الام الوحيدة: هي التي تعيش مع أطفالها، بدون رفقة الرجل، بسبب الوفاة أو الطلاق.
المهمة الملقاة على هذه ألام في تنشئة أطفال أصحاء نفسيا وجسديا ولوحدها هي من أصعب المهمات الحياتية،والى أن يبلغوا الثامنة عشر من العمر،تكون قد أنجزت للمجتمع،أعظم انجاز فيما إذا صار الأطفال بالغين أسوياء ذوي فائدة للمجتمع وليسوا معاقين ذهنيا أو مجرمين،وللجميع أن ينحني لها تقديرا لتضحيتها وجهدها على مدى سنين طويلة،ولكن..هل تستطيع ألأم الوحيدة من القيام بهذا العمل بنجاح لوحدها بلا مساعدة؟
الجواب الدنماركي،كان كلا...!
ولهذا أنشأت في عامي 1905 ـ 1906 أولى مؤسستين خاصتين quot; ليس بدعم الدولة quot; لمساعدة الأمهات الوحيدات.
الهدف كان هو مساعدتهن على الاعتماد على أنفسهن.
في عام 1907 ترأس هاتين الجمعيتين quot; سياسي اشتراكي quot; اسمه quot; فيرا سكالتس quot;،عمل على توطيد المفاهيم الاجتماعية لأهمية مساعدة الأمهات الوحيدات، إذ صارت المؤسستين مدرسة تربوية،تدرب وتخرج عاملين متخصصين للعمل في مراكز رعاية الأمهات الوحيدات.
في العام 1924 دمجت المؤسستان تحت اسم واحد quot; مساعدة الأمهات quot; وكانت في العاصمة quot; كوبنهاكن quot; فقط،ولكن في نهاية الثلاثينات امتدت فروعها إلى باقي المدن الكبيرة في الدنمارك.
أثمر هذا الجهد في العام 1939 عن إقرار قانون quot; مساعدة الأمهات quot; وصار جزءا من قانون تشريعي عام.
ازداد عدد المراكز بفضل هذا التشريع إلى 14 مركز تقدم المشورة والحلول في: الزواج، الحمل، الولادة، والأطفال، كذلك النصائح الاجتماعية، الشخصية، القانونية، والتعليمية.
في العام 1976 صدر قانون المساعدة والضمان الاجتماعي،الذي أعطى للنساء حقوقا متساوية مع الرجال،واثر صدور هذا القانون ألغيت مراكز مساعدة الأمهات،ولكن بعد أربع سنوات في العام 1980اجريت دراسة أثبتت أهمية وجود هذه المراكز ثانية إذ على الرغم من قوانين المساواة بكل شيء بقي قسم كبير من الأمهات الضعيفات لايستطعن القيام بعناية أنفسهن وأطفالهن بلا مساعدة،ليست المساعدة المادية،التي كفلها قانون الضمان الاجتماعي،بل مساعدات استشارية أخرى،،وفي العام 1983 أنشأت مؤسسة مستقلة لمساعدة الأمهات،وهي مستمرة بعملها المميز لغاية هذه اللحظة،بقي الهدف هو تقديم المساعدة إلى الأمهات الوحيدات والضعيفات خصوصا،من خلال توفير الحماية الاجتماعية،الاقتصادية،التعليمية لضمان نشأتهن وأطفالهن من بعد، بظروف معيشية أفضل،والعمل لإرساء وتطوير قوانين تضمن الدعم لهذه الأسر.
ماميز هذه المؤسسات منذ نشأتها إلى الآن هو تفانيها ودقتها في تحليل وتشخيص أهمية عملها من خلال إحصائيات علمية دقيقة للغاية،لاتترك للمواطن العادي الشك بأهمية عملها،فكيف بالمشرع السياسي المختص..!
إحصائيات دقيقة
أدناه بعض الأرقام تشير إلى طبيعة عمل هذه المؤسسة،ودقة العمل،وأهمية وجودها،في بلد صغير مثل الدنمارك وللقارئ أن يتخيل بلدان أخرى،أكثر عددا،واقل تشريعا قانونيا يحمي الأمهات الوحيدات،كيف هي الأرقام والنتائج فيها؟!
الأرقام لعام 2007 صادرة من :
Arbejderbevaelig;gelsens Erhvervsraring;d
عدد الأمهات الوحيدات :135.000 أم وحيدة.
عدد الأطفال الذين يعيشون مع احد الأبوين:186.000 طفل.
كل رابع أم وحيدة رزقت بطفلها الأول وهي في عمر اقل من عشرين سنة.
الأمهات الوحيدات بين سن 30 ـ 34 أكملن الدراسة الإعدادية فقط.
من أصل 1000 امرأة وحيدة حصلت 159 امرأة على مساعدة الضمان الاجتماعي.
الأمهات الوحيدات لديهن تحصيل دراسي اقل.
1 من 3 بدون دراسة إعدادية.
1 من 3 خارج سوق العمل.
74% من الطبقة الفقيرة.
ضياء حميو
[email protected]
التعليقات