الحرب العبثية بين اسرائيل وحماس..الضحية فيها هو الشعب الفلسطيني في غزة..هذا الشعب هو اسير للطرفين وضحية لهما.. لم تنطلق رصاصة واحدة من الضفة تأييدا لحماس ولم يقم فلسطيني لا في الضفة ولا داخل اسرائيل بعملية عسكرية أو استشهادية تأييدا لحماس.. ولا فعل ذلك كل المتاجرين بألام الشعب الفلسطيني..

وحماس فقدت شعبيتها تماما داخل غزة لأنها تستخدم أهلها كدروع بشرية.. وعندما ينجلي غبار المعركة سيعرف الجميع ذلك.. ورغم اجرام اسرائيل فانها كانت قادرة علي انهاء هذه الحرب بسرعة والقضاء علي حماس تماما ولكن ذلك كان سيكون علي حساب الآلاف من الضحايا المدنيين مما كان سيثير الرأي العام العالمي عليها أكثر مما هو ثائر الآن.. وكانت ستتعرض لضغط دولي فوق قدرتها علي تحمله.. ولهذا فهي تفضل التحرك ببطء لتحقيق أهدافها في القضاء علي حماس..وهو هدف يوافق عليه اطراف عربية كثيرة حتي لو انكروا ذلك..
وعلي رأس هؤلاء السلطة الفلسطينية ومصر.. كل ماكانوا يتمنونه أن تحقق اسرائيل هذا الهدف بسرعة حتي لا تطول مدة الاحراج امام الشارع الذي تحركه جماعة الاخوان..

الشعب الفلسطيني في غزة والضفة بل و الداخل الاسرائيلي هو حانق علي حماس بقدر حنقه علي اسرائيل رغم عدم قدرته قول ذلك علنا حتي لا يتهم مثل اي عاقل في عالمنا في وطنيته ودينه.. ولهذا السبب أنا أدعو مصر فعلا الي فتح معبر رفح لتعطي الفرصة للمدنيين الذين تتخذهم حماس دروعا بشرية للخروج من غزة وهي ستكون تحركا سياسيا ذكيا يظهر مدي ضعف تأييد حماس في غزة وفي نفس الوقت فلتدع مجاهدي الاخوان الحنجوريين يدخلون غزة للقتال مع حماس وعندها سنعرف حجمهم الحقيقي..

فتح معبر رفح علي مصراعيه لن يضر مصر بقدر ماسيضر حماس وجماعة الاخوان وسيظهر حجمهم الحقيقي.. وسينقذ المدنيين الابرياء في غزة.. وسيسكت اصوات المزايدين علي مصر.. في رايي لا أعرف كيف لايري صانعو السياسة في مصر ذلك..

فتح معبر رفح سيفضح جميع المتاجرين بالقضية الفلسطينية وسينقذ الابرياء في غزة ويتيج لهم الهروب من الجحيم الذي تفرضه عليهم اسرائيل وحماس.. بل وسيكون فيه بداية الحل النهائي لهذه القضية التي طالت أكثر مما يجب... القضية التي تمنع التطور الحضاري والاقتصادي والسياسي في المنطقة.. والتي يستغلها كل مستبد وديكتاتور في السلطة أو خارجها في احكام سيطرته سواء علي الحكم أو الشارع..
بل وتجعل البديل المحتمل لهذا المستبد نظاما اكثر استبدادا مثل حماس والجماعة الأم في مصر والاردن وسوريا..

لقد كتبت من قبل وأكرر نفس السؤال هل القدس فعلا مدينة السلام.. أم كانت ولا تزال لعنة علي البشرية وبسببها ومنذ مايقرب من أربعة آلاف سنة تمت إراقة دماء الآلاف من الأبرياء بل ودماء الأنبياء.. وتسببت في كثير من الآلام..

بسبب محاولة كهنة المعبد من كل الأديان قامت الحروب بسبب القدس وتم غسل مخ البسطاء من المؤمنين ليقتلوا بعضهم البعض و يريقون دماء بعضهم البعض ثم يدعي كهنة كل معبد أن قاتليه في الجنة وقتلي المعبد الآخر في النار.. وكأن الله يفرح بإراقة الدماء......

لقد أن الأوان لإنهاء هذا الصراع العبثي علي أرض يدعي كل طرف أن الله أعطاه صك ملكيتها.. وأن الأوان ألا يدفع الأبناء ثمن خطايا الأباء.. لقد انتهي المطاف بعد أربعة ألاف سنة من الصراع العبثي علي هذه الأرض والذي يلبس ثوب الدين وهو في الحقيقة بدأ صراعا مثل أي صراع إنساني آخر.. صراعا علي الكلأ و الأرض.. الي أمر واقع... عاد جزء من اليهود الي ما يقولون أنها أرض الميعاد واستولوا عليها شراءا وحربا وخديعة.. وتخلي بعض الفلسطينيين عن بعضها بيعا وهربا.. وتمسك آخرون أكثر شجاعة وإصرارا بأرضهم ولم يتخلون عنها.. علي العالم الآن كله شرقه وغربه إنهاء هذا الصراع عبر حل عادل..
وقيام دولتبن.. مستقلتين.. ديمقراطيتين... قابلتين للحياة والاستقرار والتصالح فيما بينهما.. ومع باقي العالم.. علي المجتمع الدولي فرض هذا الحل علي الطرفين .. فقد تسببا قي الكثير من الألام عبر التاريخ..

علي أولاد العم أبناء إسحاق واسماعيل.. أن يتوقفوا عن جر البشرية الي التقاتل والصراع والإرهاب.. كما حدث تاريخيا ويحدث حتي الآن..

لقد كانت القدس سببا لحروب من كل نوع من عهد يوشع وداود وسليمان.. الذين فعلوا في اصحاب الارض تماما مافعله ويفعله بن جوريون وشارون وباراك ورغم ذلك يعتبرهم المسلمون انبياء.. فهل سيتحول شارون وباراك مع الوقت الي ابطال لنا في خدعة جديدة للعبرانيين.. ثم مرورا بالفرس و الرومان والعرب والصليبيين وحتي القرن العشرين..

ألا يمكن أن نحول القدس فعلا الي مدينة سلام.. تجمع بين الأديان بدلا من أن تفرق بين أتباع هذه الأديان و تدفعهم الي التقاتل..
ويحاول كل مغامر امبراطوري الاستيلاء عليها..

هل هذا ما يريده الله والأنبياء.. أن يتقاتل البشر فيما بينهم في محاولة لاحتكار الله.. تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا..

متي نتوقف عن تحميل الله مساوئنا وأطماعنا..

هل قصف طائرات اسرائيل نشطاء حماس فيموت الأبرياء من الفلسطينيين.. هو مايريده الرب أو يريده سيدنا موسي
أو داود أو سليمان عليهم السلام أجمعين؟..

وهل عندما يفجر انتحاري حمساوي نفسه في أبرياء اليهود ويقتل أطفالا ونساءا.. أو يأخذ اطفال ونساء غزة دروعا بشرية هو مايريده الله أو مايريده سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم؟

لقد آن الأوان حل هذا الصراع العبثي الذي يموت بسببه الأبرياء..لتكسب ليفني أو عباس أو هنية.. ويسبب عدم الاستقرار في العالم كله وليس الشرق الاوسط فقط.. حل عادل ودائم علي اساس دولتين.. لتصبح القدس فعلا مدينة السلام.. بل وعاصمة العالم المتحضر... بدلا من أن تكون عاصمة العالم الهمجي المتحلف..

عمرو اسماعيل