حينما لا تجد من يسمعك ويضمد جرحك الأليم، حينما تجد نظام أصم وأعمى وأبكم فيما تتعرض له من انتهاكات واغتصاب، حينما تسمع معسول الكلام وسط واقع أليم، حينما تحرم من بناء كنيسة للعبادة بأموالك بينما أموالك تصرف بذخاً على الغريب من دول الجوار، حينما يتستر النظام على الغوغاء والدهماء ليسرقوا ويحرقوا وينهبوا كنيستك ومنزلك ومصدر رزقك، حينما تجد أنك أصبحت غريبا مطاردا في وطنك، حينما تجد أنك تعيش في أمان وسلام بينما أهلك يعانون بين رحى النظام وحركات الإسلام السياسي، حينما تجد نظام بقائه مرتبط بقوانين طوارئ، حينما تجد نظام يقدم 20 % من شعبه على مذبح المتطرفين والإرهابيين لتمرير التوريث، حينما تعيش تحت نظام يعلن على الملأ محاربة الإرهاب بينما سرا لديهم برتوكولات وصفقات، حينما تسمع وترى يومياً تحول محافظات جنوب مصر: المنيا، أسيوط، قنا، الأقصر، أسوان... إلى مسالخ لأهلك حينئذ لا تملك إلا الصراخ عالياً بأعلى صوتك ليسمعك ولكن أين ولمن ومتى تصرخ؟!!

صراخ أقباط العالم أمام محكمة العدل الدولية

يوم الثلاثاء القادم 22 ديسمبر ستقوم منظمة أقباط هولندا واتحاد المنظمات القبطية الأوروبية بعمل مظاهرات أمام محكمة العدل الدولية وأمام البرلمان الهولندي وسوف يسلم مذكرة للسفارة المصرية من باب العلم بالشيء quot;لأنها لا تملك من أمرها شيءquot; ليعلم الجميع أن نظام مصر نظام مستبد ضد أقباط مصر في أحداث أقل ما توصف أنها عنصرية وتطهير عرقي لبعض قرى صعيد مصر.. أحداث موثقة بالصوت والصورة في أبوشوشة وقرى محافظة المنيا مثل ديروط التي قاموا فيها بنحر قبطي وهجوم الغوغاء بأعمال سرقة وحرق ونهب لبيوت ومصدر رزق أقباط مصر كما حدث نفس الشيء في فرشوط بلغت فيها كم الخسائر خمسة ملايين جنيهاً مصرياً.

أهمية مظاهرات الأقباط

فشل لجان التخدير التي زارت ولايات أمريكية مثل نيويورك، وواشنطن، ونيوجيرسي، وأوتوا بكندا، وباريس، والنمسا والمانيا وجنيف وزيورخ.. لجان التخدير الحكومية التى لا تملك من أمرها شيء في دولة بوليسية تتحكم في كل صغيرة وكبيرة في البلد.

دولة بوليسية فاقت quot;الجستابوquot; بألمانيا الشرقية سابقاً

عودة الحياة للحركة القبطية في بلاد المهجر بعد فترة من السكون التام ومحاولة النظام تدجين النشطاء في المهجر بمعسول الكلام فقط.


أهمية مظاهرات الأقباط في هولندا:

إنها أمام محكمة العدل الدولية تعلن للعالم أجمع ما يقول مضمونه أنقذوا أقباط مصر من العنصرية الملتحفة بالدين لفضح النظام المشارك في اضطهاد الأقباط، ولتعلن للجميع أن النظام المصري نظام مستبد فاشي مهما حاول تجميل نفسه بمساحيق مواطنة ومواد ديكورية في الدستور المصري المتناقض مع مواده مهما حاول من تجميل ذاته ستسقط مساحيق التجميل كما سقطت في فرشوط وأبوشوشة وديروط... كما سبق وظهرت عورته في أحداث الكشح والإسكندرية والعياط والبحيرة.

ليضغط العالم الحر على النظام المصري لتنتهي تلك الانتهاكات المتناقضة مع الأخلاق والدين والإنسانية.

لتنتهي مأساة 15 مليون قبطي يريدون العيش بكرامة في بلدهم.

لتصبح مصر دولة مؤسسات وليست دولة مصاطب.

ليفهم الأقباط في مصر والعالم أن عصر مصر مبارك هو أسوأ عصر لإنتهاكات حقوق الإنسان القبطي والمسلم في مصر، والقبطي له نصيب مضاعف.

لننهي حلم التوريث فالمثل يقول من الشجرة تعرف الثمرة ففترة الرئيس مبارك خربت مصر وأضاعت مصر عالمياً ونجله ليس أفضل منه.

أخيراً يتساءل الكثيرون هل مظاهرات الأقباط لها نتائج إيجابية أم عكسية على اقباط الداخل؟

الإجابة: إن استمرار مظاهرات الأقباط عالمياً ليس إدانة للأقباط بل إدانة للنظام المستبد والعيب ليس في مظاهرات الأقباط بل في عناد النظام.

مظاهرات الأقباط عالمياً لها شرعية دولية حقوقية، وقانونية فسبق وأعلن الإخوان والقضاء أنهم سيتقدمون بشكوى للمحاكم الدولية.

فكم وكم 15 مليون قبطي مضطهد محروم من أبسط حقوقه الإنسانية.. تحية لكل ناشط قبطى يشارك في أي عمل لرفع الظلم عن أخيه الإنسان.

[email protected]