صرحت وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس ليلة الخميس 8 يناير 2009 بأن الولايات المتحدة الأميركية تساند قرار مجلس الأمن 1860 القاضي بإنهاء الأعمال العدائية وإيقاف إطلاق النار فورا وبشكل مستمر ودائم بين حماس وإسرائيل. وتعتقد الولايات المتحدة أن الأقوال مهمة إلا أن الأعمال أهم. فبالإضافة إلى إلقاء الخطابات وإصدار البيانات نرى أن الخطوات الفعلية على أرض الواقع والرامية إلى تحقيق أهداف واضحة ومحددة وقابلة للتطبيق هي جوهر التوجه العملي (البراغماتي) الذي نؤمن بها. بالطبع للتصريحات والبيانات أهمية كبرى في التعبير عن تلك الخطوات العملية المرجوة ومناقشة الخيرات المطروحة.
قرار مجلس الأمن 1860 هو بالفعل خطوة على الطريق العملي للوصول إلى إنهاء العنف الحالي. فقد أكدت رايس بأن القرار هو quot;خطوة باتجاه تحقيق أهدافناquot;. وفي نفس الوقت هناك جهود حقيقية على الأرض تتبلور في شكل المبادرة المصرية - الفرنسية المشتركة والتي تحظى بمساندة أمريكية. وأكدت الوزيرة رايس بشأن المبادرة بأن quot;استحسانها ليس كافيا بل يجب مساندتهاquot;. وتبقى الولايات المتحدة مؤيدة لجهود الوساطة المصرية للتوصل إلى إيقاف دائم للنار وأمن مستمر.
وكانت الولايات المتحدة تتمنى أن يتم التصويت على قرارٍ بصيغة تساند الجهود المصرية، ولكن عامل الزمن له أهمية خاصة. نحن نبقى قلقين إزاء الحالة الإنسانية للأبرياء الفلسطينيين في غزة. ونحن نُذَكّر الجميع بأن استصدار هذا القرار 1860 لا يعطي المجتمع الدولي إجازة عن العمل فالقرار مجرد خطوة أولية. هناك عدة أشكال لإحراز تقدم تبدأ بإنهاء الأعمال العدائية وتأمين الحدود وإعادة فتح المعابر بناءا على مبادئ اتفاقية عام 2005 بما يضمن حياة أفضل لأهل غزة وأمن للإسرائيليين والذي يتطلب إنهاء إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
ولن تنتهي الأزمة بتغيير الحال على الأرض فقط بل هناك حاجة لمعالجة الوضع السياسي الذي تعيشه غزة كذلك. فحماس خذلت أهل غزة بسياساتها الطائشة. فقد أخذت حماس السلطة عنوة وانقلبت على النظام والقيم التي سمحت لها بالوصول إلى موقع المسؤولية. فالآليات الرامية إلى تأسيس دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة قد جاءت في قرارات مجلس الأمن السابقة والتي كان آخرها قرار رقم 1850 والقاضي بحل الدوليتين بناءا على خارطة الطريق، ونحن نؤكد على التزامنا بخارطة الطريق التي ترعاها الرباعية. كما نؤكد على توفر العناصر الجوهرية اللازمة للمضي قدما على خطى تحقيق سلام في الشرق الأوسط بما في ذلك مبادرات المجتمع الدولي ومن ضمنها مبادرة السلام العربية التي طرحتها الجامعة العربية وكذلك خارطة الطريق، بالإضافة إلى الاتفاقات والمعاهدات الثنائية المختلفة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي والتي كانت أنابوليس آخر مثال عليها.
نحن نأخذ الوضع الإنساني في غزة على محمل الجد ولذلك استجبنا لحملة الأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى) لجمع التبرعات الطارئة بتقديم 25 مليون دولار إضافية لصندوق الطوارئ و 60 مليون دولار أخرى للصندوق العام. أمام المجتمع الدولي الكثير من العمل وتبقى الولايات المتحدة ملتزمة ببذل جل جهدها دون كلل أو ملل في المساعدة على تحقيق الهدف الأسمى الكامن في حل عادل وشامل ودائم للصراع في الشرق الأوسط.
وليد جواد
فريق التواصل الإلكتروني
وزارة الخارجية الأميركية
[email protected]
http://www.america.gov/ar
http://walidjawad.maktoobblog.com
التعليقات