يحرص اخوان الاردن دائما على ابداء وجهة نظرهم في كل القضايا والاحداث العربية والعالمية، لا ضير، فهذا هو مفهوم الرؤية الشمولية لدعوة الجماعة التي يفترض انها اسست لتكون عالمية، لكن الملاحظ ان الامر عندما يتعلق بايران فان ماكينة الجماعة الاعلامية يصيبها العطب فجأة.
في القتال الدائر على الحدود السعودية اليمنية حيث يرفع الحوثيون هناك لواء ايران ويخوضون حربا بالوكالة، لم اسمع حتى اللحظة اي موقف للاخوان او لجبهة العمل الاسلامي التي تمطر جهاز الفاكس خاصتي بعشرات البيانات اسبوعيا حول كل كبيرة وصغيرة تحدث في هذا العالم.
الحال لدى اخوان مصر لم يكن مختلفا، حيث أحجمت الجماعة هناك عن توجيه انتقادات لإيران فيما يتعلق بالاتهامات الموجهة لها بدعم وتمويل المتمردين الحوثيين لكنها في المقابل اي quot; الجماعةquot;، وجهت نداء إلى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز تحثه فيه على وقف القتال، بعد لجوء القوات السعودية إلى ممارسة رد طبيعي على اختراق المتمردين لحدودها.
المثيروالمستهجن في بيان اخوان مصر حول القضية انهم اعتبروا الحوثيين فريقا يمنيا وليس ميليشيا مسلحة، مما يعني اعترافا اخوانيا صريحا بهم وبمبادئهم وبمطالبهم الانفصالية تحت لافتة الحرص على عدم اراقة دماء المسلمين.
ليس مستغربا هذا الموقف بالنسبة لاخوان مصر فقد سبق لهم ان انحازوا الى الجهة المقابلة حينما برزت قضية خلايا حزب الله في بلادهم.
بالعودة الى اخوان الاردن فان ثمة تيار داخل الجماعة يجهض اي محاولة للتعاطي مع الشأن الايراني سلبا، ويمارس سياسة انتقاء المواقف بشكل ملحوظ، فعلى مدار عام مضى لم يأت المكتب الاعلامي في الجماعة على ذكر ايران التي ملأت الدنيا بضجيجها مطلقا، باستثناء محاولة يتيمة اطلقها النائب حمزة منصور مستهجنا تصريحات ايرانية تعتبر البحرين جزءا من اراضيها.
فكر سياسي كهذا يبرر مشاريع الانفصال وتفكيك الدول العربية، ويعزز اهداف التغلغل الايراني في المنطقة تحت لافتة حقن دماء المسلمين، لا يتسق مع مواقف داخلية من طراز سياسي رفيع تعلي من شأن المواطنة والدولة وهيبتها.
بمقدار ما يقترب الاخوان من ايران اليوم تحت لافتات عديدة، يبتعدون اكثر عن محيطهم وعمقهم العربي وثقلهم الجماهيري. اما تغليب وحدة الأمة فهو شعور صادق ينبغي ان يخالطه ادراك لمقتضيات اللعب السياسي الذي تمارسه ايران، ففيما تقترب هي منا ويقترب خطرها اكثر فأكثر، يمارس الاخوان هواية (البعد عن مواطن الخلاف).
كاتب وإعلامي أردني
التعليقات