كشفت خبرة الأعوام الخمسة الماضية من الأحتلال الامريكي البريطاني للعراق مدى هشاشة الحالة الديمقراطية في العالم العربي ورغم ما نجم عنه احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا من تداعيات أمنية في الشرق الاوسط الا انها كانت بمثابة صدمة قوية للعديد من الدول العربية.

فقد فتحت الحملة الأميركية عيون شعوب المنطقة العربية على عالم جديد وباتت الدول العربية بدون أيه شرعية دستورية و أقل قدرة على التحكم في أدواتها السياسية من أجل البقاء في السلطة، فمنذ أحتلال العراق ودول الشرق الأوسط تعيش حالة على وقع الأضطراب والأرتباك السياسي والأسباب تعود الى الطبيعة الشمولية لتلك الأنظمة التي تحرم المواطنين من حق التنظيم والتعبير من خلال الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني.

فبدل ما أن تلجأ الدول العربية الى العملية الديمقراطية وتسعى الى أنجاز التنمية الاقتصادية وتحقيق مبدأ التعايش الأخوي والأستفادة من التنوع ااثقافي والجغراقي والطبيعي والذي يمكن أن يكسبه أمتيازات عديدة تؤهله لدور حيوي وبالتالي يستطيع أن يتقدم اقتصايا وسياسيا وثقافيا يلجا الى تعقيد المشكلات والأزمات السياسية الداخلية على أراضيها. مما يجعلها هدفا لتدخلات أطراف و قوى دولية كبيرة.

وفي مواجهة الصورة القائمة للواقع السياسي والاقتصادي علينا أن نطرح على أنفسنا بعض الأسئلة الملحة

هل عملية الأستنهاض تقوم على أساس تضعيف الداخل سياسيا وأجتماعيا؟؟ أم تتم من خلال تحقيق التنمية للموارد البشرية وأفساح المجال للداخل امام المشاركة السياسية والأسهام في صنع القرار؟!

ولماذا تقف الدول العربية موقف الضد بأتجاه الديمقراطيات الناشئة و قد أظهرت تلك الديمقراطيات لنا نجاحها على أرض الواقع!

فمن أهم التجارب المهمة التي نجحت في الشرق الاوسط هي التجربة العراقية والمتمثلة باقليم كردستان.فبالرغم من التشكك الاقليمي بأتجاهها منذ البداية الا أن اقليم كردستان بقيادة الرئيس مسعود البرزاني أستطاع أن يحدث نظامه الحكومي و البرلماني وأن يحافظ على روح الأنتماء الوطني عند مواطنيه الكرد والايزيديين والتركمان والمسيحين والارمن بأتجاه العراق.

وقد أصبحت حكومة اقليم كردستان من أنجح الحكومات الاقليمية في المنطقة في وقت تواجه عدد من الدول العربية الاخرى خطر التقسيم والانفصال بسبب حالة التهميش السياسي و الاقتصادي للداخل.

ومن المفارقات الغريبة أن بعض الدول العربية لازالت ترى من هذه التغييرات الديمقراطية تفكيكا للنظام السياسي الواحد ولوحدة البلاد حسب قولهم ليستمر الوضع المضطرب داخل العديد من الدول العربية ويتجه الى مزيد من التأزم والمواجهة مع العالم.

ان التوجه الديمقراطي الموجود عند رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني في زمن التحديات نحو اجراء انتخابات برلمانية شفافة و نزيهة وأنشاء صناعة نفطية متطورة يعتبر بلا شك خطوة شجاعة وتغيير ديمقراطي مهم في الشرق الأوسط وخاصة أن العراقيون جميعا بحاجة الى أستنهاض أقتصادي داخلي وهذا لايتم الا بتفعيل دور اقتصاد كردستان.

ولا يخفى على أحد ان أقليم كردستان في العراق برئاسة مسعود البرزاني تحظى باحترام كبير في العالم و ان اقليم كردستان كانت سباقة في ديمقراطتيها قبل بغداد واستطاعت ان تفرض نفسها باقتدار على الساحة العراقية والاقليمية والدولية وان تغدوا نموذجا ناجحا للمنطقة ككل.


راوند رسول
[email protected]