أخطأت السلطات السورية حين منعت وفد مراسلين بلا حدود من الدخول الى الاراضي السورية مرتين مرة عندما لم تقدم لهم الفيزا، وثانيا عندما لم تفلح كل الجهود مع وزير الاعلام الدكتور محسن بلال لاعطاء تاشيرة الدخول وقول كلمته الشهيرةquot; لن ياخذوا الفيزا الان او ابدا quot;، ويبدو ان وزارة الاعلام لاتقرا بيانات مراسلين بلا حدود ومواقفها التي كانت خير من وقفت مع الصحافي السوري عطا فرحات مراسل التلفزيون السوري وجريدة الوطن السورية الذي يقبع في السجون الاسرائيلية.


لقد سجلت السلطات السورية نقطة سوداء في تعاملها مع المنظمات الدولية وكان من الممكن على وزارة الاعلام في سوريا استقبال وفد منظمة مراسلين بلا حدود اضافة الى الصحافي الفرنسي البارز والمصور التلفزيوني المعروف، الذي زار لبنان واجتمع الى الصحافيين اللبنانيين، واراد الدخول الى اراضيها، وكان يمكن للوزارة ان تنظم لهم اللقاءات التي يريدونها وتشرف على الزيارة وتستقبلهم بحفاوة بدل ان ترفض تقديم الفيزا لهم وتتركهم على الحدود اكثر من 24 ساعة لاجراء محاولات مع الوزارة لاقناعها بتقديم سمة الدخول كانت سوريا بغنى عن بيان منظمة مراسلون بلا حدود والذكرى السيئة التي خلفتها لصحافيين فرنسيين مرموقين برفضها دخولهم اراضيها، وكان يمكن التعامل مع هذا الملف بشيء من الحكمة والبساطة والانفتاح بدل التشدد الذي يسيء لصورة سوريا في الخارج، ويعطي انطباعا ألا تغيير ُيذكر يحصل في الداخل السوري.


ان المنظمات الدولية لاتحتاج الى دعوة للقدوم الى سوريا وخاصة ان من ضمن الوفد صحافيين مرموقين لذلك قول الوزارة ان الزيارة الخاصة لاتنطبق على هذه زيارة مراسلين بلا حدود لاينطبق هنا، ثم رغم القول انه لايوجد انتهاك في هذه الحالة وان من حق السلطات السورية عدم اعطاء الفيزا لمن تريد الا اني لااجده ينطبق هنا ثم ان سوريا تنظر بحساسية الى المنظمات الدولية لذلك هي تمنع في حال علمت أي وفد دولي يدخل اراضيها ان كان يحمل صبغة حقوقية الا ان وفودا من امنسيتي وهيومن رايت استطاعوا مؤخرا النفاذ الى سوريا ولكن ليس بصفتهم في منظماتهم.

ان زيارة منظمة مراسلين بلا حدود لن تقدم للمنظمة فوائد تذكر بل كان يمكن ان تقدم منظمة مراسلون بلا حدود الكثير لسوريا، حيث ان الزيارة لن تقدم للمنظمة الشيء الكثير فتقارير المراسلة في سوريا يمكن الاستفادة منها في بيان الانتهاكات التي تطال الصحافيين، اضافة الى بيانات وتقارير منظمات حقوق الانسان، كما انهم كانوا ينوون زيارة عوائل الكاتبين ميشيل كيلو واكرم البني وقد التقوا نجل ميشيل وشقيق اكرم في باريس عندما نظموا مؤتمرات صحافية للمطالبة بالافراج عنهم، كما ان بالفعل بات العالم قرية صغيرة لايمكن اخفاء شيء او مواراته، اضافة الى ان السفارات الغربية في سوريا تقدم تقاريرها عن سوريا لوزارات خارجيتها وتركز على الانتهاكات.

ان حقوق الانسان شان دولي ولا يمكن ان نقول ان أي موقف من شخصية دولية كروبير مينار تدخل في الشؤون الداخلية، وخاصة ان منظمة مراسلين بلا حدود عملت بتوازن على الشان الداخلي السوري ففي حين ركزت على ميشيل كيلو ركزت ايضا على مدونين غير معروفين كطارق بياسي وكريم عربجي.

وكان الواضح انه لم يتم الدفاع عن قرار السلطات السورية من قبل صحافيين ولكن طريقة نشر الخبر في بعض وكالات الانباء عبر مراسليها في الداخل كانت تقدم التبريرات لوزارة الاعلام.
يذكر ان منظمة مراسلون بلا حدود منظمة دولية، تعمل لخدمة المصلحة العامة وليستعيد الإعلام حقوقه و تتعاون مع أكثر من مئة مراسل لفضح الانتهاكات لحرية الصحافة في العالم عبر إرسال بيانات وتنظيم حملات تحث الرأي العام، و تدافع عن الصحافيين والعاملين المحترفين والفنيين في وسائل الإعلام المسجونين أوالمضطهدين بسبب نشاطهم المهني كما تفضح سوء المعاملة والتعذيب، و تدعم الصحافيين المهددين في وطنهم، كما تناضل في سبيل الحد من الرقابة ومحاربة القوانين الرامية إلى تقييد حرية الصحافة، و تسعى إلى تحصين أمن الصحافيين ولاسيما في مناطق النزاع.

بهية مارديني