لمدة كثر من 25 سنة كانت تضربه زوجته، وقبل هذا ولمدة 20 سنة كانت تضربه أمه، لم يتكلم عن معاناته هذه إلا بعد أن ماتت زوجته..!
لجأ رجل في الخامسة والأربعين من العمر للجهات المختصة لمساعدته، كان مهزوزا،وموتورا نفسيا، فاقدا للعمل،لايستطع أن يقوم بأي شيء لوحدة.


هذا مانشرته الصحافة الدنماركية قبل أشهر عن قصة هذا الرجل،حاول الأخصائيون تتبع حالة طفولته،وجدوها مليئة بعنف الأب ضد الأم،ومن ثم عنف الأم ضد الابن،وأخيرا عنف الزوجة ضده،ولحسن الحظ لم ينجب...!
الزوجة عرفت مستغلة بعد أشهر من الزواج رعبه من ممارسة العنف ضده،ويكون حينها مستعدا للقيام بأي شيء لتجنبه،لم يكن quot; ماسو شيا quot;،لكن هذا مااورثته إياه،ثقافة العنف المنزلي على يد أبيه ومن ثم أمه.


نعم هي من الحالات النادرة، إذ إن المألوف إن يقوم الرجل بممارسة العنف ضد المرأة، ولكن في الأسرة وبوجود أطفال سيتجاوز خطر هذه الممارسة المهينة للكرامة الإنسانية المرأة ليطال الأطفال ومن ثم المجتمع برمته.
والدنمارك لاتشذ عن بلدان العالم الأخرى بهذا الخلل الذهني والفكري باستخدام الرجل لعضلاته الأقوى ضد شريكة حياته..!
النساء من اثنيات أخرى غير دنماركية لهن حصة كبيرة من هذا العنف على الرغم من إن نسبة الأجانب في الدنمارك هي 8.4%، ولو استثنينا منهم ثالث اكبر جالية وهي الألمانية، لوجدنا إن عددهم ليس بالكبير جدا كباقي بلدان أوربا الأخرى.
نسبة النساء الأجنبيات المتعرضات للعنف وقمن بالإبلاغ عنه هي 45 % من العدد الإجمالي، ماذا عن عدد اللواتي لم يبلغن عنه؟!
مصدر المعلومات المذكورة في هذه التجربة هي مؤسسة حكومية:
Servicestyrelsen
صدرت إحصائية في 2004 بعدد حالات العنف التي تعرضت لها النساء في البلاد وكانت 64000 حالة عنف.

بيوت الأزمات
هي مراكز سكنية وخدمية تأهيلية،تأوي نساءً تعرضن للعنف من قبل شريك الحياة، أنشأت هذه المراكز في بداية الثمانينات،عددها الآن 40 مركز في عموم الدنمارك، لجأت إلى هذه المراكز في عام 2007 وحدة 1957 امرأة، ونسبة 45 % منهن مولودات خارج الدنمارك ( أجنبيات )، نسبة اللواتي لايحملن الجنسية الدنماركية 35 %.
الإحصائيات تمتنع عن ذكر دقيق لجنسية هؤلاء النساء وعددهن تبعا لكل بلد خوفا وحماية لهن من العنف،لكنها تذكر أهم البلدان والترتيب التالي من المصدر السابق، الذي لااعرف إن كان مقصود به شيء أم لا..

.( العراق،تركيا،غرينلاند،بوسنه،ايران،لبنان،افغانستان،سيريلانكا،باكستان،المغرب،تايلند،الصومال،روسيا،كوسوفو،بولندا).


حالات العنف
أدناه إحصائية ظريفة بدقتها ومؤلمة بذات الوقت، أجريت ل887 امرأة تعرضت للعنف في العام الماضي، أمام كل رقم، حالة العنف التي تعرضت لها، الفارق في الأرقام يرجع لتعرض الواحدة منهن لأكثر من حالة عنف أو أكثر من سبب:

359:هجوم بآلة حادة، أو مسدس، أو خنق.
776 : دُفعت،خُدشت، هُزت بعنف،صُفعت براحة اليد.
474 :ضُربت بقبضة اليد.
350:رُميت فوق الأثاث، أو أسفل الدرج، أو باتجاه الحائط.

سبب اللجوء إلى مراكز الأزمات
من إجمالي عدد 1205 نساء لجأن إلى المراكز للأسباب الآتية :
895:لأن موضوع العنف أصبح جديا.
37 : ترغب بتغيير وضعها الاقتصادي.
467 : لحماية الأطفال من آثار العنف.
159: بضغوط عائلية.
148 :بسبب نظرات المجتمع الدونية لها بتقبل العنف.

سبب عدم اللجوء إلى المراكز قبل هذا لوقت من إجمالي عدد 885 امرأة:

417: للاعتقاد إن الرجل سيكف يوما عن العنف.
122:تخاف أن تفقد أطفالها.
111 :البقاء لضغوط عائلية.
120:أسباب اقتصادية.
191: تخاف الوحدة.
20 : فقدان الجنس.
166: كلام الناس.
144: تخاف ازدياد العنف.
ختاما :على الرغم من كل القوانين التي تحمي المرأة والأطفال من عنف بعض الرجال المرَضي،إلا إن هنالك حالات لابد من التصرف بها فورا وبلا إبطاء،إذ قد تعني الحياة أو الموت،أو تدمير جسدي ونفسي للمرأة والطفل على حد سواء،بل حماية للرجل ذاته من فعل غضبه،ولهذه الحالات وغيرها توجد quot;مراكز الأزمات quot;.

ضياء حميو
[email protected]