أصبح صوت التكفيريين و المتزمتين ضعيفا و غير مقنع

حاورته منة وفيق من المغرب:الخطوة الأولى هي الأهم بل قد تكون كل الطريق.. هكذا فكرت وأنا أحاور المخرج اليمني حميد عقبي الذي كتب مقالا يخاطب فيه وزير الثقافة من أجل تنظيم مهرجان يمني للسينما.الوزير الجديد لم يتردد ووافق على التو وأمر بتشكيل لجنة تحضيرية للمهرجان.
في هذا الحوار نقترب أكثر من الهاجس الكبير لحميد عقبي في تنظيم مهرجان سينمائي في اليمن.
حميد عقبي الباحث والمخرج السينمائي وكاتب سيناريو والمصور الفوتوغرافي ـ مواليد 1972م ـ الحديدة ـ اليمن. ردد كثيرا في هذا الحوار كلمات quot; الأمل،اليوم،،اليمن والسينما، أما شعار المهرجان فهو السينما و التراث في حين أن رمزه هو غصن شجره البن اليمني.

كيف جاءتك الفكرة والجرأة قبلها لتنظيم مهرجان سينمائي في اليمن هو الأول من نوعه؟
أنا أتابع قضايا فنية في اليمن و من ضمن همومي كان كيف و متى سيكون لدينا سينما باليمن و سبق و أن كتبت عده مقالات في هذا الموضوع كان آخرها مقاله نشرت بملحق فنون -صحيفة الجمهورية لماذا لا يكون هناك سينما يمنية سؤال نطرحه على وزير الثقافة؟
و قد وجدت استجابة من الوزير الدكتور محمد أبو بكر المفلحي الذي اتصل بي و دعاني إلى اليمن لطرح أفكاري حول هذا الموضوع و فعلا سافرت إلى اليمن و طرحت مشروع مهرجان صنعاء السينمائي الأول و الذي يتضمن عده برامج من هدفها تفعيل السينما اليمنية و أيضا إيجاد بيئة فنية سينمائية و تنشيط المؤسسات التي لها اهتمام بالفنون السمعية و المرئية و إحداث نوع من الحراك و التفاعل و تشجيع المواهب و تأهيلها عبر برنامج الملتقيات السينمائية و برامج التدريب و التأهيل. بالطبع لن يكون هناك مهرجان يمني حقيقي بدون تشجيع إنتاج أفلام سينمائية لذا طرحت مشروعا متكاملا حول هذا الموضوع أسميته quot;برنامج الدعم الفنيquot; و الذي يتحقق عبر عمل مسابقات في السيناريو و فحص السيناريوهات التي ستصل و دعم الأفكار و الأفلام الجيدة التي يتم اختيارها من قبل لجان تحكيم مستقلة.
الفكرة إذن ليست وليدة اليوم و لكنني الآن فقط وجدت آذانا صاغية و مهتمة لذا طرحت المشروع بكل تفاصيله.

المخرج اليمني حميد عقبي
ماهي الأفلام اليمنية المشاركة في المهرجان؟
نحن الآن بصدد الإعداد للمهرجان و في الدورة الأولى 2008 بالطبع سيكون للأفلام السابقة و للأعمال اليمنية السبق، و كذا الأفلام التي أنتجها و أخرجها أصدقاء و مخرجين من خارج اليمن عن اليمن سيكون لها مكان للعرض و ستكون المسابقات الرسمية محصورة للأفلام التي سيتم إنتاجها خلال هذه الفترة أي من الآن إلى 2008 و منها أفلام الطلبة و الأفلام التي سيتم إنتاجها عبر المهرجان أي برنامج الدعم الفني.
في تصوري لو تحققت البرامج فقد يصل عدد الأفلام المتنافسة في المسابقات إلى 100 فيلم

لماذا اخترتم أن تقام الفعاليات كل 3 أشهر وليس دفعة واحدة؟
إن الهدف ليس فقط إقامة مهرجان سينمائي و البحث عن دعاية الهدف الحقيقي هو إيجاد نظام معين لتفعيل السينما اليمنية لذا الفعاليات ستكون مستمرة و حسب الخطة فان الملتقى السينمائي اليمني الأول في شهر اغسطس 2007 سيكون أول فعالية ثم هناك ملتقى سينمائي يمني خليجي و ملتقى سينمائي يمني عربي و ملتقى سينمائي يمني فرنسي و مع كل ملتقى تقام ورش تدريب في مختلف المجالات
السينمائية و الهدف أيضا أن يكون المهرجان مختلفا عن المهرجانات الأخرى أي مميزا على نحو ما.
من خلال هذه الفعاليات سيكون هناك نقاش و طرح أفكار تقوم بتأسيس و بناء بنية تحتية سينمائية مثل معالجة مشكلة دور العرض و طرح مشاريع أكاديمية مثل المعهد العالي للسينما و المسرح و غيرها..
و كذلك هناك أفكار مثل فكرة مجلة سينمائية أكاديمية و تشجيع الكتب السينمائية و توفيرها و كذا البحث عن الأرشيف السينمائي اليمني و توثيقه و عرضه في مناسبات بالداخل و الخارج.

ما مدى حضور السينما المغاربية في هذا المهرجان؟
قبل أيام تلقيت رسالة من الدكتور عمر فتحي و هو صديق سينمائي مغربي له علاقة بمهرجانات سينمائية مغربية و نحن الآن نبحث كيف يمكن أن تكون هناك علاقة بين مهرجان صنعاء السينمائي و المهرجانات المغربية و يمكن أن ننسق لملتقى سينمائي يمني مغربي و يكون للسينما المغربية و السينمائيين المغاربة علاقة بأصدقائهم في اليمن و بالتأكيد في المهرجان ستكون هناك أفلام مغربية مشاركة.
نحن الآن نخطو أول خطوة حقيقية و سنستفيد من جل النصائح و التجارب الأخرى.
التجربة المغربية و المهرجانات المغربية كثيرة و بعضها وصل إلى مستوى دولي و عالمي و سنكون سعداء أن تقدم لنا هذه المهرجانات الدعم الفني و أن يكون بيننا تنسيق و تعاون و أن يكون للسينما اليمنية حضور في مهرجانات مغربية و نستفيد من الكوادر المغربية في التأهيل و التدريب.
و اعتقد أن الأصدقاء في المغرب سيمدون لنا يد العون و سنكون سعداء جدا بأي دعم فني أو مساعدة في تدريب كوادر يمنية في المغرب، هناك أفكار كثيرة في هذا المجال.
من فيلم الرتاج المبهور للمخرج حميد عقبي
لماذا اقتصرت المشاركة في المسابقة على الأفلام اليمنية وحسب. أبسبب ضعفها أمام الأفلام الأخرى ؟ أين هو التحدي والقدرة على إثبات الذات السينمائية اليمنية؟
لم تتح لنا في اليمن من قبل أي فرصة لتنمية القدرات و الإبداعات السينمائية اليمنية و خلال الفترة السابقة كان مجرد الحديث عن سينما يمنية حديثا عن حلم صعب، كانت توجد هناك رغبة من مبدعين لخوض تجارب لكن لا يوجد مناخ أو دعم و لو جزئي لمثل هذه الأفكار!
هناك بعض الأعمال مثل أعمالي و أعمال أصدقاء و هي قليلة و رغم ذلك شاركت في مهرجانات سينمائية عربية و دولية و كان لها حضورها علما أن أغلب هذه الأعمال وجدت دعما خارجي حتى التي صورت في اليمن مثلا أنا وجدت اغلب الدعم من الخارج!
اليوم - و نحن أبناء اليوم - نجد أن الأخ وزير الثقافة اليمنية الدكتور محمد أبو بكر المفلحي يسعى فعلا لإقامة و تشجيع سينما يمنية و هناك أمور كثيرة يجب فعلها و ليس فقط التصريحات الصحفية و أملنا أن تترجم هذه الأفكار عمليا و أنا واثق أنه ستوجد أفلام سينمائية يمنية لها القدرة على المنافسة و المهرجان السينمائي عبر برامجه المختلفة. سيكون
هناك أيضا نقاشات و ندوات و فعاليات عديدة تساهم في جعل تجارب المبدعين أكثر نضجا.

هل ستكون حاضرا في المهرجان كمخرج ومشارك أيضا أم اكتفيت بمهمة التنسيق؟
لائحة المهرجان و لوائح أي مهرجان أخر لا تمنع أن يكون المنسق و مدير المهرجان مشاركا و بالتأكيد أنا اعد لمشروع سينمائي لفيلم روائي طويل و هناك تواصل مع جهة ما لإنتاجه و خلال شهر أغسطس سيتم اتفاق رسمي بخصوص هذا الفيلم.. أفضّل أن ندع الحديث عن هذا لوقته..

مقال صحافي كتبته أتى لنا بمهرجان، بم سيأتي لنا المهرجان؟
مهرجان صنعاء السينمائي الأول سيأتي لنا بأشياء كثيرة إن شاء الله أهمها انه يؤسس لميلاد سينما يمنية و سنرى هذا المولود أيام المهرجان و سنرى بالتأكيد إبداعات و أعمال ستنطلق مع المهرجان إلى مهرجانات سينمائية أخرى عربية و ربما عالمية لم لا و اليوم يدور في اليمن حراك واسع و هناك أفكار تُناقَش مثل قيام نوادي سينمائية و ربما البعض أيضا يفكر بإقامة مهرجانات سينمائية أخرى صغيرة.
أريد أن أقول وببساطة شديدة أن التفاعل بدأ فعلا و كلما نشر موضوع عن مهرجان صنعاء السينمائي الأول يتحمس الأصدقاء باليمن على التفكير و البحث عن مخرج من اليأس و الإحباط الذي كنا نعاني منه. أملي الكبير أن يأتي المهرجان بسينما يمنية و إبداعات يمنية سينمائية.

خديجة السلامي، بدر الحرسي و حميد العقبي.. بم تشترك هذه التجارب تحديدا وفيم تختلف؟
هذه أسماء شقت طريقا وعرا و رفضت الاستلام للمعوقات الإنتاجية و لكل واحد منها خصوصية معينة.هؤلاء المبدعون يشتركون في كنهم حاولوا تقديم الوجه الجميل لليمن و قضايا مهمة جدا من خلال مشاركتهم في مهرجانات عديدة و عبر أحاديثهم الصحفية و اعتقد أنهم مثل جيد للكثيرين في اليمن و لا اعتقد انه يوجد اختلاف جوهري، الاختلاف في الشكل ربما و كذا الإمكانيات المادية و الإنتاجية

ألم يكفرك أحدهم في اليمن بسبب إصرارك على هذا المهرجان؟
اليمن اليوم يختلف عن اليمن بالأمس. اليوم نشهد حركة فكرية ثقافية و انفتاحا ثقافيا و فكريا و أصبح صوت التكفيريين و المتزمتين ضعيفا و غير مقنع و حتى و إن فعل احدهم و كفرني فهناك من سيرد عليه!!
في السابق كان أي مبدع يكتب مقالة صغيرة تتطرق لموضوع المرأة أو الإبداع أو الفن يتم تكفيره!! اليوم أصبح لدينا صحف تنشر و على صفحات عريضة أفكارا جريئة و شجاعة. الناس ملت هؤلاء و لو حدث أن وجدت مؤسسات إبداعية و فنية نشيطة و تم تشجيع الفن و الإبداع أكثر فلن يكون لهؤلاء وجود في اليمن نهائيا!!

السينما الشعرية حاضرة في مهرجان صنعاء؟
هذا سؤال من الصعب أن أجيب عليه، أفلامي الثلاثة في هذا الاتجاه -الكتابة بدم شاعر- فيلمي الاول عن قصيدة محاولة للكتابة بدم الخوارج للشاعرعبد العزيز المقالح صورته ببغداد1997- الرتاج المبهور - الرتاج المبهور عنون فيلمي الثالث عن قصيدة الرتاج الممبهور للشاعر عبد العزيز البابطين- ستيل لايف عن قصيدة حياة جامدة للشاعر سعدي يوسف صورته في فرنسا يونيو 2005 -يمكن أن تعرض ضمن احد البرامج داخل المهرجانات و ربما يقوم احدهم بإخراج عمل في هذا الاتجاه.
في مهرجان صنعاء السينمائي الأول سيكون حضور لكل الاتجاهات و المدارس السينمائية الواقعية و التجريبية و السريالية و لا يمنع المهرجان عرض هذه التجربة بطبيعة الحال.

ما هي الأسماء التي يكرمها المهرجان؟
برنامج التكريم مهم جدا و ستأتي الأسماء عبر ترشيح مؤسسات أكاديمية و فنية و ثقافية. أملنا أن نكرم في الملتقى السينمائي اليمني الأول بعض السينمائيين و التكريم الحقيقي لأي سينمائي هو أن يكون هناك مهرجان سينمائي يمني و أن تكون هناك سينما يمنية و مؤسسات سينمائية و معهد للسينما و مكتبة سينمائية و أرشيف سينمائي.اعتقد هذا اكبر تكريم لأي سينمائي يمني!

هل ستعرض الأفلام المشاركة في المهرجان للعموم؟
بالطبع كما سبق و قلت فالمهرجان فرصة لمشاهدة أفلام سينمائية تعرض على الشاشة الكبيرة و المهرجان مفتوح للجميع و سيكون هناك على الأقل ثلاث قاعات لعرض الأفلام و تم طرح مشروع بناء مجمع سينمائي خاص لوزارة الثقافة و أملنا أن يتم إدخاله ضمن ميزانية العام القادم كما تم التطرق و الحديث مع الأخ وزير الثقافة حول مأساة دور العرض السينمائية في اليمن التي أغلقت !
تمت كذلك مناقشة موضوع البيئة الفنية و السينمائية و أملنا أن تعمل كل المحافظات و المجالس المحلية على بناء قاعات عرض جديدة و أن يكون للقطاع الخاص دور في هذا الجانب و كذا أن تخصص المؤسسات الثقافية مكانا للعرض السينمائي أو الفيديو.اليمنيون غير متعودين على الذهاب للسينما و عبر فعاليات تسبق المهرجان ستكون هناك فرصة لاعتياد الناس على هذا.

سيتم إصدار نشرة صحفية يومية تسلط الضوء على الفعاليات.. ألن تستمر هذه النشرة في الصدور بعد انتهاء المهرجان؟
بعض الملاحق الفنية و الثقافية في العديد من الصحف اليمنية أصبحت تخصص جزءا من صفحاتها للسينما. ل هناك إصدارات أخرى كتب و غيرها هذا مهم. أما النشرة فهدفها مؤقت و كما قلت نعمل فعلا يجب أن يكون هناك مجلة سينمائية مختصة أكاديمية و طبعا ننتظر التمويل!!

مهرجان صنعاء للشعر ـ مهرجان صنعاء للسينما... أين هي عدن وتعز؟
أنت تطرقت لموضوع جيد جدا !في تعز توجد مؤسسة السعيد الثقافية و من تعز يصدر ملحق الثقافية و ملحق فنون بصحيفة الجمهورية و التي أصبحت متنفسا حقيقيا كما أنها تزود القارئ بمواضيع فنية و ثقافية! و من عدن أجمل الألحان و أروع التراث!!
لا يوجد أي إقصاء لا لعدن و لا لأي مدينه يمنية. صنعاء تحتضن أغلب الفعاليات كونها العاصمة. و قد تمت مراسلة مؤسسات في عدن و تعز و حضرموت و الحديدة تدعوها للمشاركة.و المهرجان كما قلت له فعاليات و لا يعني هذا أن تنحصر هذه الفعاليات على صنعاء فقط، مثلا يمكن أن تقام ورشة عمل في تعز أو عدن أو الحديدة و هكذا يمكن أن توزع الفعاليات على المدن الكبرى و كذلك يتم عرض أفلام المهرجان الفائزة بعد المهرجان في هذه المدن.

ماذا أضافت تجربتك الخاصة لأرشيف السينما اليمنية؟
تجربتي تتطور و أنتجت ثلاثة أفلام خلال عام2005 و 2006 أي أنها مازالت جديدة و هي الآن تشارك في بعض المهرجانات.
أنا شاب و تجربتي ستنضج أكثر بالدراسة و الاحتكاك...

أخيرا أي نجاح تتوقعه لمهرجان صنعاء السينمائي الأول؟
النجاح مرهون بمدى مصداقيتنا جميعا.المهرجان مهرجان السينما اليمنية و المطلوب من الجميع التعاون لإنجاحه و هناك مسئولية كبيرة تقع على الأخ وزير الثقافة اليمنية الدكتور محمد أبو بكر المفلحي. إننا بانتظار أن تترجم جميع التصريحات الصحفية إلى شيء ملموس و أن يتم توفير الميزانية و على الدولة أن توفر هذه الميزانية. سينجح المهرجان إن شاء الله بهذا التعاون و التضافر و العمل الحقيقي و المخلص!!