حينما قررت نشر بعض المعلومات و التي ستتلوها بكل تأكيد معلومات أخرى حول نقاط و زوايا من التاريخ العراقي المعاصر و الذي ظل تاريخا يكتنفه الغموض الشديد رغم كوننا نعيش في عصر الحرية المعلوماتية كما هو مفترض، فإنني كنت أعلم بإحتمالات تعرضي لهجمات شديدة و مركزة ستتحول حتما نحو أهداف شخصانية بالكامل لا علاقة لها بالمواضيع المكتوبة وهو ما حصل فعلا و بكل وضوح في عدد من مقالات الرد على السلسلة الوثائقية التي نشرتها حول عمليات التخادم السياسي و الإستخباري و العسكري بين الولايات المتحدة و النظام العراقي السابق خلال مرحلة الحرب العراقية / الإيرانية و يتعلق الأمر بلقاء مدريد الذي أرسى الأساس المكين لعلاقات عمل سرية منهجية توجت بحرب الخليج الأولى ثم شاءت لعبة الأمم الشرسة و المخادعة لأن تتحول لتنفيذ الصفحة الثانية العكسية من ذلك التفا

وثائق مفبركة عن الحرب العراقية الأيرانية

هل زودت ايران داود البصري بوثائق مزورة؟

هم المخادع وهو عملية غزو و إحتلال دولة الكويت عام 1990 و إنقلاب التحالفات بشكل درامي فائق الغرابة و حيث تحول الحليف لخصم شرس لم يتم الإجهاز عليه في حرب الخليج الثانية رغم القدرة الأميركية الكاملة على ذلك، بل نركوا ذلك النظام معوما يطفو على دماء شعبه و يبالغ في سحق إنسانيتهم بقوانينه الغريبة و العجيبة المتوحشة و عبر إستحقاقات سنوات الحصار الدولي الظالم الصعبة التي دمرت الصيغة الإجتماعية و حتى التركيبة النفسية للعراقيين و أجهز على صيغ السلم الأهلي و الأمن و الوفاق الطائفي و الديني فالتسامح و البعد عن الغلو و التطرف كان سمة العراقيين قبل أن تحل مرحلة الحروب الداخلية و الخارجية، لقد قمت بنشر بعض الوثائق و المعلومات حول مرحلة الإعداد للحرب العراقية / الإيرانية مستندا لمصادر لا أستطيع البوح بها في الوقت الراهن و للقاريء الحق كل الحق في الرفض أو القبول و حتى التشكيك و لكن في النهاية لا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة و لا يحق لأحد مهما كان نشر الإشاعات و الإدعاءات الفارغة و الإتهامات السقيمة العقيمة التي تصل لحد التشكيك في أهداف و دوافع الكاتب و ربط كتابته بمؤامرات أقليمية مفترضة!!

فضلا عن تشويه ذمة الكاتب و الإساءة لمصداقيته فضلا عن الهجوم الشخصي المرفوض، فمثلا كتب ( أحدهم ) ضدي مقالا أشار فيه لموضوعي و لم يشر أبدا أسمي مكتفيا بوصفي بأحد الكتاب!!

و هي صيغة غريبة للرد و لم يتورع ذلك الشخص عن الإساءة لي و أعتبرني مفبركا للموضوع و كاتبا لسيناريو مسلسل عربي مشوق بل تمادى و أتهمني بكوني أعمل لصالح تنفيذ أجندة سرية كويتية!! كما زعم؟؟ رغم أنه لا علاقة لدولة الكويت بالموضوع أبدا؟ و ليس هنالك أية علاقة رسمية بيني و بين الكويتيين تحت أي صورة من الصور؟ لا بل أن بعض الردود المضحكة قد إتهمتني بأنني أعيش سرا في الكويت لكي لا تقتطع النرويج مخصصاتي المالية المزعومة!!

و لا أدري لماذا العيش بسرية في الكويت؟ و من يعيلني هناك؟ و كيف أتدبر أمور و إحتياجات عائلتي و أطفالي في النرويج؟ رغم أنني أعمل في النرويج و متواجد على الدوام هناك و أنا حاليا أعيش بصورة مؤقتة و لمدة شهر واحد في المغرب و أكتب من هناك؟ فما علاقة الكويت بالموضوع؟

رغم أن البعض الآخر قد أشار و لمح و كتب لدور إيراني في كتاباتي لأنني أشير لعدوان نظام صدام على إيران؟ و هي حقيقة لم أقررها أنا بل قررها التاريخ الذي لا يمكن التلاعب أبدا بحقائقه المقدسة، المشكلة الرئيسية عند بعض من يتولون الردود هي حالة الهياج النفسي و العدوانية الذاتية المفرطة، فمثلا إتعمني أحدهم بالعمل لصالح الأجندة الكويتية لكونه حاقد على الكويت التي رفضت سلطاتها السماح له بدخول الكويت و أعيد من المطار؟

فما ذنبي أنا لكي يشملني ببركاته و يتهمني بالعمالة لصالح المخابرات لكويتية و التي لها من الوسائل و الأدوات و الإمكانيات التي تتحاوزني بكثير فأنا مجرد إنسان عراقي بسيط باحث عن الحقيقة التاريخية و مستقل بالكامل و لا تربطني أية صلات تنظيمية أو عملية بأي طرف من الأطراف و لا أود التبجح بنضالي السياسي فتلك دعاية شخصية أرفضها و لكنني متواجد في ساحة العمل الإعلامي و السياسي منذ عام 1980 بالتحديد و كنت و ما زلت أتحرك بإسمي الصريح و عنواني الكامل، و من يشكك برواية لقاء مدريد قأمامه المتهم المدعو سبعاوي التكريتي وهو حي يرزق و أحد ضيوف المعتقلات الأميركية لسؤاله عن الموضوع و الإستفسار أكثر عما حدث؟ دون الحاجة لإتهامي بالفبركة و التزوير و إختلاق السيناريوهات و إنني من موقعي أتحدى الحكومة العراقية الحالية أن تتمكن من إستجواب سبعاوي التكريتي بشأن الموضوع و السبب رفض الولايات المتحدة لذلك التحقيق و الإستجواب؟ فهنالك ملفات قذرة حقيقية لا يراد لها الظهور أبدا لأنها تفصح عن حقبة مهمة من حقب الخداع الستراتيجي و النصب على الشعوب؟

لا تهمني الإتهامات السقيمة و لا تحرك شعرة واحدة من جسدي لكوني أسعى لهدف مقدس و هو الوصول للحقيقة فمن حق الشعوب أن تعرف و تعلم و تدري بالسكاكين و السواطير التي مزقتها، أما عقلية و أساطير المؤامرة المزعومة فهي مردودة على أصحابها و لا تعنيني في شيء أبدا، فليستمروا في هجماتهم و تخرصاتهم و سأستمر في سبري لأغوار التاريخ.. و ما توفيقي إلا بالله.. إليه أحتكم و إليه أنيب... أما المرضى و المعقدين فليسوا في حساباتي أبدا.

داود البصري

[email protected]