اجتماع زعماء العالم ألان في كوبنهاغن واختلافهم على شكل الاتفاقية المنقذة للكوكب أمر هام جدا وخبر أول في كل المحطات لما لهذا الأمر من خطورة حقيقية تهدد مستقبل الإنسان على هذا الكوكب حصة التلوث الصناعي المعطاة لكل دولة في الاتفاقيات السابقة غير محترمة من اغلب الدول وأول هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية..الأمر هذا كله نعيش نحن سكان المنطقة العربية بمعزل عن التفكير به ناهيك عن التأثير عليه في رد لمسئول بيئي لدولة عربية على السؤال يقول إن الدراسات الحديثة تؤكد أن منطقتنا سترتفع بها درجة الحرارة 6 درجات فقط بسبب الاحتباس الحراري وحينها نستطيع أن نضبط المكيفات على درجة اقل ونحل المشكلة!!!
إجابة المسئول غير المفاجئة أحالتني لتداعيات عن الوضع البيئي للحبيبة بغداد وأولها فوهات الغاز المحترق بلا أي استخدام فتحات نارية منتشرة في بغداد وكركوك طاقة وهبت لنا نتركها تحترق ملايين الدولارات قادرة على تحويل البلد إلى جنة حقيقية بالقليل من حسن الإدارة ونظافة الضمير وعلى ذكر النظافة تراءت أمامي جبال الأنقاض المنتشرة على أطراف بغداد.!!
كوبنهاغن مدينة نظيفة جدا مثل مستشفى تغسلها الأمطار على مدار السنة وكذلك تفعل الثلوج ألان مع هذه النظافة وضعت الإدارات هنا خططا تعبوية ثقافية لجعل صداقة البيئة امرمفروغ منه في ذهنية الإنسان العادي فشجعت اقتناء الدراجة الهوائية لاستعمالها بدل السيارة للذهاب إلى العمل وضعت يوما للدراجة في العاصمة تحرم فيه على واسطات النقل الأخرى الدخول إلى مركز المدينة وهنا لااقارن ولا احلم أن تصبح بغداد الحبيبة كوبنهاغن ثانية لكن فقط أتساءل ما الذي يكلف أمانة بغداد إقامة مشروع بسيط لإعادة استخدام النفايات، مركز إعادة الاستفادة من النفايات العامة والخاصة شبيه بمشاريع غير مكلفة مقامة منذ السبعينات في مملكة الدنمرك وهي بسيطة وغير معقدة على الإطلاق قياسا بمردود ها البيئي والمادي..
في اقل من سنة نكون قد تخلصنا من جبال الازبال والإمراض المصاحبة لها والتجاوزات الصحية والاجتماعية الناتجة عنها بل حولناها إلى مصدر مهم وحقيقي للطاقة الكهربائية والسماد البتروكيمياوي ناهيك عن إنتاج أكياس أزبال صديقة للبيئة توزع مجانا على الوحدات السكنية في بغداد..
ما الذي يمكن فعله لإنقاذ أطفال الزبالة من العاملين لصالح تجار الفافون في مدينة الثورة أو لدى أفران تصنيع البلاستك المعاد؟؟ قضية ثانية متعلقة بالبيئة وبالتربية وحقوق الإنسان ومحو ألامية ووووووو..أفضل تركها ربما لمقال ثان،أما قضية الازبال المتراكمة في شوارع بغداد فهي قضية بسيطة لا تحتاج أن تطرح أمام الأمم المتحدة أو قمة كوبنهاغن ولا طرح شعارات الوطنية والقومية أمام مزايدين جاهزين...
إعلام أمانة بغداد مطالب بان يقيم حملة توعية متزامنة مع إقامة مراكز إعادة الاستخدام يمكن أن يحقق فرقا مهما في حياة الشارع البغدادي الضاجة أصلا بفوضى التفجيرات والدماء والتجاذبات السياسية العقيمة..
الوضع البيئي للكوكب جد خطير وربما إذا استمر العالم بانتهاك الأرض للسنوات القليلة القادمة سيكون لزاما علينا ارتداء قناع للتنفس هذا إذا كان لدينا ثمنه في هذه البقعة من الأرض من يريد الإطلاع على تجربة مركز إعادة استخدام الفضلات سأضع في نهاية المقال رابط مركز من المراكز في الدنمرك..
وفيه تعريف للفضلات وكيفية فرزها في البيت وجدول جمعها وأنواع الحاويات والأغراض منها وهي معلومات متوفرة لدى كوادر أمانة بغداد بالتأكيد لكن ما نؤكد عليه هنا ثقافة التغيير وهمة العمل والشروع بالحملة لخطورة الواقع البيئي والله من وراء القصد..
التعليقات