اكرا: يسير المنتخبان الغاني المضيف والعاجي وصيف بطل النسخة الاخيرة بثبات نحو المباراة النهائية للنسخة السادسة والعشرين من نهائيات بطولة امم افريقيا لكرة القدم التي يستضيفها الاول حتى الاحد المقبل وذلك بعد عرضيهما الرائعين امام نيجيريا وغينيا على التوالي في الدور ربع النهائي امس الاحد. ووحدهما المنتخبان الغاني والعاجي حققا 4 انتصارات متتالية جميعها كانت اداء ونتيجة وهما اكدا ذلك جليا امس عندما نجحت غانا بعشرة لاعبين في قلب تخلفها صفر-1 امام نيجيريا الى فوز ثمين 2-1، فيما لقنت ساحل العاج منافستها غينيا درسا في فنون اللعبة وهزت شباكها في 5 مناسبات.

وما يرشح غانا وساحل العاج الى خوض النهائي الاحد المقبل على استاد quot;اوهيني دجانquot; في اكرا هو الطموح الكبير الذي يحدو كلا منهما في احراز اللقب. فغانا تلهث نحو اللقب الاول لها منذ 1982 والخامس في تاريخها بعد اعوام 1963 و1965 و1978 و1982 وبالتالي معادلة الرقم القياسي في عدد الالقاب والذي يملكه المنتخب المصري اعوام 1957 و1959 و1986 و1998 و2006. اما ساحل العاج فتركض وراء لقبها الثاني بعد الاول عام 1992 في السنغال وتعويض خيبة املها في النسخة الاخيرة في مصر عندما خسرت النهائي امام الفراعنة بركلات الترجيح.

كما ان القاسم المشترك بين المنتخبين هو ان ضحيتهما كان المنتخب النيجيري، فساحل العاج تغلبت عليه 1-صفر في الجولة الاولى من منافسات الدور الاول، فيما تخطته غانا في ربع النهائي. واذا كان المنتخب الغاني مؤازرا بجماهيره الكبيرة التي تملأ مدرجات استاد quot;اوهيني دجانquot; وفي مقدمتها الرئيس الغاني جون كوفور، فان لاعبي ساحل العاج مسلحون بارادتهم القوية وعزيمتهم لاحراز اللقب للمساهمة في وحدة شعبهم الذي يعيش منذ نحو 6 اعوام حربا اهلية قسمت البلاد الى قسمين.

ولم يخيب نجوم غانا وخصوصا لاعب وسط تشلسي مايكل ايسيان وزميله لاعب وسط بورتسموث سولي علي مونتاري امال ال22 مليون غاني عندما تحملا عبء المباراة امام نيجيريا وقادا منتخب بلادهما الى دور الاربعة. فايسيان ادرك التعادل بضربة رأسية في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع ثم استلم قيادة خط الدفاع بعد طرد القائد جون منساه في الدقيقة 60. اما مونتاري فكان افضل لاعب في المباراة بفضل تألقه في وسط الملعب ةخصوصا في الشوط الثاني وكان وراء هدف الفوز الذي سجله مانويل جونيور اغوغو في الدقيقة 83. وقال ايسيان quot;انه انجاز رائع نجحنا في تحقيقه بفضل جهود جميع اللاعبين ومؤازة الجمهور الغفيرquot;، مضيفا quot;النصيب الاكبر من الانتصار ساهم فيه الجمهور لانه شجعنا رغم تخلفنا بهدف ثم زاد تشجيعاته لنا بعد طرد منساه فلم نشعر ابدا باننا نلعب بعشرة لاعبينquot;.

وتابع quot;رجعت الى الدفاع لسد الفراغ الذي تركه منساه خصوصا ان المدرب (الفرنسي كلود) لوروا عزز خط الهجوم بدلا من الدفاع فكان لا بد ان اقوم بهذا الدور ونجحت الى حد كبير في مهمتيquot;. اما مونتاري فقال quot;عندما تشعر بانك مساندا بقوة من الجمهور فانك تقوم بمجهود اضافي من اجل ارضائه. اعتقد بان عزيمتنا كانت اقوى اليوم، نستحق الفوز لاننا كنا الطرف الافضل منذ البداية وحتى الصافرة النهائية للحكم.
يذكر ان ايسيان ومونتاري نجحا في التفوق على زملائهم في تشلسي وبورتسموث، الاول على جون مايكل اوبي، والثاني على جون اوتاكا ونوانكوو كانو علما بان الاخيرين لم يشاركا في المباراة الاول بقرار من المدرب والثاني بسبب الاصابة.

من جهته، قال لوروا quot;ماذا عساي اقول، ابطال غانا كانوا في الموعد، لقد قدموا مباراة رائعة ويستحقون التأهل الى الدور نصف النهائيquot;. وتابع quot;كانت لدي ثقة كبيرة في اللاعبين مثلما هو الامر دائما، كانوا ابطالا. نجحوا في العودة من بعيد وحولوا تخلفهم صفر-1 الى فوز 2-1 وبعشرة لاعبينquot;. واضاف quot;بعد الطرد قررت تعزيز خط الهجوم رغبة في الفوز على الرغم من انه كان بامكاني تعزيز الدفاع ومحاولة جر نيجيريا الى التمديد او ركلات الترجيح، لكن ثقتي في قدرة لاعبي الفريق على تحقيق الفوز كانت كبيرة وجعلتني اخاطر بالهجوم فلم يخيبوا ظني وانتزعنا الفوزquot;.

واوضح quot;نقترب شيئا فشيئا من اللقب ومباراة بعد مباراة يصعب الفوز علينا، قلتها عقب نهاية الدور الاول واكررها الان، لدينا منتخب قوي اتمنى ان تثمر مجهوداته برفع الكأس الاحد المقبلquot;. وختم quot;امامنا مباراة قوية الخميس امام تونس او الكاميرون، يجب ان نحتفل بالفوز اليوم ونستعد اعتبارا من الغد. معنوياتنا عالية وستزداد بعد تأهلنا الى دور الاربعةquot;. يذكر ان لوروا يمني النفس باللقب القاري الثاني بعد الاول مع الكاميرون عام 1988 في اللمغرب علما بانه يشارك في النهائيات للمرة السادسة بعد اعوام 1986 و1988 مع الكاميرون و1990 و1992 مع السنغال وعام 2006 مع الكونغو الديموقراطية.

من جهته، ضرب المنتخب العاجي المدجج بالنجوم بقوة وسحق غينيا بخماسية نظيفة كان بطلاها قائده ديدييه دروغبا وسالومون كالو صاحب الثنائية. وعلى غرار جميع مبارياته في البطولة الحالية بادر المنتخب العاجي الى الهجوم منذ البداية وتناوب لاعبوه على اهدار الفرص الحقيقية للتسجيل خصوصا ارونا ديندان الذي عاكسه الحظ أكثر من مرة، قبل ان يبتسم لمهاجم ليون الفرنسي عبد القادر كيتا بتسديدة ماكرة من الجهة اليمنى خدع بها الحارس الغيني. وصال المنتخب العاجي وجال في الشوط الثاني ودك مرمى غينيا برباعية وكان بامكانه تسجيل اكثر من هذه الحصة لو نجح ديندان في ترجمة الفرص السهلة التي سنحت امامه.

وقال مدرب ساحل العاج الفرنسي جيرار جيلي quot;لعبنا بانضباط كبير وارادة قوية من اللاعبين، لدينا منتتخب لا يشك في امكانياته وبامكانه هز الشباك في اي لحظة سواء مؤة واحدة او اكثرquot;. وأضاف quot;نحن هنا من أجل تحقيق نتيجة رائعة وليس لدينا شك في ذلكquot;. ويعقد لاعبو ساحل العاج امالا كبيرة على النسخة الحالية لاحراز اللقب بهدف توحيد بلادهم التي تمزقها الحرب الاهلية، وقال كالو quot;نجاحات المنتخب العاجي في النهائيات القارية توحد بلادنا المتشنجة بالحرب الاهليةquot;.

يذكر ان ساحل العاج مقسومة الى قسمين منذ ايلول/سبتمبر 2002 بسبب محاولة الانقلاب التي نفذتها القوات الجديدة بقيادة زعيمها غيوم سورو والتي استولت على النصف الشمالي للبلاد اما الرئيس العاجي لوران غباغبو فاحتفظ بالسيطرة على القسم الجنوبي. من جهته، قال دروغبا quot;اننا نسير على الطريق الصحيح لتحقيق هدفنا المنشود وهو احراز اللقب لتضميد جراح الشعب العاجي والمساهمة في تحقيق وحدتهquot;. واوضح دروغبا، الذي سجل 3 اهداف حتى الان، انه يفضل تتويج منتخب بلاده باللقب على احرازه لقب هداف البطولة، وقال quot;اي مهاجم يحلم بنيل لقب هداف النهائيات، بيد انني أعتقد بان تتويجنا باللقب سيكون افضل لان المصلحة العامة اهم من الانجازات الشخصيةquot;.
يذكر ان ساحل العاج واجهت غينيا في غياب قطب دفاعها وارسنال الانكليزي حبيب كولو توريه بسبب الاصابة.

في المقابل، توقفت مسيرة المنتخب الغيني عند الدور ربع النهائي للمرة الثالثة على التوالي، والاكيد ان غياب قائده باسكال فيندونو لطرده امام المغرب، كان له الاثر الكبير على اداء منتخب بلاده حيث ظهر ذلك في المباراة امام ناميبيافي الدولة الثالثة الاخيرة من الدور الاول عندما سقط في فخ التعادل 1-1، ثم بدا جليا امام ساحل العاج والدليل الخماسية النظيفة. اما نيجيريا ففشلت للمرة الاولى منذ عام 1982 في تخطي الدور ربع النهائي حيث احرزت اللقب عام 1990 ومان الثاني لها بعد الاول عام 1980، وحلت ثانية اعوام 1984 و1988 و1990 و2000 وثالثة اعوام 1992 و2002 و2004 و2006.