(دُور الحضانة والعصابات )

- سيدة quot; سوزانا quot; كمعلمة وتربوية في مدرسة متخصصة بالشباب الجانحين 14 ndash; 16 سنة،آن لي أن اسأل : ماهو الحل للتعامل مع هؤلاء الشباب،لكل ماذكرناه سابقا من مشاكل وإشكالات؟!

- مايجب القيام به هو من البداية،من الحضانة ليتعلموا شيئا من الدنماركية،ويلتقوا أطفال آخرين من مختلف الاثنيات والبلدان، وهذا يساعد في تقبل الآخر، بالإضافة إلى هذا وفيما يخص quot; الأجانب quot; من المهم أن يحصلوا على تعليم أيضا باللغة الأم، عربية أو فارسية أو أي لغة يتكلمها الوالدان،وبعدد طلاب اقل مما هو علية الآن في كل صف لنحصل على تركيز أفضل.

- بعض الشباب الأجانب،بل نسبة كبيرة منهم يشعرون بالتمييز ضدهم هنا في الدنمارك..!!

- نعم أنت محق، الكثير من الشباب وخصوصا الأجانب يعتقدون أن لامكان لهم في المجتمع الدنماركي..!
على سبيل المثال في المدارس التقنية وأثناء دراستهم لايحصلون على مكان للتطبيق،ولهذا تتوقف دراستهم، وهنا من المهم مساعدتهم في الحصول على مكان للتطبيق وإلا سيصلون إلى نتيجة إنهم غير مرحب بهم في المجتمع.
- هذا جانب من الحلول ولكن ماذا عن رفاق السوء، وتعامل الشرطة مع هؤلاء الشباب، الكل يعلم إنهم يكرهون الشرطة..!!

- بالنسبة لرفاق السوء،له تأثير كبير،ولذا لبعضهم لابد من نقله إلى مدينة أخرى لننتشله من عالم السوء والجريمة،وفي بعض الأحيان لابد من انتشاله من الأبوين إذا ماكانا سيئين.

- ماذا عن مايسميه إعلام اليوم quot; حرب العصابات quot;..!!

- سأذكر لك تجربتين ناجحتين بهذا الخصوص الأولى دنماركية، والثانية انكليزية....
فيما يخص الدنماركية : لدينا مايسمى quot; أس أس بي quot;
skolen - socialforvaltningen - politiet
وهو عمل مشترك بين ثلاثة مجاميع quot; المدرسة،والإدارة الاجتماعية،والشرطة quot;،عملهم ينصب في الحديث لهؤلاء الشباب ضمن العصابات،أو خارجها،داخل المدرسة على سبيل المثال، عن الجريمة والقانون والكحول وماشابه ذلك..
ويقوم الثلاثة بكل النشاطات الممكنة لهؤلاء الشباب، يقومون بافتتاح النوادي لهم كبديل عن الضياع في الشوارع لتسهل مهمة الحديث معهم ونقاشهم، وتقديم بعض الخبرات لهم.

- عذرا ولكن هل الحديث مع هؤلاء المجرمين صعب للغاية..!؟

- الحديث معهم مهم جدا، لان هؤلاء الشباب يكرهون الشرطة، على سبيل المثال في منطقة quot; النوبغو quot;التي تسكنها جالية كبيرة من أصول أجنبية،الشرطة غير شعبية، اقصد أن تكون العلاقة ودية بين الشرطة والشباب في المنطقة المحددة لكي يستمعوا للنصيحة...
وهذا مااعرفه على ارض الواقع،حيث تم تطبيق ذلك العمل المشترك بين المجاميع الثلاثة السابقة quot; أس أس بي quot;في المنطقة التي اسكنها، منطقة quot; اوستربغو quot; في كوبنهاكن، وقد حصلنا على نتائج طيبة جدا،وارى أن يكون هذا العمل أيضا في منطقة quot; النوبغو quot;،ولكن للأسف الشديد قبل عدة سنوات تم الاستغناء عن مراكز الشرطة المحلية،ضمن نظام جديد للشرطة اسماه المسؤولون quot; إصلاح الشرطة quot;وهذا لم يساعد كثيرا بل صعّب الأمور.

- هل لك أن توضحين طبيعة العمل بين الشرطة وهؤلاء الشباب !

- قبل كل شيء لابد من أوضح : ولكي تكون النتائج ايجابية لابد من أن تكون الشرطة محلية quot; مناطقية quot;، وبعد أن يعرفوا بعضهم البعض جيدا quot; الشرطة والشباب quot; ستصبح الأخيرة صديقة لهم... و يجب أن تتعرف على شخصيتهم ومشاكلهم عن كثب بمافيها التفاصيل اليومية لهذه المشاكل ومن ثم يسهل القيام بأعمال مشتركة ذات فائدة للطرفين............
لقد عملت في منطقة الشمال الغربي من العاصمة المسماة quot; بغونسهوي quot; و quot; هوسوم quot; حيث هنالك مشاكل في الجريمة كبيرة، والحديث كان يجري دوما حول ضرورة أن تكون الشرطة محلية لتتعرف على شباب المحلة عن قرب وبالتالي النتائج أكثر ايجابية.

- ماذا عن التجربة الانكليزية !

- هنالك تجربة ممتازة،لديهم في إيقاف حرب العصابات والجرائم تحديدا في مدينة quot; مانشستر quot;،إذ قامت السلطات بسبب ازدياد وتيرة الجرائم،بنشر عدد اكبر من الشرطة،تحديدا quot; شرطة محلية quot;خرج أفراد هذه الشرطة إلى الشباب والناس وصاروا يتحدثوا معهم، وكانوا قبل هذا قد خضعوا إلى دورات تعليمية quot; بعلم النفس، والثقافات، ومشاكل العصابات quot;،حين نزلوا إلى الشارع كانوا مسلحين بهذه المعارف،وبذات الوقت قامت المدينة بتعيين الكثير من المتخصصين الاجتماعين عملوا أحيانا بشكل فردي مع كل شاب مجرم من اجل إخراجه مما هو فيه، وقد كلف هذا المشروع أموال طائلة،ولكن النتائج كانت مذهلة إذ تقريبا لم تحدث إصابات بإطلاق نار في السنوات الأخيرة في مدينة quot; مانشسترquot;، وكان الأمر قبل 7 ndash; 8 سنوات غير هذا، إذ كانت لديهم مشاكل كبيرة في عدد القتلى بالرصاص أو السكاكين.

- هل المسؤولون الدنماركيون بصدد التعلم من التجربة الانكليزية في مدينة quot; مانشسترquot;..!

- نعم لقد قرأت مؤخرا إن هنالك هيئة جديدة تشكلتْ اسمها quot; لجنة الشباب quot; تحديدا لهذا الأمر،ولقد علمتُ إن مدير هذه اللجنة سمى بالاسم تجربة مدينة quot; مانشستر quot;...،كما يجب أن نستفيد وان نعزز مايسمى quot;بنظام التوجيه quot; الذي طبقوه هناك...

- عفوا ما لمقصود بنظام التوجيه، وبشكل مبسط !!

- على سبيل المثال نأتي بشاب كان مجرما،وبعد فترة من التوجيه والإرشاد وجد نفسه واختار الدراسة التي تناسبه وصار سويا أقول نأتي بهذا الشاب ونجعله برفقة شاب جانح أو في طريق الإجرام ليتعلم الأخير من تجربة الأول السابقة بأخطائها، والجديدة بايجابياتها ولان عمرهما متقارب ومرا بظروف إجرام مشابهه يكون الأمر ممتعا للاثنين والنتائج ممتازة.

- في كلمة أخيرة مالذي تودين أن تقوليه..!

- أقول إن على السياسي أن لايتخذ قرارات متسرعة تخص المجتمع عموما بدون استشارة المتخصصين،قرارات قد تكون نتائجها وخيمة كما حصل عندنا من تقليص وإلغاء مراكز الشرطة المحلية،كما يجب بذل الأموال مبكرا منذ الحضانة لدرء الجريمة،وفي المستقبل سيكون هذا توفير للجميع.
- شكرا جزيلا لوقتك ولصراحتك وللمعلومات الثرة، التي تعلمتُ شخصيا منها الكثير، وأتمنى أن تكون ذات فائدة لقارئ العربية.

شكرا
هامش
لاحظت تحفظ شديد من السيدة quot; سوزانا quot;حين سألتها عن،الفتيات الأجنبيات،في مدرستهم المتخصصة،وكل مااستطعتُ أن أعرفه من معلومات بهذا الخصوص، هو إن عدد الفتيات يشكل نسبة 10 % من العدد الإجمالي،وإنهن هادئات،مشكلتهن الأساسية عدم التعلم كثيرا في المدارس العادية،ولديهن رغبة شديدة بالانفتاح على الآخر.

ضياء حميو
[email protected]