وتأكيده مرة اخرى من نواب البرلمان الأفغاني يوم 30-يناير 2008.. بعد حرمانه من محاكمة عادله.. للدفاع عن نفسه في التهمه الموجهة إلية بعد توزيعه مقالا نقله من الإنترنت عن محطه فارسيه تقول بأن المتطرفين المسلمين الذين يّدعون بان القرآن يؤيد ويبرر ظلم المرأه في الإسلام قد أساؤا تفسير الدين و آراء الرسول المتصله بهذا الموضوع بالتحديد..
ويقول الشاب سيد أن الهدف من توزيعه لهذا المقال في جامعته هو حث الجميع على الدخول في حوار صادق حول الظلم الذي تتعرض له المرأه..
ويقول آخرون بان هذا الحكم إنما هو للضغط على أخيه الصحفي يعقوب لتجرؤه على إتهام بعض المتنفذين في أفغانستان بما فيهم نائب في الحكومة بأعمال إرهابية بما فيها القتل..
بالرغم من الضغوط الديبلومسيه الدولية وضغوط منظمات حقوق الإنسان لحث الرئيس كارازي على وقف تنفيذ الحكم وإطلاق سراحه إلا أن ضغوط ونفوذ وسيطرة رجال الدين الذين قاموا بتنظيم مظاهرة حاشده في مدينة مزار الشريف مكان إلقاء القبض على سيد.. تحت شعارات بأن النواب يمثلون إرداة الشعب في دولة إسلامية لن تسكت على أية ضغوط أجنيبه فيما يختص بإهانة الدين الإسلامي..وأن الشعب يؤيد تنفيذ الإعدام عليه....
و يتسابق رجال الدين في المحافظات الأخرى للحث على تنفيذ الحكم بدون اي تأخير حتى لا تقع أفغانستان عرضة للضغوط الدولية.. أو الإبتزاز.. ويدّعون بأن هذا هو الحكم الشرعي الإسلامي.. وليس بمقدرة احد حتى محكمة الإستئناف أن تخضعه لأي تفسيرات علمانية مخالفه للشريعة الإسلامية..
أما على المستوى الإعلامي الأفغاني فيبدو أنه حتى وسائل الإعلام المفوض فيها والحرية ونشر الحقيقه تقف عاجزة حيث يقول رئيس تحرير مجلة جيهان الناو.. quot;قيّوم باباكquot; بان جميع الصحفيين تعرضوا للتهديد من قبل أحد كبار القضاة quot; حافظ خاليجيارquot; بأنهم سيخضعون لأقسى العقاب فيما إذا وقفوا ضد تنفيذ الحكم القضائي على سيد كامباكش..
ويقف على الواجهة الأخرى الرئيس الأفغاني كرازاي المفروض به تأهيل المجتمع الأفغاني للحكم الديمقراطي.. الذي يتضمن حرية التعبير. ومساواة المرأه.. والعمل على تاهيلها لهذه المساواة لتكون شريكة فاعله... مابين الضغوط الدولية لوقف حكم الإعدام والضغوط المحليه المتزايده لتنفيذ ه وبأسرع وقت.. ليكون عبرة للمجتمع الدولي بأنه لن هناك هناك اية أنصاف حلول فيما يتعلق بالأحكام الشرعية الإسلامية..
اما المرأه الوحيده النائبه في البرلمان الأفغاني مالايا جويا فقد أوقفت عن العمل لإنتقادها زملائها الذكور..،
السؤال هنا.. هل أخطأ الشاب سيد بالسؤال ومحاولة حث المجتمع على فتح الحوار في قضية تمس كل بيت وكل أسرة.. لمحاولة إنقاذ ما أصبح يسمى بمجتمع العنف.. والذي أساسه من البيت للمجتمع... هل هذا برنامج عمل الإسلاميون.. تكميم الأفواه.. وإقفال العقول.. والإستمرار في دونية المرأه.. ثم هل هذا هو أساس الدين.. الظلم المتعمد والإجحاف بحق المرأه.. هل ما ندعيه عن تكريم المرأه في الإسلام مجرد عملية تجميل فقط..لا تمس الحقوق الحقيقية للمرأه.. بل تغطي الإنتهاكات المستتره لكرامتها.. ولحقوقها.. ولها كإنسانه...
أتساءل.. أين صوت من يدّعون بأنهم فقهاء الدين ليوقفوا هذه الجريمه.. أين صوت قرضاوي.. وحتى طارق رمضان وغيرهم.. ممن يدّعوا حق حرية التعبير.. حقوق ومساواة المرأه.. لماذا وقفت المنظمات الغربية فقط لتدافع عن هذا الشاب.. وأين موقف الحكومات الإسلاميه.. أناشد جميع الملوك والرؤساء العرب بأن يقفوا وقفة واحدة ضد تنفيذ هذا الحكم الجائر.. أناشد الملك عبد الله الذي تدخل ليحمي إبنة القطيف من جريمة لا ذنب لها بها.. أن يقف مرة اخرى موقفا شجاعا ليبين للشعوب الإسلامية أن حق حرية التعبير مكفول في الدين وان تنفيذ هذا الحكم سيسبب ضررا كبيرا لمبادىء الدين ولصورته.... وأنه آن الأوان للمجتمعات جميعها ان تعترف بعالمية الحقوق.. وحق المرأه لا يقل بشيء بل لعله أهم الحقوق التي قد تساعدنا في الخروج من الظلمات إلى النور....
اوكي جيد
أحلام أكرم
باحثه وناشطة في حقوق الإنسان
التعليقات