يعتبر خبر اعتقال عزت الدوري دفعة جديدة لعربة حزب البعث المهترئة والمتوقفة منذ نجاح خطة فرض القانون وطرد فلول البعث من بغداد، حيث كان السقوط الأكبر لهذا الحزب الذي حكم العراق بالحديد والنار بعد سقوط الصنم عام 2003 مباشرة ان لم يكن قبله..

وتعتبر الطريقة التي تم بواسطتها طرح الموضوع (خبر اعتقال الدوري ) عبر وسائل الإعلام المختلفة دعما إعلامياً لهذه الدفعة (البعثية ) سواء كانت متعمدة من قبل بعض وسائل الإعلام المغرضة (غالبا عربية ) او غير متعمدة وساذجة من قبل بعض وسائل الإعلام الأخرى التي تهرول وراء الأخبار المثيرة حتى لو كانت غير حقيقية، خصوصا مع غياب التصريحات الواضحة من قبل الدوائر المعنية بالجانب الأمني العراقي.

لذلك فأن فلول وبقايا الهاربين من هذا الحزب (العربي ) والاشتراكي تحاول بين فترة وأخرى إثارة زوبعة أو أخرى هنا او هناك حتى لو كانت في فنجان، كالتي نتحدث عنها اليوم عن عزت الدوري او كما يسميه العراقيون (عزوز ابو الثلج ) وذلك من اجل إعطاء شحنة كهربائية الى (قلب) هذا الحزب المتوقف او حقنة مغذية من اجل إبقاء الحزب وفلوله على قيد الحياة..

وكان (عزوز ) عزت الدوري قد اثار زوبعة قبل هذا الوقت بكثير عندما اصدر بيانا زُعم انه بصوته حينها باعتباره قائدا لقوات الحزب الهاربة والمندحرة، مالبثت قناة الفيحاء ان بددت تلك الزوبعة بمكالمة هاتفية (مفبركة ) مع صدام الهارب ( وقتها) اثبتت من خلالها بطلان (بيان عزت) الصوتي الذي بثته الجزيرة، حيث اقنعت قناة الفيحاء المشاهدين ان (بيان عزوز ابو الثلج) كان مفبركا وهو من صنع بعض معدي الجزيرة فأنطلت اللعبة على كثير من المشاهدين، تماما كالمكالمة التي رتبتها الفيحاء مع صدام، حيث اتصلت بعض الجهات الرسمية تسألنا عن كيفية حصولنا على رقم هاتف صدام داخل السجن !! واستاءت بعض وسائل الاعلام العربية المغرضة كثيرا..

لاشك ان خبر اعتقال عزت الدوري سيعد خبرا مفرحا للعراقيين (ان كان صحيحا)، لان الدوري ارتكب عدة جرائم بحق العراقيين اشهرها جريمة (الانفال) واعدام زملاءه ورفاقه بيده عام 79،وقيادته العمليات في قمع الانتفاضة عام 91 في محافظات عديدة في العراق نال بسببها اوسمة وانواط شجاعة.

لكن كثيرا من العراقيين يؤكدون ان الدوري مات وشبع موتا وذلك لانه (ببساطة ) بحاجة الى تبديل دمه مرتين بالسنة بسبب اصابته بالليوكيميا، وهي مسألة طبية تحتاج الى اجهزة غير متوفرة في جبال حمرين بالقرب من قضاء الدور او في صحراء الرمادي او في اي مكان في العراق الذي يفتقر الى ابسط الاجهزة الطبية ولذلك فان الطريقة الوحيدة التي تثبت عكس مانقول ( اي ان الدوري على قيد الحياه) هي ظهور عزت الدوري بالصوت والصورة ليقنعنا (نحن العراقيين ) ويقنع محبيه من بعض العرب بانه مازال على قيد الحياه ولم يمت كما مات حزب البعث، فلايكفيه ان يوقع بيانا باسم مستعار، نعم الطريقة الوحيدة هي ان يظهر (عزوز ) بالصوت والصورة كما يظهر الظواهري وغيره من الارهابيين بين فترة واخرى لاعطاء زخم ودفعة للانتحاريين من البهائم العربية التي تقتل العراقيين في كل مكان، وقناة الجزيرة واخواتها مستعدة لبث بيانه حتى لو كان مفبركا، عندها نستطيع ان نتحدث عن عزت الدوري في الفيحاء سواء في نشراتنا الاخبارية او تخصيص حلقة من فضاء الحرية ندحض فيها البيانات الاميركية التي نفت خبر اعتقاله وهو الامر الذي لم يكن واضحا من قبل المصادر الرسمية العراقية رغم انها لم تؤيد خبر الاعتقال...


حينها فقط اذا ظهر (عزوز ) سنقول ان البعث يريد ان يعيد تأسيس التنظيم مرة اخرى تماما كما حاول بعض الضباط الالمان اعادة تأسيس الحركة النازية من خلال الاتيان بشخص يشبه هتلر ليقرأ بيانا متلفزا مدبلجا بصوت يشبه صوت ادولف هتلر كثيرا، في محاولة لاعادة ضم الهاربين من الضباط النازيين الالمان الى التنظيم النازي الجديد وهو الامر الذي لم ينجح بالمانيا بسبب نجاح خطة جورج مارشال وزير الخارجية الاميركي بعد ان اعلن عنها في كلمة له في حزيران ndash; مايو عام 1947 بجامعة هارفارد، وبسبب تلكؤ تنفيذ خطة مشابهة لخطة مارشال بالعراق ولاسباب اخرى( ليست موضوع المقال) فأن بعض فلول البعث يحاولون تطبيق نفس الطريقة النازية في العراق او الدخول بالعملية السياسية باسم المصالحة الوطنية او الانضمام الى احزاب سياسية كخطوة اولى للمشاركة في الحكم وذلك تمهيدا لاستعادته لاحقا عن طريق الانقلابات الدموية البعثية المعروفة.. لكن هيهات فارادة الشعب العراقي قررت ان لايكون غير الانتخابات طريقا للحكم في العراق حتى لو كلف ذلك حياة الكثير من العراقيين..


د.محمد الطائي

[email protected]