كوبنهاغن : دانت الدنمارك الاثنين بشدة الهجوم الانتحاري الذي وقع امام سفارتها في اسلام اباد واسفر عن مقتل ثمانية اشخاص على الاقل واعتبرت انه استهدف نسف العلاقات بين البلدين.وندد رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فوغ راسموسين بشدة بالهجوم واعتبره quot;جريمة جبانةquot; وغير مبررة.وقال راسموسن للصحافيين من مقره الريفي في ماريينبورغ شمال كوبنهاغن quot;مهما كان الدافع وايا يكن المدبرون فاننا ازاء جريمة بشعة وجبانة ندينها بشدة ولا شيء يمكن ان يبررهاquot;.

من جهة اخرى اكد رئيس الوزراء الدنماركي ان quot;الدنمارك لن تغير سياستها بسبب الارهابquot;. واضاف quot;لن نخضع للارهابيين وسنستمر في السياسة الخارجية والامنية التي نطبقهاquot;.من جهته قال وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر في مؤتمر صحافي quot;ادين بشدة ذلك الاعتداءquot;.وقال ان هذا الاعتداء quot;غير مقبول تماماquot; مشددا على ان quot;الهدف من عمل هؤلاء المجرمين هو النيل من العلاقات بين باكستان وشعبها والدنماركquot;.وقتل عامل تنظيف باكستاني في سفارة الدنمارك في اسلام اباد واصيب ثلاثة موظفين محليين احدهم بجروح خطيرة خلال الهجوم الذي لم يخلف ضحايا دنماركيين.

من جانبه اعلن نائب رئيس الوزراء الدنماركي بندت بندتسن للصحافيين quot;انه هجوم على الدنمارك والقيم التي تدافع عنهاquot;.واضاف مولر ان quot;الهجوم استهدف ايضا باكستان وسلطاتها الامنية لان عناصر امن وقعوا ضحية هذا الاعتداءquot;.وكانت السلطات الدنماركية اصلا تخشى وقوع الاعتداء الذي لم تتبناه اي جهة بعد حتى ظهر الاحد، وذلك بسبب انتشار قواتها في افغانستان ومنذ نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد في ايلول/سبتمبر 2005 مما اثار في 2006 موجة استنكار عارمة في العالم الاسلامي ضد الدنمارك.

وتسببت اعادة نشر الصحف الدنماركية في شباط/فبراير احد الرسوم الكاريكاتورية التي تمثل النبي محمد وعلى راسه عمامة في شكل قنبلة مشتعلة، في تاجيج غضب العديد من المسلمين مجددا.وحذرت اجهزة الاستخبارات الدنماركية خلال الاشهر الاخيرة في عدة تقارير من تضاعف المخاطر الارهابية المحدقة بالمصالح الدنماركية في الدنمارك والخارج.

واعلن مولر quot;لا نعلم من ارتكب ذلك الاعتداء. ويمكن التكهن بعدة امور. وقد دعا تنظيم القاعدة بزعامة بن لادن الى الهجوم على الدنمارك. كما يمكن ان تكون حركة طالبان التي تريد النيل منا لاننا ننشر قوات في افغانستانquot;.واضاف مولر quot;وعلى كل حال ثمة تقاطع واشخاص يريدون نسف العلاقات بين الغرب والعالم الاسلاميquot;.

وذكر بان السفارات الدنماركية quot;تلقت تهديدات خارج اسلام اباد ايضاquot; مشيرا الى quot;تهديدات في الجزائرquot;.
وقال ان quot;مستوى امنquot; السفارات الدنماركية في الخارج quot;مرتفع كثيراquot; وquot;قد عملنا كثيرا على رفعه ولا اعتقد انه حصلت هفوات امنيةquot;.وشدد على ان quot;السلطات الباكستانية بذلت الكثير من الجهود من اجل تحسين الامن لكن ذلك لم يمنع الارهابيين من اختراق الشبكةquot;.واضاف quot;لقد عززنا تدابيرنا الامنية في باكستان وغيرها من الاماكنquot; مشيرا الى ان quot;الوضع خطير لان يوجد متعصبون وارهابيون هناك ونحن نبذل كل ما في وسعنا لحماية مصالحناquot;.

واستدعت كوبنهاغن سفيرها من باكستان وحدت من نشاطاتها خلال 2006 بعد تظاهرات عنيفة ضد المصالح الدنماركية اثر نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد في ايلول/سبتمبر 2005 في الصحف الدنماركية.ومن حينها والبعثة الدنماركية التي يديرها قائم بالاعمال تلزم الحذر. وكانت كوبنهاغن قررت تعيين سفير في ايلول/سبتمبر لتعزيز علاقاتها مع باكستان وهي مصممة على ذلك كما قال مولر رغم الاعتداء.ودعت الدنمارك في المقابل رعاياها الاثنين الى عدم التوجه الى باكستان.