الشعب العراقي المثقل بهموم القتل والتهجير والترويع والذي يفتك به الاملاق ويعاني الامرين في كسب لقمة العيش،حيث الخوف والرعب الذي يجوب الشوارع والازقة العراقية من جهة وغلاء المعيشة وكثرة البطالة من جهة اخرى...وتحت ظلال هذه الغيوم القاتمة وانعدام الامل بمستقبل مشرق او انفراج للوضع الماساوي الذي يعيشه ابناء الرافدين لابد وان تظهر الحركات الدينية التي تُذكر بالمستقبل السعيد الذي ينتظر البشرية جمعاء وهذا ما تبشر به الكتب السماوية واحاديث اهل البيت عليهم السلام ولابد لمثل هذه الدعوات ان تستغل وتزيف وذلك لعطش الناس وتلهفهم لها فظهرت دعوى احمد إسماعيل كاطع من اهالي مدينة البصرة والذي سمى نفسه احمد الحسن ولقب نفسه باليماني وقال انا رسول ووصي وابن الامام المهدي عليه السلام.


وقد استغل المذكور بعض احاديث ائمة الشيعة حيث ورد كثير من الأخبار عن أهل البيت (عليهم السلام) في كتب معتبرة وصحيحة السند بمجيء ممهدين قبل دولة الإمام(عليه السلام) يمهدون سلطانه فهناك قائمون بأمر الإمام وممهدين له قبل ظهوره ينقلون عنه أي يشاهدونه في غيبته، ظهرت دعوى احمد الحسن في نهاية القرن الماضي وبعد ان كان طالبا اعتياديا في الحوزة ولمدة ثمانية سنوات وكانت دعوته بصورة غريبة حيث كان يجول شوارع كربلاء والنجف الاشرف بعجلة اسعاف حكومية ولمدة شهر كامل يتنقل امام اعين عناصر ومخابرات حزب البعث في العراق دون أي اعتراض حيث توجه لمكاتب رجال الحوزات ومراجع النجف واخبرهم انه رسول الامام المهدي اليهم وانه يستطيع ان ياتي بالمعجزات ولم يرد عليه احد في وقتها مما شجعه بالمضي قدما في تلك الدعوى....استطاع خلال هذه السنين ان يجمع المئات حوله وان يقوم ببناء العديد من المساجد في محافظات العراق الوسطى والجنوبية بالاضافة الى قيامه ببناء حوزة في شارع الرسول قرب ضريح الامام علي عليه السلام ومجاوره لحوزة السيد علي السيستاني.


وتزعم الحوزة السيد حسن ابن المرجع الكبير محمد علي الحمامي،وقد قامت حكومة المالكي في شهر محرم من العام المنصرم بتهديم هذه الحوزة واعتقال اساتذتها،كل هذا والقضية تتسع دون رد علمي من قبل رجال الدين كونها قضية عقائدية باستثناء مرجعية السيد محمود الحسني الصرخي حيث حصلت مناظرات بين اتباع احمد الحسن وطلبة الحوزة وتم هزيمت اتباع مدعي اليماني شر هزيمة هذا بالاضافة الى اصدار البيانات والنشرات التي تثبت زيف الدعوة.


وقبل شهر محرم من هذا العام وزع اتباع الدجال احمد الحسن بيانا قالوا فيه ان يوم الجمعة التاسع من محرم سيكون يوم قيام الامام المهدي ويوم العاشر سيكون يوم ظهور الامام واستعد اصحابه واقاموا مراسيم صلاة الجمعة ومعهم بعض الاسلحة وتم توجيه ضربات عسكرية موجعة لهم في محافظة ذي قار والبصرة وتم اعتقال اغلب عناصر هذه الجماعة وبالتاكيد ومن باب الفوضى واللانظام الذي يشهده العراق فقد تم اعتقال عشرات الابرياء من اجل تصفية الحسابات الخاصة لبعض الاحزاب المهيمنة على السلطة....
وقال احد المعتقلين انني شاهدت الامام المهدي في احد بساتين النخيل في النجف الاشرف ورأيت الاشجار تنحي للامام وقال اخر ان الامام قد سقاني ماءا من كأس فارغ وردد الاخرون كلاما مشابها...


وقد اعتبر احد الاعلاميين في مكتب السيد الحسني هذه الدعوة من قبل المدعو احمد الحسن بانها مجرد تفاهات واضاف (والله إن ضحالة فكر المدّعي وسقم عقله وانحرافه النفسي الى المستوى الذي لا نستغرب منه أبداً لو أنه كتب في يوم من الأيام، عن أسماء الله الحسنى وعن صفات الله تعالى ((طبعاً يكتب بالمستوى الركيك الضحل المضطرب المتهافت))، ثم يقول ((هذه أسماء الله الحسنى وهذه صفاته، وأنا أتصف بكذا وكذا.... إذن أنا الله)) أستغفر الله وسبحان الله وتعالى الله عما يقول الجاهلون الضالون
نعم....يمكن أن يفعلها كما فعلها في ادّعائه السفارة أو الوصاية أو الإمامة أو النبوة أو الرسالة أو الخلافة...، أو كل ذلك..)

مريم السعدي