أمال الهلالي من تونس: يعد الممثل المصري عزت العلايلي أحد أبرز عمالقة السينما المصرية، وقد زخر رصيده السينمائي الذي إمتد حوالى ربع قرنمن العطاء للفن السابع بأكثر من 80 فيلمًا أبرزها quot;السقا ماتquot; وquot;الأرضquot; وquot;أهل القمةquot; وquot;التوت والنبوتquot;،كما تمت دعوته مؤخرًا إلى مهرجان قرطاج السينمائي كعضو ضمن لجنة التحكيم. وبهذه المناسبة خصّعزت العلايلي quot;إيلافquot; بهذا الحوار. تطرق من خلاله لظاهرة السينما الشبابية التي اجتاحت مصر كما برر غيابه عن الساحة السينمائية.

*أسدل الستار على فعاليات مهرجان قرطاج السينمائي. ما هو تقييمك للدورة ككل خاصة وأنك نلت شرف الحضور في دورات سابقة؟

- دورة جميلة جدًا كما عودتنا قرطاج بمهرجاناتها وتاريخها السينمائي العريق وقد كان لي شرف حضور دورات سابقة منذ سنة1970 كما أن الأفلام كانت من الحجم الثقيل خاصة المتوجة بالجوائز، لكن هذا لا ينفي وجود بعض الأشرطة الدون المستوى والتي لا تليق بسمعة المهرجان منها أفلام الفيديو.


*ماهو تعليقك على النقدالذي وجهه اعلاميّون حول ترأس روائي للجنة تحكيم مسابقة سينمائية؟

- بالعكس نحن كسينمائيين لنا علاقة بالإنتاج والسيناريو والقصة والإخراج وأشياء أخرى فمرحبًا بالرواية وصاحبها على رأس لجنة تحكيم عرس السينما العربية والإفريقية.

* ما هي الأشياء التي يركز عليها الفنان الكبير عزت العلايلي عندما يكون عضوًا في لجان التحكيم في المهرجانات السينمائية؟ هل يركز على أداء الممثلين ام التأثير الذي يتركه الفلم بالمجمل؟
- جدية الموضوع أولاً ورؤية المخرج والقيمة الأدبية للكاتب أو السيناريست وكذلك بقية العناصر المكونة للعمل السينمائي ككل حتى يصل للجمهور بكل سلاسة دون مبالغة أو تصغير من شأنه أو من شأن الفكر الأدبي فضلاً عن أداء الممثلين ومجهودات المخرج والتناول الإنتاجي. فاعتقادي المسألة ليست شخصية والحكم على العمل لا ينبني على العاطفة بل يستند إلى قواعد سينمائية واضحة.

*الفنان الكبير يبتعد منذ سنوات عن السينما وينشغل بالتلفزيون والمسرح ، فهل تفقتد السينما؟
أكيد فأنا ابتدأت من السينما لكني أعد جمهوري بعودة قريبة خلال السنة الجديدة كما أخبر قراء quot;إيلافquot; الحبيبة أني بصدد النظر في أعمال سينمائية عرضت علي وسأكون حاضرًا بالتأكيد السنة الجديدة عبر الشاشة الصغيرة.

عزت العلايلي بعدسة إيلاف

*ذكرت في مرات عديدةأن احتجابك عن الظهور في أعمال سينمائية سببه غياب مشاريع أفلام جادة فضلا عن الموجة الجديدة للأفلام الشبابية التي اجتاحت قطاع السينما المصرية.


- فعلا هناكquot;هلوسة جامدة جداquot; وأنا لست على علاقة بها ولا تليق لا بتاريخي ولا برصيدي الفني ولا أخفي عليك حزني من المرحلة غير السارة التي تمر بها السينما المصرية من الناحية النوعية وأتهم كل الممثلين والمخرجين والمنتجين باستهتارهم بصناعة السينما في سبيل دراهم معدودة هذا فاعتقادي الشخصي شيء مخجل ومسيء إلى السينما المصرية وتاريخها الذي لا يرحم، فالسينما صناعة إستراتيجية ذات أبعاد فكرية اجتماعية وسياسية ليس من السهل الاستهتار بها .

*وماذا عن دورك أنت وغيرك من رواد السينما في سبيل عودة السينما لعصرها المشرق؟ لماذا تكتفي بالنقد؟
نحن نحاول العودة من جهتنا لكن يد واحدة لا تصفق والغث طغى على السمين لكن هذا لا ينفي وجود بشائر خير على يد بعض الشبان وأقول بعض وأعفيني من ذكر الأسماء.

*مسيرة الفنان عزت العلايلي السينمائية أكثر من رائعة ، أي الأشياء يفتخر بها أكثر من هذه المسيرة؟
كل مجال وله قيمته، والمسرح سيد الفنون وهو بالنسبة لي الحضن الدافئ والحنون الذي أحس من خلاله براحة نفسية، وله فضل كبير في تخليد أعمالي المسرحية لعل أهمها quot;بستان الدم quot; سنة 1989 وأنا فخور باعتلائي لخشبة المسرح كما أن السينما لها بعدها الإستراتيجي في الوقت ذاته لا يمكنني التخلي عن وجودي في التلفزيون لأنه شئنا أم أبينا بوابة أي فنان للظهور وتحقيق الانتشار عربيًا.

*هل يمكن أن تحدثنا عن تعاونك مع الراحل يوسف شاهين في اثنين من اكبر أعماله السينما quot;الأرضquot; وquot;الاختيارquot;؟

- في الحقيقة تعاملي مع الراحل شاهين يتجاوز هذين العملين لينضاف لهما quot;إسكندرية ليهquot; وquot;الناس والنيلquot; وهي فاعتقاد أعمال ناجحة وجيدة والحمد لله كما أن العمل مع شاهين مشرف جدا حيث تعاونا بكل جدية وحب وإخلاص فهو مخرج عظيم وبصماته واضحة ليس فقط على الصعيد العربي بل العالمي وأنا دائما أقول quot;شاهين رمانة ميزانquot;السينما العربية وبوفاته قد خسرنا عملاقا سينمائيا من الصعب إيجاد بديل له.
*وماذا عن خالد يوسف وألا تعتقد أنه يمكن أن يسد الفراغ الذي تركه شاهين بعد رحيله؟
مافيش حد يعوض حد ولكل مخرج شخصيته وتصوراته ورؤيته الفنية والإخراجية وكل مبدع يسطر تاريخه بانجازاته لا بانجازات غيره. وعموما خالد فنان مجتهد وله توجهاته التي أحترمها وهو بداية مرحلة جديدة للسينما المصرية . وقد أخذ فرصة عظيمة لم تتح لغيره حين اشتغل مع شاهين وتلك هي طبيعة الحياة التوارث بين الأجيال.

*اختار منظمو مهرجان قرطاج شريط الراحل شاهين quot;هي فوضىquot; التي كشفت وفضحت استبداد السلطة وقمع الحريات في مصر.ماهو رأيك في هذا العمل وهل يعبر فعلا عن الواقع السياسي والاجتماعي الداخلي في مصر؟

أقول لك بصراحة أن مصر تمر بمرحلة من أزهى العصور في الديمقراطية وحرية التعبير في المجال الفني الذي طالما نادينا وناضلنا في سبيل الحصول عليها .quot;هي فوضىquot; نظرة جرئية للمجتمع المصري بكل مكوناته ومختلف أوجهه كما يحمل مضامين صادقة وناقدة للأوضاع والجميل في الأمر أن الحاكم المصري يستمع لها بمنتهى الديمقراطية وهو فاعتقادي تتويج للحريات وأكاد أجزم الآن كون مصر تقف على أرض صلبة بفضل تقبلها للرأي والرأي الآخر.

*ماهو موقفك من قرار نقيب الفنانين المصريين أشرف زكي في منع الفنانين غير المصريين من الظهور بأكثر من عمل في السنة؟
أنا معه لأنه تكلم عن الفوضى التي لحقت بالسينما المصرية خلال هذه الفترة لكل من هب ودب لكنه لم يمنع هند صبري أو غيرها من الممثلات المحترفات. القرار يا أخوتي فهم خطأ وقد كان في مصلحة الجميع ولكننا لا نفرق بين الجنسيات فأنا مصري أعيش في تونس وأنت تونسية تعيشين في مصرquot; الله يلعن أبو اللي قسم العالم العربيquot;

* هل يمكن ان تحدثنا ايضا عن تعاونك مع سعاد حسني ؟
الله يرحمها فنانة كبيرة وقد تعاملنا مع بعض في 8 أفلام وكانت مثال للفنانة الصادقة المحبة لفنها ولزملائها وهي نموذج للفنان الواعي بقضايا عصره وبلده.