تمهيد
لماذا الدنمارك؟
وما علاقتها بشأننا؟!
اخترت أن تكون الدنمارك... وأنا اقصد الناس والمجتمع بشكل خاص، وليس السياسة..!
أولا: اعرفها أكثر من أي بلاد أخرى ،فيها سلبيات ،وايجابيات كأي مجتمع آخر ،مانريده هو التعلم من ايجابياتها..!
ثانيا: هو تميز مجتمع هذه البلاد بميزة إحدى أعرق الديمقراطيات في العالم، ومجتمع رفاهية quot; والمقصود بالرفاهية بشكل موجز هو: حق وحصول الجميع على نفس الفرص المتكافئة في السكن والتعليم، والصحة، والضمان الاجتماعي...الخ
تجربتها في بناء الإنسان، هي ماتعنينا للاستفادة منها، وهي صلة العلاقة بالديمقراطيات الناشئة او الناقصة.


أريد لهذه التجارب التي سأذكرها على حلقات، أن يستفيد مجتمعنا العربي في بناء الخراب الذي لحق بالإنسان أولا..!
ولكي تكون تجارب الدنمارك مفهومة ، وبالتالي يمكن الاستفادة منها ، لابد من ذكر موجز مبسط عن هذه البلاد الصغيرة:
الدنمارك بلدٌ صغيرٌ وهو احد بلدان أوربا الاسكندينافية، أرضهُ منبسطة لا توجد فيها جبال، ويقعُ ـ محاطاً بالمياه بشكلٍ كاملٍ تقريباً ـ ما بين بحر الشرق والمُسمَّى بالبلطيق وبحر الشمال. تتكون الدنمارك من شبه جزيرة يولاند و 406 جزيرةً أخرى.
المملكة الدنمركية هي الأقدم في العالم. لفترةٍ تتجاوز الـ 1000 عام.


لا تتمتع العائلة المالكة بسلطةٍ سياسية، ولكنها تضطلع بالعديد من المهام التمثيلية في الدنمارك وخارجها.
الدنمارك ديمقراطيةٌ تمثيلية. مما يعني أن من يقوم باتخاذ أهم القرارات هم السياسيون المنتخبون من قِبَلِ الشعبِ والمتواجدون في البرلمان الدنمركي، وفي مجالس المحافظات وفي المجالس البلدية.
عدد السكان : 5,397,640
المساحة: 43,094 كم مربع


الاقتصاد:
الناتج القومي: 170 مليار دولار أمريكي
لدى البلاد اكتفاء ذاتي من النفط، والغاز الطبيعي، وطاقة الرياح
75% من أراضي البلاد مستغلة زراعيا، الثروة الحيوانية والألبان، هي أهم منتج هذا القطاع
تصدر الدنمارك: الكيمياويات، الآلات، الأثاث، الأدوية، ومختلف المواد الغذائية. من الصناعات الرئيسية في البلاد: بناء السفن ، والكهربائيات.

التجربة الأولى
زلزال في مدرسة دنماركية

كان هذا الحدث شهر نوفمبر، تشرين الثاني من عام 2005 بعد فترة من ضرب الجزء الباكستاني من كشمير بزلزال مدمر ، راح ضحيته أكثر 73000 إنسان قتيل و 3,3 مليون إنسان بلا ماوئ.
تتسارع دعوات التبرع من قبل المؤسسات والأفراد لضحايا الزلزال ، في كل مكان تقريبا، في الباص، والقطار، في أماكن التسوق ، توزعت صناديق جمع التبرعات ،تغطية إعلامية مكثفة.


كانت هذه المدرسة الحكومية لأطفال بين السادسة والخامسة عشر من العمر، لاحظ معلم الموسيقى مع المعلمين الآخرين ، تأثير حادثة الزلزال على نفسية الأطفال في مدرسته ، وهم يشاهدون في التلفاز 200 طفل بعمرهم في quot; كشميرquot; يدفنون تحت أنقاض مدرستهم ، اقترح العمل بسرعة على المدير وباقي المعلمين بعد التنسيق مع أهالي التلاميذ ، قام المدير بجمع التلاميذ في القاعة الرياضية للمدرسة وأوضح لهم الفكرة التي تلخصت: بأننا كبشر لايجوز أن نقف مكتوفي الأيدي أمام الكوارث التي تحدث للآخرين، لقد سمعتم وشاهدتم لما حدث للناس في باكستان ويجب أن نقوم بمساعدتهم quot; أليس كذلك؟ .. نعم.. نعم... هلل الأطفال بحماس، ثم طرح المدير فكرة السوق الخيري، وآليتها وهدفها! خرج التلاميذ وهم متحمسون وفرحون فيما طلب المدير من المعلمين أن يشرحوا الفكرة للأطفال الصغار في العمر ممن لم يفهموا الفكرة بلغة بسيطة ليتحقق الهدف التعليمي والإنساني بوقت واحد، وفي غضون اسبوع ، تم تنظيم ، سوق خيري في محيط المدرسة ، كانت كل بضاعته هي من مقتنيات تلاميذ المدرسة التي تبرعوا بها لتباع في السوق الخيري ، لعبهم ، ملابسهم ، حقائب ، أشرطة أفلام ، وموسيقى ، كذلك عوائل قامت بصنع ، الكيك ، والفطائر ، والعصائر ، صار جميع الطلبة يتبارى لجمع اكبر مبلغ للتبرع من خلال بيعه أشيائه.


في نهاية اليوم جمعوا مبلغا جيدا من المال، قاموا بارسالة للمتضررين في باكستان.


النتائج:
1ـ تفعيل روح المبادرة لدى الأطفال.
2 ـ الإحساس بالمسؤولية الجماعية ، تجاه الكوارث التي تحصل للشعوب الأخرى.
3 ـ العمل الجماعي، مع الآخرين، هو الذي يجعله مثمرا.
4 ـ إزالة الضغط النفسي الذي تعرض له الأطفال نتيجة مشاهدة الكارثة في الإعلام، وأحاديث الكبار، من خلال مشاركة الأطفال العملية في التخفيف من آثارها.
5 ـ مهما كان العمل الذي تقوم به صغيرا، لكنه كبير إذا ما خدم الإنسانية.
6 ـ تفعيل أواصر التربية المشتركة بين العائلة والمدرسة.


ضياء حميو
[email protected]