الحماسيون يريدون الحرب على إسرائيل (مقدمة أولى). الغزاويون إنتخبوا حماس تأييدا لمنهاجها المحارب أو المقاوم (مقدمة ثانية). نتيجة صغرى: الحماسيون يطلقون صواريخ على بلدات إسرائيلية. نتيجة أخرى: إسرائيل أعلنت أن غزة كيان معادى وضيقت (ولم تمنع تماما) شريان الحياة الممتد من إسرائيل لغزة والذى ينقل لها الطعام والوقود والكهرباء وكافة الإحتياجات المعيشية...


يصرخ الغزاويون! يناشدون أمريكا والغرب التدخل ليجبر إسرائيل على إنارة غزة وعلى تمرير المحروقات والغذاء والمساعدات والدواء وإغاثة المرضى أيضا لدى المستشفيات الإسرائيلية... وفى ذات الوقت لا يريد الغزاويون وقف إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية! هل هذا منطق سوى أم مقلوب؟

نتيجة 1: اللعنات تستنزل على أمريكا وبوش من أغلب الشعوب العربية. نتيجة 2: الشعوب الأكثر لعنا للأمريكيين هم الفلسطينيون والمصريون. مقدمات للنتائج آنفة الذكر: كل خمسة أرغفة تنتج فى فلسطين منها ثلاثة على حساب أمريكا! كل خمسة مستشفيات فلسطينية منها ثلاثة تم بنائها وتجهيزها بالكامل بل ويتم دفع مصاريف تشغيلها وراوتب عمالها على حساب الأمريكان! ثلاثة أطفال من كل خمسة فى فلسطين يأكلون ويشربون ويعالجون ويسكنون ويتعلمون ويسيرون فى طرق وينعمون بكهرباء ووقود وكل مايلزم معيشتهم حتى يكبروا ويتزوجوا وينجبوا ثم يدفنوا على حساب الأمريكان... ورغم ذلك الفلسطينيون هم الأكثر سبا فى الأمريكان! منطق مقلوب...

بمنتهى الوقاحة والتبجح حضر أركان حرب حماس للقاهرة ولسان حالهم يقول quot; ياأيها المصريون، ياسيد مبارك، يا كل الدولة المصرية، هل فهمتم الآن أننا رقم صعب جدا ولا تستطيعون أن تتجاهلونا!؟ ياأيها المصريون أنتم لا تمنون علينا ولكنكم مضطرون أن تتعاملوا معنا وأن تخضعوا لشروطنا ولعلنا نحن الحماسيون (إخوان الخراب- فرع غزة) لعلنا نتصرف بطريقة تحفظ لكم ماء وجهككم، ولكن ما نقوله لا بد من أن تتبعوه!quot; هذا كان خطاب حماس فى السابق أما الآن فالأمر أوقح وأذل سبيلا، على كم إرهابى حماسى محمل بالمتفجرات والأحزمة الناسفة قبضت قوى الأمن المصرية وفى كم مدينة!؟ هذا ليس هو لب السؤال، لب السؤال هو، كم أفلتوا!؟

لا نستطيع من منطلق إنسانى إلا أن نزج بمواستنا للسيد الزهار الذى فقد إبنا له، وإن كنا لا نزكيه عن أى ممن قتلوا خلال هذه الإنتفاضة الأخيرة... ولكن هل هذا أفضل العناصر الحمساوية للتكلم أمام الكاميرات!؟ هل فعلا لم يجدوا شخصا حمساويا أكثر قبولا منه ليعينوه وزير خارجية لفلسطين (المزعومة حتى الآن)!؟ حتى أبو الغيط وزير الخارجية المصرى ورغم جلافته الظاهرة لا يقارن بالسيد الزهار أفندى الذى من سخرية الأمور إدعى أن فتح تريد أن تغتاله يوما، غيرة من نجاحه الفظيع فى التواصل مع العالم الخارجى!؟

عادل حزين
نيويورك