في عام 1999 حصلت الدنمارك على نسبة 10 من 10 ،في مؤشر نسبة الفساد ،أي البلد الأول في العالم في قلة الفساد ، ولكن..في ربيع عام 2008 ،حدثت فضيحة ،وذلك عندما كشفت ،الصحافة إن وزير الداخلية آنذاك quot;لارس غاسموسن quot;،استخدم أموال الدولة في شراء علبة سجائر ،وتأجير سيارة تكسي لذلك اليوم ،أعاد الوزير الأموال التي صرفها إلى الدولة ،وقدم اعتذارا رسميا للشعب ،ولكن فعلته هذه كانت من ضمن الأسباب التي أدت إلى تراجع الدنمارك ببضع نقاط ضمن مستويات الفساد ،أي إلى 9,3 ،الذي تراقبه منظمة الشفافية الدولية
Transparency International

أنشئت هذه المنظمة عام 1993من قبل مدير البنك الدولي السابق quot; بيتر ايغين quot; ،ويقع مقرها الرئيس في quot; برلين quot;،لديها 90 فرع في مختلف بلدان العالم وفرع هذه المنظمة في الدنمارك افتتح عام 1995 ،من ضمن مهامها الأساسية ، تعزيز الشفافية في المعاملات الدولية ودعوة السلطات إلى تنفيذ تشريعات فعالة لمكافحة الفساد و مراقبة شفافية الإعلان المفصل للصرفيات الحكومية ،كذلك زيارة الجامعات والمعاهد ،والمنظمات ،والاتصال الدائم بوسائل الإعلان للتوعية بأهمية quot; الشفافية quot;.


مؤشر الفساد الذي هو من 10 نقاط يقوم على أساس مجموعة واسعة من الدراسات الاستقصائية من رجال الأعمال والخبراء، على سبيل المثال:هم يأخذون في الاعتبار إن الرقم القياسي لأسعار الاستهلاك هي التي تعطي مؤشرا مهما لمدى فساد بلد بعينه..!
يلاحظ إن المنظمة في الدنمارك تولي اهتماما كبيرا لصيانة الصحافة من الفساد ،لأنها رقيبها المباشر في الكشف ،والفضح ،وإذا ماطالها الفساد ،فهذا يعني إن جهودا جبارة ستهدر في هذا المجال ،لدى المنظمة مخبرون ،وهي تقوم بحملة للحماية القانونية لهؤلاء المخبرين.وقامت بإنشاء رابطة لتعزيز الوعي بين السياسيين، وسائل الإعلام ، والجمهور لمكافحة الفساد.


تعتبر الدنمارك إن محاربة الفساد مهمة دولية ، إذ إن فسادا ما في بلد آخر يعني تقليل الصادرات له وهو ماحدث فعلا لصادرات الدنمارك مع بلدان أوربا الشرقية ،المميزة بنسبة فساد عالية ،الأمر الذي يؤثر على الاقتصاد الدنماركي.
الفساد آفة عالمية ،ينهك النسيج الاجتماعي لبلد ما ويحطمه ويجعله في عوز دائم مهما كانت مقدراته الاقتصادية ،وهو ماحصل في معظم بلدان الاتحاد السوفيتي السابقة والعديد من بلدان أفريقيا ،وآسيا ،بل حتى في بلدين عملاقين اقتصاديا هما أمريكا واليابان.
أما في البلاد العربية ، فان نسب الفساد كارثية ،وللقارئ الذي يريد أن يعرف تسلسل بلد ما ، في مؤشر الفساد أن يذهب إلى quot; جوجل quot; يكتب اسم البلد وكلمة:
Corruption
فيما يخص الدنمارك ورغم مافعله الوزير السابق فإنها مازالت في المراتب الأولى عالميا لقلة الفساد تتبوأ هذا المركز سوية مع بلدين آخرين هما نيوزلندا والسويد.


إحدى دعائم هذه المركز، هو التوعية المجتمعية المستمرة بمخاطر الفساد والرشوة، للسياسيين والعامة على حد سواء، ووجود صحافة حرة تعي دورها الكبير في هذا الشأن.

ضياء حميو
[email protected]