لم يكن يوم السبت الماضى 7 فبراير يوما عاديا فى تاريخ ولاية فيكتوريا التى تقع فى الجزء الجنوبى من قارة استراليا بل كان يوما من اسود الايام وافظعها وابشعها فى تاريخ الولاية حيث دمرت الحرائق التى اشتعلت بسبب ارتفاع درجات الحرارة الى 45 درجة مئوية ما يقرب من الف منزل والوف الكيلومترات من الغابات والمزارع والماشية والطيور والحيوانات. اما عدد الضحايا من سكان هذة المناطق الريفية الذين لم يتمكنوا من الفرار من جحيم الحرائق او قرروا بمحض ارادتهم البقاء لمحاولة انقاذ ما يمكن انقاذة فقد تجاوز حتى كتابة هذة السطور170 من ابناء الولاية ومن المحتمل ان يصل الى 200 ضحية طبقا لتوقعات المسئولين.

ورغم ان المسئولين فى ولاية فيكتوريا قاموا طيلة الاسبوع الماضى بتحذير السكان وخاصة فى المناطق الريفية والمناطق الملاصقة للغابات وناشدوهم عشرات المرات بالنزوح الى مناطق امنة حتى لا يعرضوا انفسهم للاخطار الا انة لم يكن احدا يتوقع ان تكون الحرائق بهذة البشاعة والسرعة والقسوة بحيث انها لم تعطى الفرصة الكافية للبعض من الفرار حفاظا على حياتهم.. وحتى بعض الذين حاولوا الهروب بسياراتهم حاصرتهم النيران وهم فى منتصف الطريق وماتوا بطريقة بشعة للغاية داخل سياراتهم.

وقد اسرع رئيس الوزراء quot;كيفن ردquot; ومعة رئيس الولاية وعدد من كبار رجال الدولة بتفقد مناطق الحرائق المنكوبة وقام بمواساة المصابين واهل الضحايا وامر بمساعدتهم فورا. وفى نفس الوقت امر الجيش بالتوجة للمناطق المنكوبة من اجل المساعدة وفتح الطرق التى اغلقت بسبب تساقط الاشجار المحترقة.

والشىء الحزين والمثير للعجب والدهشة ان بعض هذة الحرائق التى ادت الى موت الكثيرين من الناس البسطاء الطيبين فى بعض قرى ومدن ولاية فيكتوريا كانت بفعل فاعل وليس نيجة الارتفاع الجنونى فى درجات الحرارة او البرق والرعد طبقا لما صرح بة بعض المسئولين لوسائل الاعلام. وحاليا جارى البحث عن بعض هؤلاء القتلى بمعرفة البوليس الاسترالى. وقد هدد المسئولين الاسترال بعدم التعامل بشفقة او رحمة مع من تثبت ادانتة وانما سوف يحاكم بتهمة القتل الجماعى.

هذا وقد مرت ولاية فيكتوريا التى عاصمتها مدينة ملبورن بحراق مماثلة فى عام 1983 ادت الى موت العشرات ولكن لا يوجد مقارنة بينها وبين بما حدث يوم السبت الماضى 7 فبراير حيث كانت الاخيرة الابشع فى تاريخ الولاية وتاريخ استراليا.

وقد حاولت ان افهم واعرف ماهى الحكمة والفلسفة وراء قسوة الطبيعة وعاقبها الذى فاق فى قسوتة قسوة البشر لهؤلاء الناس الطيبين من سكان القرى الصغيرة فى ارياف استراليا رغم انهم ليسوا اشرارا وانما ناس طيبين للغاية يفعلون دائما الخير وكرماء ويمدون اياديهم بالمساعدة للجميع hellip; ولكنى للاسف لم اجد اجابة مقنعة لما حدث يوم السبت الماضى وانما علامات استفهام وغموض وحيرة للعقل !!!

صبحى فؤاد

استراليا