اندهشت من كم التعليقات على نشر مقالي quot; شهر رمضان والأقباطquot; المنشور في إيلاف يوم 27 أغسطس واعيد نشره في عدد من الصفحات الإليكترونية، لأني فوجئت بكم هائل من التعليقات في جميع الصفحات الإليكترونية، ولكن العجيب والمثير للدهشة كم السباب لشخصي واتهامي بالتطرف والعمالة والخيانة أيضاً.

رمضان في فكر كتاب عظماء
بعد نشر مقالي فوجئت بأستاذنا الكبير quot;العفيف الأخضرquot; بكتابة مقالة بعنوان quot;في الدين والدنيا: حتى لا يبقى رمضان شهر إرهابquot; وتفضل الدكتور quot;أحمد البغداديquot; بكتابة مقال بعنوان quot;إهانة رمضانquot;.
فشرح المفكر quot;العفيف الأخضرquot; الطرق والوسائل لتفادى وصم شهر رمضان بشهر الإرهاب مستنداً على قراءة واقعية لأحداث إرهابية بالجزائر، وتفضل الدكتور quot;أحمد البغداديquot; موضحاً التناقض بين الإيمان والأعمال خلال شهر رمضان، وبالطبع كان نصيبي من السباب مثل باقي الكتاب ولكوني قبطياً نلت حظاً أوفر كما يحدث مع الأقباط في مصر تماماً، حيث أن القبطي مضطهد لكونه مصرياً ولكونه مسيحياً أيضاً له نصيب مضاعف.

*إن سحقت الأحمق في هاون
بدأت مقالي عن شهر رمضان والأقباط بهذه العبارة quot;أرق وأجمل التهاني للأخوة المسلمين بشهر رمضان المبارك، مقالي ليس بهدف الطعن في الإسلام بقدر كونها دعوة للتفكير خاصة للكُتّاب والمُفكّرين والمستنيرين لنُساهم معاً بإلقاء الضوء على آلام الآخرين وتصحيح مفهوم التديّن وانعكاس التدين على سلوك البشرquot; وبعد قراءتي للتعليقات استخلصت ما يلي:-
bull;شيوع الهوس الديني لدى الغالبية من سكان المحروسة والمنطقة كلها.
bull;شيوع الكراهية والتطرف ضد الآخر خاصة المخالف في العقيدة الدينية.
bull;رفض قبول الحقائق الدامغة المؤيدة لحقيقة الاضطهاد.
bull;غياب العقل الناضج وشيوع التحزب عند الاقتراب من أي قضية مرتبطة بالدين
bull;التحفز الدائم لمهاجمة أي كاتب عند الاقتراب من مشكلة دينية وإن كانت بهدف إصلاح التدين واتهامه بالكلشيهات جاهزة quot; عميل خائن كافر ملحد...الخ.
bull;عدم قبول الرأي الآخر حتى وإن كانت النية صادقة تهدف لخير الوطن وإصلاح حال الجميع.
bull;إدمان طمس الرؤوس في الرمال لرغبتهم في عدم مواجه المشكلة بعمق للبحث عن حلول جذرية لها والاكتفاء بالشعارات الجوفاء الفارغة من مضمونها quot; مثل شعار عاش الهلال مع الصليب quot;.
bull;العيش على أوهام الماضي البعيد وعلى شعارات ليس لها علاقة على أرض الواقع quot;سماحة الإسلام،...الخquot; بدون أعمال تفعل هذه السماحة على ارض الواقع.

*أخيراً شخصياً لا أملك إلا فكري، نشرت حقائق موثقة عن مشكلة اضطهاد الأقباط والاعتداء عليهم خلال شهر رمضان، ربما الغالبية العظمى لا تتأثر ولكن مما لاشك فيه أن تأثر شخص واحد مكسب حقيقي ليس لي بل لمصر وللمنطقة، أما المعاندين المغيبين أيدلوجياً، الذين يعيشون على الهوس الديني ولا أمل في إصلاحهم تنطبق عليهم الآية القائلة : quot;وإن سحقت الأحمق في هاون فلا تفارقه حماقتهquot;. فأطلب لهم عقل جديد وفكر جديد يملأ قلوبهم حباً واحتراماً وقبول للآخر، وللجميع منى كل تحية.
واختم بالقول المأثور للفيلسوف براتراند راسل quot; مشكلة العالم أن الغبي متيقن بعماء والذكي ملئ بالشك quot;

مدحت قلادة

[email protected]