خرجت مشكلة كركوك وغيرها من المناطق التي يطمع بها الساسة الكرد ويحاولون الاستحواذ عليها عن أطارها الوطني العراقي وأصبحت قضية اقليمية بامتياز تخضع لمساومات وتوافقات الجارين الكبيرين للعراق تركيا وايران وهنالك جملة من المعطيات والأدلة تسند قولنا هذا، فالزيارات المتكررة التي قام بها وزير خارجية أيران الى تركيا إضافة الى زيارات المسؤولين الأتراك الى طهران توجت هذه التحركات المكوكية بزيارة الرئيس الأيراني الى اسطنبول، فالملف النووي الأيراني المثير للجدل والتهديدات الغربيه لطهران بوقفه وخوف الأتراك من الكيان الكردي الذي بدأ يتضخم على حساب الوطن العراقي الجريح والمنهك،جعلت من هذه المعطيات مجال للتقارب وتبادل المنافع والمصالح السياسية فإيران تدرك جيدآ أهمية الدور التركي في القيام بدور وسيط لحل مشكلتها مع الغرب وخاصة الولايات المتحدة والمتعلقة بملفها النووي ونزع فتيل التوتر خصوصآ بعد نجاح الأتراك في جمع السوريين والأسرائيليين للتفاوض في تركيا، مقابل ذلك يأمل الأتراك في خلق تحالف أقليمي وخاصة مع أيران التي تشاركهم نفس القلق والتي لها نفوذ في العراق، لكبح جماح أطماع الأحزاب الكردية العنصرية وخاصة فيما يتعلق بمدينة كركوك العراقية التي يحاول الساسة المفروضين على شعبنا الكردي ضمها الى أقليمهم المزعوم نظرآ لما تحويه هذه المدينة من ثروات نفطية هائلة، أن التصويت الذي جرى على المادة 24 وما نتج عنه من موقف برلماني عراقي قوي ما كان ليتم بهذه الصورة الكبيرة لولا التوافق الأيراني التركي، هذا التوافق الذي مرر للعراقين رسالة ولو بصورة غير مباشرة أو حتى مباشرة لا ضير، مفادها واجهوا أطماع الحزبين ولو دستوريآ وسوف تلقون التأييد والمساندة، وهذا لا يعني أن بعض الكتل والنواب الذين صوتوا على هذه المادة غير وطنيين أو مرتبطون بعلاقة ما ببعض الجهات، لكنهم كانوا بحاجة الى موقف أقليمي مساند يقوي من موقفهم لما سوف يقدمون عليه من خطوة جريئة سيما وأن العراق يمر بمرحلة من الضعف والمشاكل هذه المشاكل التي وظفها الساسة الكرد لصالحهم والتي كانوا هم المستفيد الوحيد في تأجيجها واللعب عليها لضمان تفوق كيانهم المزعوم ماديآ ومعنويآ.


على الساسة الكرد أن يفهموا بأن أسلوب الصراخ والتهديد والوعيد قد أنتهى وولى، وتوظيفهم لدراما الأنفال وحلبجة أصبحت لا تنطلي على أحد ومشكوك بصحتها وقًل عدد المتعاطفين معها، وان المكاسب غير الشرعية التي حققوها في غفلة من الزمن وعلى حساب الوطن العراقي ممكن أن تتبخر في لحظة أن تمادوا أكثر، وعليهم أن يعرفوا أيضآ بأن أصول قواعد اللعبة من حولهم قد تغيرت وأنهم قد تجاوزا كل الخطوط الحمراء بمطالبتهم بكركوك وغيرها من المدن العراقية وهذا مما ولد أجماع وتوافق أقليمي بضرورة تحجيمهم أضافة الى الداخل العراقي الذي بدأ يفهم بأن المستفيد من تمزيق العراق عن طريق تأجيج الطائفية وغيرها من المشاكل هم الساسة الكرد كما اسلفنا.


أن على القوى الوطنية العراقية والحكومة العراقية أن قدمنا حسن النية بها، أن يتحرروا من التأثير الذي كانت تمارسه كتلة الأحزاب الكردية ولا يخضعوا لأبتزازها وضغوطها خاصة بعد تحسن الوضع الأمني في العراق ووجود أجماع رسمي ورأي عام في المنطقة لتحجيم دور الأحزاب الكردية التي بدأ خطرها يتسرب الى دول المنطقة وإنفلات ميليشيات البيشمركه وأستباحتها أجزاء واسعة من أرض العراق، وعلى الحكومة العراقية أن تتخذ من مسالة عدم أنصياعهم من الأنسحاب من خانقين أطارآ شرعيآ للتحرك في كل مكان ضد اي عصاة خارجين عن القانون الذي نتمنى أن يٌفرض على الجميع اذا حسنت النوايا وشد الجميع أزرهم في سبيل العراق ووحدته وعزة شعبه.


حيدر مفتن الساعدي
[email protected]