ما جرى في البرلمان العراقي هو عبارة عن استعراض عضلات ايراني ورسالة موجهة الى أميركا عبر الأعتداء على أحد الرموز الوطنية العلمانية النائب مثال الالوسي الذي يعرفه الشعب العراقي بنزاهته وشرفه وشجاعته وروحه الوطنية وفكره السياسي المتنور المتقدم على عصره العراقي.. عصر المحاصصة الطائفية والقومية وحكم عصابات الأحزاب ونهبها وسرقتها لثروات الشعب.


لقد أرادت ايران القول للعالم جميعا والى أميركا خصوصا انها تسيطر على العراق تماما وان اعضاء الحكومة والبرلمان يتحركون حسب أوامرها بدليل ان البرلمان المعروف عنه كسله وتقاعسه عن الاجتماع واصدار التشريعات، أستطاعت ايران خلال ساعات احضار أعضائه واجبارهم على اتخاذ قرار رفع الحصانة عن النائب الالوسي.


والسؤال الذي نترقب اجابته بحرارة هو: هل سترد أميركا على هذا التحرش الذي يمس هيبتها وأحد رموز التيار الوطني العلماني في العراق؟


رغم صعوبة الظرف الذي جرت فيه الحادثة، اذ تزامنة مع مباحثات توقيع الأتفاق الأمني مع العراق ورغبة أميركا بتهدئة الأجواء، ألا ان التحدي الايراني سيجبر الولايات المتحدة الأميركية على الرد حتماً، لطمأنة أصدقاءها في العراق، ولتأكيد سلطتها وقدرتها على التحكم بدفة الأمور.


واذا لابد من الرد الأمريكي فأنه يجب ان يكون بتوجيه ضربة الى عملاء ايران من عناصر الحكومة والبرلمان، كأن تنشر أميركا وثائق سرية تؤكد تورطهم في جرائم الإرهاب وتهريب النفط والإرتباط المباشر بجهاز المخابرات الايراني وتقدم على إعتقالهم فوراً، وتوجه صفعة قوية الى أيران وعملائها.


في الحياة وفي السياسة، أحيانا تحدث مفاجآت لاتترك لك أي خيار غير خيار الرد المباشر والأشتباك، واليوم الولايات المتحدة الأميركية مدعوة الى الرد السريع العاصف، فحادثة الالوسي تترجم الى اللغة السياسية وتعطي معنى يشير الى وجود لحظة حرجة وأزمة كبيرة ومنعطف وصل الى درجة كسر العظم.


والولايات المتحدة الأميركية بخبرتها السياسية الهائلة من المؤكد تعرف ماهو مطلوب منها في هذه القضية، فهي ما جاءت الى العراق ودفعت كل هؤلاء الشهداء البواسل من جيشها الشجاع محرر العراق من جرائم نظام صدام، وبذخت كل هذه الخسائر المالية كي تهب العراق هدية مجانية الى ايران وعملائها أو الى العصابات الكردية.

خضير طاهر

[email protected]